الصحة: زيادة الرواتب أوقفت هجرة الممرضات

أكد الدكتور عبد الغفار عبدالغفور وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الطب العلاجي أن زيادة الرواتب بنسبة 70% مؤخراً لموظفي القطاع الحكومي ساعدت على تحقيق الاستقرار الوظيفي للعاملين في وزارة الصحة ومنهم الممرضات· وأوضح أن الزيادة أسهمت في حل بعض العقبات التي كانت تواجه الممرضات عند استقدام أسرهن· وكان سفر الممرضات العاملات في الإمارات إلى دول أوروبية أو الانتقال إلى المستشفيات الخاصة استجابة لإغراءات مالية وقلة الإقبال على الالتحاق بمعاهد التمريض من المشاكل التي واجهتها وزارة الصحة في الأعوام الأخيرة· ووصف الدكتور عبدالغفور واقع التمريض في الدولة بأنه أكثر من جيد، ورأى أن الخبرات التي تكتسبها الممرضات في الإمارات والتعامل مع جنسيات متنوعة يجعلهن محط أنظار الجهات الطبية العالمية لذلك تقدم الإغراءات لاستقطابهن· وهناك أكثر من 2300 ممرضة مسجلة لدى وزارة الصحة وقرابة 30% منهن مواطنات، وهو رقم يتزايد، حسب وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الطب العلاجي· وأشار إلى أن معاهد التمريض التابعة لوزارة الصحة، في الشارقة والفجيرة ورأس الخيمة شهدت في الآونة الأخيرة إقبالاً كبيراً من جانب الطالبات الراغبات في التخصص في مهنة التمريض· وقال إن ''الوزارة تعين الخريجات بصورة مستمرة، لكن خريجات العام الماضـي في المعاهد الثلاثة لم يعينّ حتـــى الآن، لعدم وجود شواغر، إلا أن الوزارة ستحدد درجات لهن قريياً· تراجع الاستقالات كانت نسبة الاستقالة بين الممرضات نحو 10% خلال السنوات السابقة، لكن الدكتور عبدالغفار عبدالغفور توقع أن تقل خلال المرحلة المقبلة، نظراً لحالة الرضا والاستقرار التي عاشها غالبية العاملين في المهنة بعد الزيادات الأخيرة في الرواتب· وتوجد في منطقة الشارقة الطبية 1167 ممرضة يعملن في مستشفيات القاسمي والكويت والذيد وخورفكان وكلباء الحكومية· وقد تراجعت نسبة الاستقالات بينهن في السنوات الثلاث الأخيرة من 8% في 2005 إلى 5% في 2006 و4% في العام الماضي· وأوضحت مريم بن سرور رئيسة قسم التمريض في المنطقة أن تراجع عدد الاستقالات يؤكد حالة الرضا الوظيفي التي بدأت الممرضات يشعرن بها ويرفضن الهجرة· وقد تخرجت 994 ممرضة في المعاهد الثلاثة في الشارقة والفجيرة ورأس الخيمة منذ إنشائها (الفجيرة عام 1995 والشارقة 1996 ورأس الخيمة 2003) منهن 250 مواطنة و744 وافدة· وبلغ عدد الخريجات في السنوات الثلاث الأخيرة 302 خريجة منهن 109 عام 2005 و104 في 2006 و89 عام ·2007 وأكدت ميرنا الكوسا دياب مديرة الشؤون الفنية في معهد الشارقة أن رسالة المعهد تهدف إلى إعداد كوادر تمريضية مؤهلة من المواطنات والمقيمات ليكن على مستوى عال من الكفاءة والمهنية ليستطعن العمل في مختلف القطاعات الصحية في المستشفيات والمراكز الصحية الأولية ومراكز الأمومة والطفولة والصحة المدرسية· وقالت ''إن المعهد، الذي يمنح الخريجة دبلوماً في العلوم التمريضية، يعتزم طرح بكالوريوس في التمريض خلال الفترة المقبلة إذا وافقت وزارة الصحة، بحيث تتخصص الطالبة في جراحة القلب أو أمراض الكلى وغيرها من الأقسام الأخرى في السنة الدراسية الأخيرة لتكتسب الممرضات خبرات أكثر للارتقاء بمستوى المهنة''· مزايا أوضحت فدوى مصطفى مسؤولة تمريض في مستشفى الكويت أن مجال التمريض في الإمارات يفتقد بعض المزايا التي تغري الممرضات بالهجرة خاصة إلى الدول الأجنبية، منها توفير السكن المناسب والحصول على تأمين صحي وراتب أعلى خاصة للاتي يفضلن العمل في الفترات المسائية· وأضافت أن الامتيازات التي منحتها وزارة الصحة للممرضات مؤخرا، وأهمها زيادة الأجور ستقلل من أعداد الراغبات في الهجرة· نظرة المجتمع تغيرت كانت بعض الأسر ترفض عمل بناتها بالتمريض في فترات سابقة للصعوبات المحيطة بالمهنة، ومنها عدم وجود دوام محدد واضطرار الممرضة الى المبيت في بعض الأوقات داخل المستشفى، وهو أمر يرفضه الكثير من أولياء الأمور أو الأزواج· وأكدت سمية محمد عباس رئيسة هيئة التمريض في مستشفى الكويت بالشارقة أن الجميع يلمس حالياً تغير نظرة المجتمع إلى عمل المرأة كممرضة والجانب الإنساني الذي تؤديه، وهو ما ساهم إلى حد ما في زيادة أعداد المتقدمات للدراسة في معاهد التمريض· ورغم هذه الزيادة أشارت سمية عباس إلى أن الحاجة لاتزال كبيرة إلى ممرضات لتغطية النقص الواضح في كادر التمريض النسائي داخل مستشفيات الدولة· وقالت ''على سبيل المثال، يصادف أن تشرف ممرضة واحدة على عشرة مرضى في مستشفى الكويت، خاصة خلال الفترة الليلية، وهو ما يرهق الممرضات ويقلل فرص استمرارهن في العمل''· ورأت أن وجود 182 ممرضة منهن 110 مواطنات في المستشفى لا يناسب أعداد المرضى وتنوع الأقسام فيه·