الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الممرضات المواطنات ملائكة رحمة وعطاء بلا حدود

الممرضات المواطنات ملائكة رحمة وعطاء بلا حدود
14 يوليو 2007 03:12
بين ثمانينيات القرن الماضي، والألفية الجديدة خطت إبنة الإمارات خطوات واسعة وكبيرة في قطاعات العمل المختلفة وهي اليوم مهندسة وشرطية وأستاذة جامعة وطبيبة وملاحة جوية ونائبة في البرلمان ووزيرة ومسؤولة وسيدة أعمال وصحفية، الفرق واضح جداً وإنجازات ابنة الإمارات بفضل دعم القيادة الرشيدة لها ووقوف ''أم الإمارات'' خلفها ودفعها الى الأمام تتحدث عن نفسها في كافة القطاعات والمرأة اليوم شريك أساسي للرجل في مسيرة التنمية والنهضة الشاملة التي تشهدها البلاد ومع هذا التغير بالتأكيد هناك تغير سايره وواكبه في الثقافة الاجتماعية، والنظرة الاجتماعية تغيرت كثيراً بشأن عمل المرأة التي كان عملها يكاد ينحصر في التدريس وبعض الأعمال الإدارية، ولكن هناك بعض المهن ما زالت المرأة تكافح من أجل اثبات ذاتها فيها ومن هذه المهن مهنة التمريض ''ملائكة الرحمة'' هذه المهنة الإنسانية السامية اقتحمتها ابنة الإمارات بجرأة وإرادة وأثبتت قدرتها على العمل في هذا المجال الإنساني الكبير الذي ينسجم ويتوافق مع قيم المجتمع الإماراتي ومخزونه الأصيل في المساعدة والرعاية ونجدة الضعيف، وهذا العطاء والنجاح في هذه المهنة الإنسانية واكبه عطاء اجتماعي شجع المرأة على الالتحاق بسلك التمريض خصوصاً أن الكثير من الفتيات اللاتي التحقن بهذه المهنة واجهن الكثير من المصاعب ولكن الدعم الاجتماعي والمفاهيم الجديدة كانت من الأسباب التي ساعدتهن على مواجهة متاعب المهنة بروح عالية ومن الأجدر بنا كمجتمع أن نأخذ بأيديهن ليواصلن العطاء في هذا المجال الذي تحتاجه الدولة ونوفر لهن كل الدعم والرعاية والفرص· حول مهنة التمريض والمشاكل التي تواجهها إبنة الإمارات في هذه المهنة كان لـ ''الاتحاد'' هذا التحقيق·· نظرة المجتمع ''وهيبة صالح'' ممرضة في قسم الأطفال تقول: عينت بمستشفى صقر الحكومي منذ عام وثمانية أشهر، واجهت خلالها تحديات شديدة وأوقاتا عصيبة تركزت حول كيفية تصحيح نظرة المجتمع لمهنة التمريض ووضعها في إطارها الحقيقي وما لها وما عليها من حقوق وواجبات· فالمجتمع ينتقد عمل الممرضة فكيف اذا كانت تلك الممرضة إماراتية وتعمل في فترات المساء والليل· التي أدت الى النجاح الذي حققته الإماراتية في هذا الحقل الإنساني المهم· في هذا التحقيق نسلط الضوء على المشوار الذي قطعته ابنة الإمارات لإثبات ذاتها في هذه المهنة· في البداية أوضحت وهيبة: لقد بذلت جهداً كبيراً لإقناع أسرتي بالعمل في التمريض وأهمية المناوبات الليلية وطبيعة العمل، لافتة الى أن هذا الأمر يزعج الكثير من الممرضات المواطنات خصوصاً المتزوجات، وقالت: طبيعة عملي في قسم الأطفال يستوجب العناية بالأطفال ورعايتهم وأن أقوم بدوري كممرضة، لافتة الى أن المشكلة تكمن بطريقة التعامل مع أسرة الطفل والأم·· ففي بعض الأحيان تطلب الأم التواجد مع الطفل أثناء أداء واجبي، وبعض الأوقات تتدخل الأسرة في عملي وكيفية تمريضي للمريض· ومن الصعوبات التي -والحمد لله- استطعت أن أتخطاها تساؤل بعض الأمهات المرافقات للأطفال عن كيفية تواجدي ليلاً ولكن بفضل الله تمكنت من إيصال وتوضيح المعـــــلومة لديهن مما شجع فيهن حب عمل بناتهن في هذا المجال، وقد لاحظت أن بعض الأمهات يتقبلن الفكرة· حصة إبراهيم رئيسة قسم التمريض بمستشفى شعم برأس الخيمة تقول: أعمل في مهنة التمريض منذ عام 1996 والحمد لله لم تواجهني صعوبات حقيقية بمعنى الصعوبات ولكن كان الموضوع في بداية الأمر غريبا قليلاً وغير مألوف على الناس خصوصاً في مجتمع الإمارات، كوني إماراتية وأعمل في مهنة التمريض! وتسرد حصة قائلة: في بداية مهنتي عينت ممرضة ثم مسؤولة في قسم الطوارىء في مستشفى عبيدالله برأس الخيمة وتميز طاقم العمل بالتعاون اللامحدود وهذا الدعم دفعني وشجعني لاقتحام العمل واثبات وجودي كفتاة إماراتية ممكن أن تقوم بهذا الدور على أكمل وجه· وقالت حصة: انتقلت بعد ذلك الى مستشفى شعم بسبب ظروفي كزوجة، وكان الناس هناك متعاونين مما سهل من مهتي وعملي، لافتة الى أن الناس يفضلون الممرضة المواطنة والتعامل معها· أسماء علي: خريجة معهد تمريض 2006 رأس الخيمة قالت: لقد تحديت ذاتي وظروفي، في البداية ظننت أن مهنة التمريض مجرد إعطاء حقن وتضميد جراح ولكن الموضوع كان عكس ذلك تماماً، فهي مهنة إنسانية من الدرجة الأولى ومسؤولية كبيرة يتحملها من يمتهنها وهي جديرة بتحمل الصعاب والمشاق وبذل الجهد لرعاية المرضى ويذهب كل التعب أمام رضا المرضى وإسعادهم، وقالت إن مشكلتي كانت في تحقيق التوازن بين أسرتي ودراستي، فأنا زوجة وأم لأربعة أطفال أصغرهم رضيع·· وكانت تلك الفترة جداً صعبة عليّ، عليّ الخضوع لظروف دراستي فاضطررت الى اتخاذ قرار بأن أتوقف عن الدراسة، ولكن والحمد لله بمساعدة وتشجيع زوجي وأعضاء المعهد والمدرسين والزميلات تمكنت من إتمام دراستي وتقدمت لامتحانات واختبارات نهاية السنة الدراسية والتحقت بالتدريب العملي وتكلل جهدي بالنجاح· شيخة شاهين ممرضة في عيادة الأسنان قالت إنها كانت تواجه صعوبة في البداية في قسم الأسنان بسبب قلة الخبرة وأسماء الأدوات والمعدات ولكن مع استمرار العمل اكتسبت الخبرة وتعرفت على جميع الأدوات والعقاقير المستخدمة، وأضافت شيخة وهي أم لطفلة رضيعة أن هذه المسألة شكلت لها عقبة حقيقية بسبب عدم توافق مواعيد رضاعة ابنتها ومواعيد دوامها·· مما اضطرها الى تعويد ابنتها على الرضاعة الاصطناعية· وقال محمد راشد الشحي إن هناك خطوات تدريجية في عملية إحلال العنصر الوطني محل العنصر الأجنبي في كثير من أقسام وفروع المستشفيات وفي الأقسام النادرة التي تحتاج الى خبرة كبيرة وكفاءة عالية مثل قسم العناية المركزة أو الولادة أو الأطفال الخدج لافتاً الى أن بنات الوطن يثبتن يوماً بعد يوم أنهن على قدر المسؤولية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©