السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«بيئة أبوظبي» تتوسع في برنامج تتبع الطيور المهددة بالانقراض عبر الأقمار الصناعية

«بيئة أبوظبي» تتوسع في برنامج تتبع الطيور المهددة بالانقراض عبر الأقمار الصناعية
23 ديسمبر 2012
هالة الخياط (أبوظبي)- تتجه هيئة البيئة في أبوظبي إلى التوسع في برنامج تتبع الطيور عبر الأقمار الصناعية الذي تنفذه ليشمل المزيد من أنواع الطيور الجارحة، وخاصة الأنواع المهددة بالانقراض عالميا، بما في ذلك الرخمة المصرية. وقال دكتور سالم جاويد مدير قسم مراقبة وتقييم التنوع البيولوجي في هيئة البيئة في أبوظبي إن الهيئة بدأت العام الحالي بتتبع العقاب الأرقط الذي يعتبر من الأنواع المهددة عالميا، والتي تزور دولة الإمارات في فصل الشتاء، وهناك خطة لتتبع نوع آخر من أنواع الطيور المهددة بالانقراض عالميا وهو الرخمة المصرية (العقاب المصري)، متوقعا أن يساهم هذا المشروع في تحديد استخدامات الموائل وتحديد مواقع التكاثر المحتملة في جبل حفيت. وأشار دكتور جاويد إلى أن أعداد الطيور التي تم تسجيلها حتى الآن في دولة الإمارات وصل إلى 450 نوعاً، يشمل ذلك أنواع الطيور المهمة المقيمة والمهاجرة. وتعتبر غالبية هذه الأنواع من الأنواع المهاجرة، وحوالي 25? منها من الأنواع المتكاثرة. وقال دكتور جاويد إن دولة الإمارات تؤوي مستعمرات مهمة لتكاثر الطيور البحرية بما في ذلك الغاق السقطري المهدد بالانقراض عالميا. وتقوم الهيئة بتتبع الطيور الجارحة والطيور المائية، حيث تستخدم نظم التتبع الفضائي والأرضي المرتبطة بهذه الأجهزة للمساعدة في تحديد مسارات التحرك والهجرة من خلال تكامل بيانات التتبع الفضائي مع نظام المعلومات الجغرافية وتقنيات الاستشعار عن بعد، بالإضافة إلى دراسة سلوكيات الأنواع المهمة والمواطن الطبيعية التي تفضلها، الأمر الذي يساهم في وضع خطط مناسبة للمحافظة عليها. وتعتبر الدولة محطة أساسية على ملتقى طرق هجرة الطيور بين القارات الثلاث، أوروبا وآسيا وأفريقيا، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من مستعمرات التكاثر المهمة على المستويين الإقليمي والعالمي للطيور البحرية، وهناك نوعان من هذه الطيور، الأول يأتي خلال أشهر الشتاء من أوروبا وآسيا الوسطى لقضاء فصل الشتاء أو يتوقف في طريقه إلى مناطق إشتائه في إفريقيا، حيث يبقى في الدولة لمدة تتراوح بين 3 و5 أشهر، ويعبر البعض لإكمال مسار هجرته، والآخر مجموعة من الطيور المتكاثرة التي تزور الدولة في فصل الصيف، وبشكل رئيسي الطيور البحرية، والتي تأتي من المحيط الهندي للتكاثر. وقال دكتور جاويد إن الهيئة نجحت بتعقب الصقر الأسخم من مواطن تكاثره في أبوظبي إلى مناطق إشتائه في مدغشقر في دراسة تعتبر الأولى من نوعها في العالم لتتبع هذا النوع من الصقور عبر الأقمار الاصطناعية. وقد حددت الدراسة مسارات هجرته، والمواقع التي توقف فيها صقر الأسخم خلال فصل الشتاء في مدغشقر، حيث استخدمت الطيور حقول زراعية، وربما تكون عرضة للتلوث بمبيدات الآفات. وسلط دكتور سالم جاويد الضوء على الجهود المبذولة لحماية طيور الفلامنجو الكبير، حيث أشار إلى أنه من خلال استخدام الأساليب العلمية المبتكرة لحماية الأنواع الهامة من الطيور في الدولة، حرصت الهيئة على أن تحظى هذه الطيور بموائل مناسبة وآمنة. وقال “من خلال رصد وتتبع هذه الأنواع، بتنا قادرين على الحصول على بيانات قيمة حول توجهات وأعداد طيور الفلامنجو التي تزور شواطئنا، فضلاً عن المسارات التي تسلكها في هجراتها. وأسفرت المعلومات التي تم جمعها عن اكتشاف مستعمرات تكاثر جديدة، مثل تلك التي وجدت في محمية بوالسياييف عام 2009. كما ساهمت البيانات التي تم جمعها تقييم واقتراح تدابير جديدة للتخفيف من الآثار التي تتركها المشاريع التنموية الرئيسية على موائل الطيور”. وأشار دكتور جاويد إلى أن برنامج الهيئة لتتبع الطيور المهاجرة عبر الأقمار الصناعية قد لاقى استحسان منظمة حياة الطيور العالمية والتي طلبت من الهيئة تزويدها ببعض البيانات الأساسية المحددة ليتم استخدامها في مشروع مراقبة الطيور المهاجرة الذي تنفذه المنظمة. ولقد نشرت الهيئة مؤخرا مقالا عن مشروع تتبع الصقر الأسخم في إحدى المجلات الدولية المتخصصة في مجال المحافظة على الطيور والتي تتبع لجامعة كامبريدج، تم خلاله التركيز على المواقع الرئيسية التي توقف فيها الصقر الاسخم في شرق إفريقيا والتي أظهرت أن الطيور تتوقف في المناطق التي تنتشر فيها الشجيرات المرتبطة بمصادر المياه. وتشير الدراسات إلى أن الطيور كانت تتابع مسار هجرتها خلال النهار، وتتوقف خلال الليل كما أنها استفادت من ظروف الرياح المواتية لعبور قناة موزمبيق قبل العبور إلى مدغشقر. وفي الغالب استخدمت الطيور حقول المحاصيل المزروعة في جنوب غرب مدغشقر والتي يمارس ما يقرب من 70? من سكانها الزراعة ويستخدموا مبيدات الآفات التي قد يكون لها تأثيرات سلبية على الصقر الأسخم في مناطق إشتائه. وقد أظهرت البيانات المسجلة عبر الأقمار الصناعية جنبا إلى جنب مع برنامج مراقبة تكاثر الصقر الأسخم الدورية في أبوظبي أن هناك 6 أزواج متكاثرة فقط، مما يجعل هذا النوع من أكثر أنواع الطيور المهددة بالانقراض في الدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©