أثارت تصريحات وزير خارجية اسرائيل الجديد إفيجدور ليبرمان بشأن عدم الاعتراف بعملية أنابوليس عاصفة غضب فلسطينية ومصرية· وفيما اعتبرتها السلطة الفلسطينية ''آخر مسمار في نعش السلام'' طالبت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس السلطة في رام الله بوقف المفاوضات مع اسرائيل، بينما وصفت القاهرة تصريحات ليبرمان بأنها ''مؤسفة وتمثل انتكاسة لجهود السلام''·
وكان ليبرمان قال امس الاول، خلال مراسم التسليم والتسلم في وزارة الخارجية من الوزيرة السابقة تسيبي ليفني، ''حكومة نتنياهو الجديدة غير ملزمة بالاتفاق الذي تم التوصل اليه خلال مؤتمر السلام في انابوليس في نوفمبر 2007 حول قيام دولة فلسطينية''· وشدّد على رفض الانسحاب من هضبة الجولان قائلاً إن إسرائيل تنازلت منذ عام 77 عن أراض تزيد مساحتها 3 أضعاف عن مساحة اسرائيل ولم يتحقق السلام·
وردا على تصريحات ليبرمان، قال صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية امس إن التنصل من مقررات مؤتمر انابوليس للسلام ''يدق المسمار الأخير في نعش عملية السلام''· وقال عريقات ''إعلان ليبرمان يغلق الباب في وجه المجتمع الدولي''، مؤكدا ان الكرة الآن في الملعب الأميركي والدول الأخرى الراعية لهذا المؤتمر· وأضاف ''ما لم تقل الحكومة الإسرائيلية انها مع خيار الدولتين ومع الاتفاقات الموقعة بما فيها التفاوض حول قضايا الحل النهائي كافة ووقف النشاطات الاستيطانية، فإن هذه الحكومة لن تكون شريكا في عملية السلام''· وتابع ''عندما يقول ليبرمان ان حكومته لا تلتزم بأنابوليس فإنه يغلق الباب أمام المجتمع الدولي· فمؤتمر انابوليس مؤتمر دولي شاركت فيه 55 دولة تحت الرعاية الدولية''، محذرا من أن هذه التصريحات ''قد تجر الفوضى في المنطقة''·
وفي غزة، اعتبرت الحكومة الفلسطينية المقالة أمس أن تصريحات ليبرمان ''تستوجب على القيادة الفلسطينية المفاوضة مراجعة موقفها''· وقال يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقالة، في تصريح صحفي مكتوب، ''تقوم شخصية ليبرمان وأيديولوجيته على العنصرية المريضة ونفي الاخر وعلى إبادة الفلسطيني إبادة عنصرية ونفي الحق الفلسطيني نفياً كاملاً''· وأضاف ''سمع العالم اليوم انه (ليبرمان) لا يعترف إلا بوثيقة واحدة هي وثيقة خارطة الطريق وهذا الموقف يوجب بالضرورة على القيادة الفلسطينية المفاوضة للجانب الإسرائيلي مراجعة مواقفها واتخاذ الخطوة اللازمة والضرورية للتخلص من عبء ما يسمى بـ '' المفاوضات العبثية مع الاحتلال''· وشدد على ضرورة ''أن يراجع الفلسطينيون والعرب مواقفهم وان يخرجوا من دائرة العجز·· وان يخرجوا من طريق السراب''، في إشارة إلى انتهاج مسار المفاوضات والعملية السلمية·
وفي القاهرة، اعتبر المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية المصرية حسام زكى تصريحات ليبرمان بشأن عدم الاعتراف بعملية أنابوليس أول انتكاسة لجهود السلام من جانب حكومة اسرائيل الجديدة·
وأوضح السفير حسام زكى أن القاهرة لم تتفاجأ بمثل تلك التصريحات من قبل الوزير الجديد فى أول يوم لاستلام عمله فى ضوء ما هو معروف عنه من مواقفه ومواقف الائتلاف الاسرائيلى الحاكم إزاء الفلسطينيين وإزاء فرص انهاء النزاع من خلال مفاوضات التسوية السياسية· وقال المتحدث إن مصر تتطلع الى التعرف على مردود تلك التصريحات والمواقف الاسرائيلية الجديدة لدى دول الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة ليس فقط باعتبار أنها من أصدقاء اسرائيل وانما أيضا لأن عليها التزامات ومسؤوليات كبرى فى تحقيق السلام وانهاء النزاع العربى الاسرائيلى من خلال حل الدولتين وأسس الشرعية الدولية المعروفة لجميع الأطراف· وقال إن هذا الوضع الجديد يفرض على الفلسطينيين استعادة وحدة صفهم وتماسك موقفهم حتى يمكن لهم أن يحافظوا على مكتسباتهم وألا يسمحوا للوضع الاسرائيلى الجديد بإحداث تآكل فى الموقف الفلسطينى بأي شكل واختتم المتحدث تصريحاته بالاشارة الى ضرورة انتباه المجتمع الدولي لهذا التحول الظاهر في الموقف الاسرائيلي وعدم تقديم أي غطاء سياسي لحكومة لا تزمع المضي قدما في طريق السلام كما هو واضح·
أتباع ليبرمان يهددون باغتيال أعضاء عرب بالكنيست
رام الله (الاتحاد) - قدم عفو اغبارية العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي، شكوى لضابط الكنيست بعد أن تلقى رسالة تهديد في بريده الالكتروني تدعو لقتله هو وأعضاء الكنيست العرب·
وجاء في الرسالة التي أرسلت لاغباريه في بريده من قبل مجهول ''سلام لك يا مخرب الحاقد على إسرائيل فأنا أعرف أنك متحمس للانضمام لمخربي حماس مثل أعضاء الكنيست الآخرين وعلى رأسهم احمد الطيبي فبتوفيق لكم فأنت (اغباريه) ستكون أول من سيتم قتله وأنت وأمثالك من أعضاء الكنيست العرب لا تساوون الرصاص الذي سنقتلكم به فأنتم تستحقون الحرق''·
وجاءت رسالة التهديد لعضو الكنيست عفو اغباريه بعد أن ألقى خطابا من على منصة الكنيست، دعا فيه المجتمع الدولي لفرض حصار على حكومة إسرائيل في أعقاب التصريحات العنصرية التي أدلى بها وزير الخارجية افيجدور ليبرمان في أول يوم له في منصبه كوزير خارجية ''إسرائيل''
عدد اليوم
