الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الفساد ينخر عظام الاقتصاد البلغاري

الفساد ينخر عظام الاقتصاد البلغاري
15 يوليو 2007 09:42
إعداد - محمد عبدالرحيم: بات من المقرر أن يصدر حكم بالإدانة والشجب تجاه بلغاريا لفشلها في التصدي للجريمة المنظمة وانتشار الفساد في المراكز العليا للدولة أثناء فترة  الأشهر الستة التي انقضت منذ أن انضمت إلى الاتحاد الأوروبي· وخلص تقرير الاتحاد الأوروبي إلى أن مكافحة الفساد ظلت تعوقها الفوضى المستمرة في تحديد الجهة المسؤولة عن انتشاره بينما لم يتم حتى الآن إلقاء القبض على أي من الشخصيات المتنفذة أو فك خيوط عملية الاغتيال التي هزت العالم في العام الماضي· وكما ورد في مسودة التقرير الذي اطلعت عليه صحيفة ''التايمز'' اللندنية قبل نشره فإن السلطات البلغارية لم تنجح حتى الآن في إصدار قانون يهدف لحماية المحققين كما أن التحقيقات بأثر رجعي في الثروات والسرية لم توضع موضع التنفيذ حتى الآن''·وشرعت المفوضية في إجراء هذا التحقيق في العام الماضي بالتزامن مع تقييم المساعي الهادفة لإرساء قواعد إصلاح الأنظمة القضائية والحكومية والشرطية في رومانيا التي أصبحت عضواً أيضاً في الاتحاد الأوروبي في الأول من يناير الماضي· وكانت كل من الدولتين قد سمح لها بالانضمام للاتحاد الأوروبي برغم مما ظلت تتسم به الدولتان من سمعة سيئة بشأن الفساد والجريمة المنظمة وعدم استقلال القضاء· وعلى الرغم أيضاً من عدم إحراز تقدم في بعض المجالات الهامة فقد ظلت الدولتان تتفادى العقوبات المالية والاستمرار عوضاً عن ذلك في استلام المساعدات السخية التي تتوفر للدول تتوفر للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي· والى ذلك فسوف يتم توجيه إنذار إلى بلغاريا بأنه ''لم تعد هنالك مساحة للقبول بأي تراخ في إجراء الإصلاح القضائي ومكافحة الإرهاب'' إلا أن المسؤولين في الاتحاد الأوروبي أعربوا عن مخاوف من أن يؤدي اتخاذ إجراءات صارمة ومتشددة على الدولتين إلى إعاقة وإحباط مساعي الإصلاحيين في صوفيا وبوخارست·ويأتي هذا التقرير بعد شهر واحد فقط  من تجدد موجة من نزيف الدماء الذي تتسبب فيه عصابات المافيا في بلغاريا والتي شهدت مقتل اليكساندر تيسيف لكي يصبح ثالث رئيس لناد لكرة القدم يدفع حياته ثمناً لأعمال العنف في غضون فترة ثلاث سنوات· وتأتي عملية الاغتيال بعد أيام قليلة فقط من إطلاق الرصاص على ديميتار يانكوف رئيس مجلس المدينة في مدينة ''نيسيبار'' وأحد ملاك فندق رئيسي في منطقة ''صني بيتش'' الساحلية في البحر الأسود التي يؤمها أعداد كبيرة من السياح والمستثمرين البريطانيين· وذكرت الشرطة أنه لا يوجد رابط بين عمليتي الاغتيال إلا أن كلا منهما حملت نفس الطريقة التي درجت عليها المافيا في تصفية أعدائها والتي وصلت إلى عدد 10 حوادث في هذا العام وحده· ويشير ستانيمير فاجلينوف محرر صفحة الحوادث في صحيفة ''24 ساعة'' الأسبوعية في صوفيا إلى أن مستوى الاغتيالات من المقدر له أن يمضي إلى ازدياد· وأضاف ''أن المشكلة تكمن في أن بعض رجال الأعمال البلغار لا يعرفون النقطة التي تنتهي فيها الأعمال التجارية المشروعة ومتى تبدأ عملياتهم  غير المشروعة· ولقد شهدنا عشرة اغتيالات على الأقل في هذا العام، وللأسف فإن التوقعات تشير إلى أن تشهد المزيد منها بسبب أن هؤلاء الضحايا لا يعرفون طريقة أخرى لممارسة الأعمال التجارية''·ونص تقرير المفوضية الأوروبية على ''أن عمليات الاغتيال المتعاقد عليها استمرت تمثل هاجساً للمفوضية وبخاصة أن لا أحد تم تقديمه للمحاكمة حتى الآن''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©