الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي تخيم على صناعة الشحن البحري

مخاوف التباطؤ الاقتصادي العالمي تخيم على صناعة الشحن البحري
16 مارس 2008 01:47
ظلت شركات خطوط الشحن البحري وشركات بناء السفن على حد سواء تعلن عن ايرادات وأرباح هائلة خلال السنوات الماضية مع التوسع الذي ظل يشهده الاقتصاد العالمي قبل أن تتكشف دلائل على التباطؤ في هذه الصناعة مؤخراً مع تباطؤ الاقتصاد العالمي· وشهدت صناعة الشحن البحري في العام الماضي أفضل سنواتها على الإطلاق، حيث ازدهرت ناقلات المواد الخام بفضل الطلب الصيني المتنامي على المواد المطلوبة للاستخدام في الصناعة، بينما حققت سفن الحاويات التي تنقل المنتجات النهائية للأسواق الغربية مكاسب هائلة· والدليل على ذلك أن أسعار أسهم اثنتين من شركات الشحن المسجلة في هونج كونج ''باسينيك بازين'' و''شركة جينهوي القابضة'' قد تضاعفت خمس مرات ما بين منتصف العام 2006 وأواسط العام ·2007 وفي تلك الأثناء -وبرغم أن السفينة عادة ما تتناقص قيمتها مع تقدم عمرها- تمكنت الشركات أيضاً من تحقيق مكاسب مالية هائلة في التعاملات الخاصة ببيع السفن، إذ ان احدى ناقلات الحديد الخام التي تم بناؤها في عام 2001 بتكلفة 31 مليون دولار تم بيعها لاحقاً في عام 2007 بقيمة بلغت 150 مليون دولار، وسرعان ما تم تأجيرها بموجب عقد طويل المدى لكي تحقق أرباحاً هائلة للشركة المشترية بعد الأرباح التي حققها البائع· وفي الثالث من مارس الجاري أعلنت شركة باسينيك بازين عن أرباح سنوية بمستوى 472 مليون دولار بزيادة بلغت 328% من العام الماضي، إلا أن سعر سهم الشركة انخفض بمعدل 30% تقريباً من الذروة التي كان قد بلغها في نوفمبر الماضي، أما أسهم شركة جينهوي فقد انخفض أكثر من ذلك بعد ان أعلنت في يناير الماضي انها اضطرت الى دفع مبلغ 4 ملايين دولار من أجل إلغاء عقود بناء ناقلتين للحديد الخام بقيمة 123 مليون دولار لكل منهما· وقد أنحت الشركة باللائمة في عملية الإلغاء على مشاكل مالية ناجمة عن أزمة الائتمان الأميركية، ولكن بعض الخبراء أشاروا الى أن السبب يعود بشكل رئيسي الى تباطؤ الطلب على الشحن نتيجة لزيادة المعروض من السفن· وهناك شركات أخرى بدأت تساورها المخاوف وعمدت الى اتخاذ خطوات جدية نحو الاندماج، حيث ان شركة ميرسك لاين الدنماركية الرائدة في الصناعة باتت تخطط للشروع في اشراك سفنها في العمل مع سفن منافسيها في بعض المسارات العابرة للمحيط الباسيفيكي كجزء من برنامج واسع يهدف الى خفض التكاليف؛ أما شركة نبيتون اورينت لاينز السنغافورية فقد دخلت في مفاوضات للارتباط بشركة ''تي يو اي'' الالمانية، وقد تواترت أنباء لاحقاً تفيد بفشل هذه المفاوضات· وبالطبع فقد تمكنت الصناعة من تفادي العديد من التقلبات في الماضي وخاصة في أواخر حقبة التسعينيات، الا انها ظلت تحقق الأرباح بشكل عام، ولكن مع ازدياد الايرادات استمرت هوامش الربح في الانكماش وفقاً لاحصائيات مصرف ''يو بي اس'' الاستثماري· وتكمن المشكلة في ان الطلب القوي في عام 2003 شجع شركات خطوط الشحن على طلب بناء اعداد هائلة من السفن الجديدة، مما أضاف زيادة كبيرة في العرض خلال فترة السنوات الثلاث الماضية، وهو الأمر الذي أدى الى انخفاض أسعار الشحن· إلا ان النقص في الطواقم البشرية المشغلة للسفن وارتفاع أسعار النفط كذلك أضافا المزيد إلى تكلفة تشغيل السفن، وبسبب استمرار التضخم في رفع قيمة السلع والبضائع فقد ازدادت تبعاً لذلك تكاليف التأمين ايضاً· وفي الوقت الذي أصبح فيه من الممكن تحقيق بعض الخفض الهامشي في التكلفة عبر خفض سرعة السفن من أجل توفير الوقود إلا ان الزبائن أصبحوا في عجلة من أمرهم ولا يتحملون المزيد من التأخيرات· وجاءت مشكلة تزايد السعة الجديدة مع ارتفاع التكاليف في نفس الوقت الذي انخفضت فيه الشحنات من آسيا الى الساحل الغربي للولايات المتحدة الأميركية طوال فترة الأشهر الخمسة الماضية فيما يعتبر المعاناة الأكبر التي يواجهها هذا المسار منذ العام 1995 وفقاً للبيانات التي أعلن عنها مؤخراً مصرف ''يو بي اس''· وقد انكمشت أيضاً الشحنات من أوروبا الى أميركا بعد ثلاث سنوات من النمو القوي، ولكن هناك أيضاً بعض المسارات التي مازالت تتسم بالحيوية والنشاط، اذ ان الشحنات من آسيا الى أوروبا استمرت في ازدياد بفضل ارتفاع قيمة اليورو وبات من المتوقع لها ان ترتفع بنسبة 12,5% في هذا العام· وبرغم الطقس السيئ والعواصف التي تنتظر الصناعة في قادم الأيام ربما من المفيد ان نتذكر انه على الرغم من ان صناعة الشحن من ضمن القطاعات الأولى التي ستشعر ببرودة التباطؤ الاقتصادي إلا انها أيضاً من ضمن قائمة الأوائل الذين سيحققون المكاسب من الانتعاش عندما يعود خاصة بعد ان أصبح لديها وفرة هائلة في السعة· ''نقلاً عن مجلة الايكونوميست''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©