مكافحة الشائعات !

هناك مشكلة يعاني منها المجتمع العربي ومن الصعب جداً كبح جماحها وهي ظاهرة الشائعات والترويج لها، فالشائعة هي إطلاق العنان للكلمات الملفقة والكاذبة وتكوين القصص والأخبار والروايات·· وقد تكون شائعات مقصودة وقد تكون غير مقصودة·· كسماع كلمة عابرة أو استراق السمع لمتحدث وبالكاد يلتقط هذا المتجسس هذه الكلمة حتى يرخي العنان لحبل أفكاره وإبداعاته فينسج القصص والحكايا· وللشائعات خطر عظيم في انتشارها وأثر بليغ في ترويجها، حيث تعتبر من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للمجتمعات والأشخاص، فكم أقلقت أبرياء، وكم حطمت عظماء، وكم هدمت من وشائج، وكم تسببت في جرائم، وكم فككت من علاقات وصداقات، وكم هزمت جيوشا، وكم أخرت سير أقوام، لذا ترى الكل يهتم بها، حتى أن هناك الكثير من دول العالم التي تسخر وحدات خاصة في أجهزة استخباراتها لرصد وتحليل ما يبث وينشر من شائعات في دولها· (انظروا لأي درجة؟)· لذا يجب علينا اتباع منهج واضح للحد من سريان هذا الأمر الخطير، بأن يقدم المسلم حسن الظن بأخيه، وأن يطلب الدليل البرهاني على أية شائعة يسمعها، وألا يتحدث بما سمعه ولا ينشره، وأن يرد الأمر إلى أولي الأمر، ولا يشيعه بين الناس أبداً، وهذه قاعدة عامة في كل الأخبار المهمة، والتي لها أثرها الواقعي· فإذا حوصرت الشائعات بهذه الأمور الأربعة، فإنه يمكن أن نتفادى آثارها السيئة المترتبة عليها بإذن الله·· لكن هناك عدة أمور وأسئلة تدور حول هذه الظاهرة أيضاً·· مثل: ما مدى قابلية الناس للشائعة؟ وكيف نتعامل مع من ينشر الشائعة إن كنا نعرفه شخصياً؟ وما هي الظروف المحيطة التي تشجع على انتشار الشائعة؟ وما هو العلاج النافع لهذه المشكلة؟ أتمنى أن أعرف ردودكم وعرض تجاربكم حول هذا الموضوع، من خلال الصفحة الممتعة والمفيدة·· ''رأي الناس'' جميلة عبدالله الشرياني