الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الصدر يقتحم «الخضراء» ويعتصم داخلها وبغداد مستنفرة أمنياً

الصدر يقتحم «الخضراء» ويعتصم داخلها وبغداد مستنفرة أمنياً
27 مارس 2016 23:43
سرمد الطويل، وكالات (بغداد) اقتحم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس، المنطقة الخضراء المحصنة، والتي تضم مقري الحكومة والبرلمان، وسط حماية أمنية مشددة من قبل مليشيات «أنصار السلام» التابعة له، وقرر الاعتصام داخلها، حيث نصبت خيمة للاعتصام له، وطالب عناصر حمايته بنشر وتأمين مجلسي الوزراء والنواب والوزارات والسفارات، كما طالب المعتصمين بالبقاء على أبواب المنطقة الخضراء وبالهدوء وعدم «إفساد المشروع»، في خطوة تصعيدية لتنفيذ الإصلاحات الحكومية، فيما شهدت بغداد إجراءات أمنية مشددة حول الوزارات الأمنية ومجلس الوزراء، وقطع أغلب الطرق الرئيسة وجسر الجمهورية، ما تسبب بشلل العاصمة. كما شهد حزب الدعوة، الذي ينتمي له رئيس الوزراء حيدر العبادي، انشقاقات حادة داخله تعمل وفقاً لمصادر من الحزب، على إطاحة رئيس الوزراء، مؤكدة وجود مؤشرات على سعي نوري المالكي إلى العودة للحكم. في حين انسحبت قوات الجيش العراقي ومليشيات «الحشد الوطني» من محيط قرية النصر جنوب شرق الموصل، بعد مواجهات عنيفة مع تنظيم «داعش»، وسط فرار الآلاف من أهالي الموصل في كوجة نزوح دامية. وأظهر البث المباشر لقنوات تلفزيونية قول الصدر لآلاف المعتصمين أمام أبواب المنطقة الخضراء «سأدخل الخضراء بمفردي، وأعتصم داخل الخضراء، وأنتم تعتصمون على أبوابها»، وتابع مخاطبا الحضور «لا تبارحوا المكان، وتفسدوا المشروع، والتزموا الهدوء وأطيعوا» قبل أن يتوجه إلى داخل المنطقة. وتأتي خطوة الصدر بعد انتهاء مهلة 45 يوماً كان حددها لرئيس الوزراء، مطالباً بتغيير الوزراء التابعين للأحزاب السياسية المهيمنة على الحكم واستبدالهم بآخرين تكنوقراط. وأضاف الصدر أن من يقيمون في المنطقة الخضراء «راهنوا على ألا فقر في العراق، في حين راهنت على أن الشعب في حاجة وفقر، وراهنوا على عدم وجود الفساد، وراهنت على وجود الفساد، وراهنوا على عدم انضباطكم وتنظيمكم، وراهنت أنكم مطيعون ومنظمون». وأكد أن «مشروع الإصلاح مهم جداً، رفعنا راية الإصلاح السياسي والحكومي وأطلب منكم الاستمرار على هذا المشروع». وتوجه الصدر بعدها مع مجموعة قليلة من مرافقيه إلى بوابة الخضراء، حيث استقبله جنود وضباط كبار قام عدد منهم بتقبيل يده من دون أن يعترض أحد طريقه. وجلس الصدر خلف جدار الخضراء الإسمنتي ونصب مرافقوه خيمة خضراء ستكون مكان اعتصامه. وطلب الصدر من أنصاره خارج أسوار الخضراء عدم الصراخ والهتاف لعدم إزعاج سكان المنطقة المجاورة، وشدد على وجوب عدم الإساءة إلى قوات الأمن. من جهة أخرى، تحدث مصدر سياسي مطلع من التحالف الوطني (الشيعي) أمس، عن وجود انشقاقات حادة داخل حزب الدعوة تعمل على إطاحة رئيس الوزراء، مشيرا إلى أن «نوري المالكي يسعى لاستعادة السلطة». وقال المصدر، إن «هناك انشقاقات بين أعضاء المكتب السياسي لحزب الدعوة، وبين مجلس الشورى للحزب، حول ضرورة أخذ موقف صارم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، لا سيما وأنه بدأ التفرد بالقرار والشارع». وأضاف المصدر أن «هذه الانشقاقات بدأت تضغط على العبادي في تحديد الكابينة الوزارية الجديدة، مبينا أن«الأحداث الأخيرة بينت ضعف قرارات الحكومة وتخبطها في الكثير من القرارات». وأكد أن «هناك جناحاً قوياً داخل حزب الدعوة يؤيد وبشكل كامل عودة المالكي للحكومة. وأشار إلى أن «هناك تسريبات تؤكد دعم التحالف الوطني، وتأييده للمالكي بأن يكون المرشح الأبرز لتولي رئاسة الوزراء في حال تخلي العبادي». وفي الشأن نفسه، رفض الصدر أمس، طلب رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني صالح المطلك، الانضمام إليه في خيمة الاعتصام. وقال مصدر من التيار الصدري رفض الكشف عن اسمه، إن الصدر رد بالرفض على مطلب المطلك الحضور إلى خيمة الاعتصام، أو الاعتصام معه. وذكرت المصادر أن رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري زار الصدر في خيمته أمس. وفي وقت سابق، أكد الجبوري ورؤساء الكتل النيابية، ضرورة إعطاء مهلة زمنية محددة لرئيس الوزراء لتقديم مشروعه الإصلاحي. وكانت مصادر حكومية ذكرت أن المشهد السياسي ملغوم، فالوزراء الذين أعلنوا تقديم استقالاتهم تقدموا بها لرؤساء كتلهم السياسية، وليس لرئيس الوزراء، كما أن الوزراء الصدريين، مازالوا بالحكومة، بينما يعتصم الصدر ضدها. أمنياً، انسحب الجيش العراقي ومليشيات «الحشد الوطني» من قرية النصر الواقعة جنوب مخمور، بعد معارك عنيفة مع «داعش»، بينما تتواصل الاشتباكات في مناطق أخرى جنوب شرق الموصل، وكانت قوات الجيش أعلنت أمس الأول بدء عملية عسكرية واسعة للسيطرة على قريتي النصر وحميدان غرب قضاء مخمور بمحافظة نينوى. وقالت مصادر عسكرية، إن قوات عراقية بدأت عملية تطهير القرى المحيطة بالموصل، في اليوم الثاني للهجوم، حيث سيطر الجيش في البداية على قريتي خربردان وكديلة، وتمكن مئات من سكان القريتين من النزوح إلى مناطق أكثر أمناً تخضع لسيطرة قوات البيشمركة في مخمور. وقال علي خضير أحمد عضو مجلس محافظة نينوى، «وصل حوالي 3 آلاف شخص حتى الآن، والأعداد تزداد بشكل مستمر». وقال نازحون، إن «عوائل أبيدت نتيجة القصف والمعارك». وأكدوا أن «العائلات تشعر بالخوف من القصف، كما أن عناصر داعش لا يسمحون للأهالي بالهرب ويريدون منهم البقاء في القرى». وفي بغداد، أعلنت الشرطة مقتل 4 عراقيين، وإصابة 18 آخرين في هجمات متفرقة بعبوات ناسفة شهدتها مناطق بالعاصمة. محاولات لتجميد الدستور العراقي بغداد (وكالات) أفاد وزير النفط العراقي المستقيل عادل عبد المهدي أمس، بأن محاولات تجري خلف الكواليس لتجميد العمل بالدستور العراقي. ونقل عبد المهدي عن مسؤول رفيع المستوى، أن التحركات التي تجري على الأرض بشأن التغيير الشامل والإصلاحات سيتطلب استقالة الحكومة بمجملها وموافقة مجلس النواب. وأضاف نقلاً عن المسؤول الرفيع «أن الموضوع سيتم عرقلته في مجلس النواب، الذي يواجه هو الآخر مساعٍ لحله، فالدستور لن يسمح بذلك». وقال إن المسؤول تحدث عن «مادة تسمح بذلك، وإذا لم ينجح ذلك، فإذن لابد من تجميد الدستور». وأكد عبدالمهدي أن استقالته من منصبه دقة جرس إنذار آخر ليس إلا، وأنه «لا حل لهذه الأزمة أو غيرها سوى بالتمسك بالشرعية والدستور وسياقاته، وإلا فسيكون العراق على عتبة الانقلابات والثورات والفوضى».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©