الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا تكن كالشمعة

14 يوليو 2007 02:53
الحياة كما نعلم مفعمة بالأحداث والمواقف، ومشحونة بالصراعات لتحقيق الغايات التي تسكن ذاتنا، إن أجدنا قيادة ذاتنا والأحداث والظروف التي نمر بها بشكل سليم، سيترتب على ذلك سعادة وراحة عميقة، وراحة بال سنحسد عليها، وإذا تعذر علينا ذلك، وجب علينا إعادة النظر في قيادتنا للأمور· كتاب لفت نظري وأنا أقلب في كتبي، كان عن الحياة والتمتع فيها، وقد آلمتني عدة مواقف يسردها الكاتب عن أناس كانوا كالشمعة التي تحرق نفسها لتضيء للآخرين· فكم هو جميل الإيثار ومحبة الناس والإنسانية التي تسكننا ونسكنها، ولكن أنا أقول·· لا· لا لن أكون كالشمعة وأحرق نفسي وأجلد ذاتي ليكون الآخرون مرتاحين، جميل أن تكون محباً للآخرين ومتعاطفاً معهم وتشعر بهم ليشعروا بك، لكن يجب أن يكون هناك توافق بين واجباتي مع غيري وواجباتي مع ذاتي· الإنسان أغلى من الدنيا كلها، فكيف تحترق من أجل الآخرين؟ ولكن يمكن للإنسان أن يعمل بحب وذلك إرضاء لله ولذاته وإن كانت النتيجة غير مرضية للآخرين، لأنه عمل بجد وإخلاص وحفظ ما ينبغي أن يحفظ، فأعطى وحصل على أجر دنيوي وهو المال وأجر من الله هو الثواب لأنه عمل بوفاء، ولكن أن يحترق لأجل حبيب أو مال فقده، أو ظلم وقع عليه، أو حق انتزع منه، فإن ذلك منتهى ظلم الإنسان لنفسه، فحياتنا غالية، بشكل لا يمكن أن نتصور إهدارها في سبيل ما هو أرخص منها· وإن لم يكن ما تقدم حياتك لأجله أغلى منها، فلا تبخس ذاتك وحياتك حقها، إنك تملك أغلى ما في الوجود، فلا تفرط فيه· ظافر الأحبابي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©