الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قرقاش لـ«الاتحاد»: دول الخليج لن تقبل بتوغل النفوذ الإيراني في المنطقة العربية وسترد على أي تهديدات

قرقاش لـ«الاتحاد»: دول الخليج لن تقبل بتوغل النفوذ الإيراني في المنطقة العربية وسترد على أي تهديدات
28 مارس 2016 19:37
يسرى عادل (أبوظبي) أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية تحقيق التدخل العسكري لـ«التحالف العربي» في اليمن 3 أهداف، وقال في حوار مع «الاتحاد» بالتزامن مع الذكرى الأولى لعملية «عاصفة الحزم»، إن هذه الأهداف هي إعادة الحكومة الشرعية إلى التراب اليمني، بحيث أصبحت تسيطر على مساحة أكبر من تلك المحسوبة على متمردي الحوثي وصالح، وتأصيل الحل السياسي القائم على أساس القرار 2216 والمبادرة الخليجية، وإرسال رسالة واضحة لإيران بأن دول الخليج لا يمكن أن تقبل بتوغل النفوذ الإيراني في المنطقة العربية دون أن ترد عليه، وتقاتل من أجل هذا الفضاء ومن أجل أي تهديدات مستقبلية، داعياً في الوقت نفسه إلى بناء يمن جديد، يرسم ملامحه اليمنيون. وأقر قرقاش أن ضعف النظام العربي ككل سمح للأطماع الإيرانية بالتمدد، وقال «إن مواجهة الأطماع الإيرانية بطائفيتها لا يكون بطائفية مضادة لكن يكون بتوجه وطني». وأضاف «إن إيران يجب أن تنظر للعالم العربي كجار وليس كمنطقة نفوذ، لكن للأسف لا مؤشرات بهذا الجانب حالياً». مشدداً على أن العالم العربي غير مستعد للقبول بالتمدد الإيراني، وداعياً إلى ضرورة إبعاد المنطقة عن موضوع الفرز الطائفي، وشدد على ألا حل عسكرياً في سوريا، وأنه لا بد من وجود حل سياسي يؤدي لبناء مرحلة انتقالية. وفيما يلي نص الحوار: * كيف تنظرون للوضع في سوريا في ظل الهدنة الموجودة حالياً؟ ** الهدنة تمثل تطوراً إيجابياً إذا كان الهدف منها إيقاف المعاناة التي يعيشها الشعب السوري، لكن إلى الآن التقييم العام لها يوصف بنجاحات غير كاملة، ونأمل في استغلالها لإيصال المساعدات للكثير من المعانين والجهات التي تواجه صعوبات، فضلاً عن الأماكن المحاصرة والعديد من المدنيين الذين ليس لهم أي دور في الصراع. * هل من خطة بديلة في حال فشل الهدنة، وماذا عن حديث التدخل البري؟ ** في نهاية المطاف لا بد من وجود حل سياسي في سوريا الهدف الأساسي منه بناء مرحلة انتقالية.. المشكلة أن الاعتقاد السائد من النظام حالياً أنه يستطيع أن يكسب على الأرض اعتقاد خاطئ، وفي توقعي هذا التصور الواهم رأيناه في منعطفات عديدة في الأزمة السورية..الدرس الذي نراه الآن، وهو مسألة محاولة الوصول إلى حل انتقالي سياسي، يحقق نوعا من الانتقال المطلوب بعد أكثر من 4 سنوات من الحرب. * ماذا عن الحل العسكري؟ ** لا أعتقد شخصياً ولا أرى حلاً عسكرياً، ولا أرى في التغيرات الموجودة في بعض الجبهات اليوم أي مؤشر لتحرك عسكري.. وقد تحدثنا وأشرنا إلى التزامنا في مواجهة خطر «داعش»، ونحن مستعدون لكل الخطوات ضمن التحالف الدولي ضد «داعش». * بين توغل قوات الحوثي في اليمن وداعش في سوريا، يتبادر سؤال لماذا حل سياسي في دمشق وآخر عسكري في صنعاء؟ ** أولاً «عاصفة الحزم» كانت قراراً إقليمياً وليست قرارا دوليا، والتدخل العسكري في اليمن جاء لـ3 أهداف تم تحقيقها بدرجات إيجابية. - الهدف الأول هو عودة الحكومة الشرعية إلى التراب اليمني، ويجب أن نذكر أن في إحدى فترات التمرد كان يدعي أن هذه الحكومة انتهت، وأنها حكومة منفى والآن أصبحت الحكومة تسيطر ولو بدرجات متفاوتة على مساحة أكبر في اليمن بمراحل من تلك المحسوبة على المتمردين (مليشيا الحوثي والمخلوع صالح). - الهدف الثاني تأصيل مسألة أن أي حل سياسي يجب أن يكون على أساس القرار 2216، وحاليا القرار 2266، إضافة إلى مسألة المبادرة الخليجية، وهذا هو أساس المبادرة السياسية، وجميع الأطراف اليوم في اليمن بفعل التغيرات الميدانية متفقة على هذا الجانب. - الهدف الثالث والمهم إرسال رسالة واضحة لإيران بأنه لا يمكن أن تقبل دول الخليج بتوغل النفوذ الإيراني دون أن ترد عليه.. هذه منطقة عربية ودول الخليج مستعدة أن تقاتل من أجل هذا الفضاء ومن أجل التهديدات المستقبلية لإيران، وأعتقد أن الإيرانيين تفاجؤوا من الإصرار والعزيمة لأنهم اعتقدوا أن هذه الدول نفطية، وهي دول رفاه، وبالتالي غير مستعدة للخوض في غمار مثل ذلك التحدي. وأضاف: «هذه كلها أهداف تحققت، واليوم نحن في مرحلة أفضل بكثير، لكن لابد من استغلال هذه الأهداف للانتهاء من هذا الفصل المأساوي والبدء في بناء يمن جديد، يرسم ملامحه اليمنيون. * ألا تعتقد أن الضعف العربي وراء التمدد الإيراني الموجود في المنطقة؟ ** بطبيعة الحال جزء من التمدد الإيراني في المنطقة يعود إلى سببين: الأول هو التوجه الإقليمي الإيراني والأطماع التي على أساسها تم استغلال الجانب الطائفي للترويج لها، لكن من ناحية ثانية لا شك أن ضعف النظام العربي ككل سمح لهذه الأطماع أن تتمدد، وأصبحت هناك ظروف محددة كالتغيير الهيكلي في العراق، إذ استغل الإيرانيون الورقة الطائفية بطريقة بشعة حقيقةً، ومواجهة الأطماع الإيرانية بطائفيتها لا يكون بطائفية مضادة، لكن يكون بتوجه وطني، يصر على مواضيع السيادة وعدم التدخل. * كيف سيتم التعامل مع إيران في حال اختيارها التمدد والتدخل في سيادة الدول العربية تحديداً الخليج؟ ** أعتقد الحالة المثلى هي وجود علاقات حسن جوار، علاقات تجمع الجار بالجار وتهيئ لمنطقة مستقرة لمصلحة العرب ومصلحة إيران، لكن الحالة المثلى تتطلب تغيرا هيكليا في توجه إيران تجاه العالم العربي.. إيران يجب أن تنظر للعالم العربي كجار وليس كمنطقة نفوذ.. حين تقرر إيران أن العالم العربي هو جار، وبالتالي يجب خلق علاقات مشتركة إيجابية تفيد جميع الأطراف يجب أن تبتعد عن مسألة فرض نفوذ وخلق حزب الله هنا، والسعي إلى خلق مليشيات طائفية هناك والتدخل هنا.. أعتقد أن هذه الذهنية يجب أن تتغير تغيرا رئيسا، لكن للأسف لا نرى مثل هذه المؤشرات حالياً. * في حال التطاول هل هناك عملية ردع لإيران؟ ** أعتقد أننا يجب أن نتحرك على أكثر من مجال، هناك مجال سياسي، وهذه الزاوية أساسها الاحترام ومسألة عدم التدخل وتأصيل هذه المعاني حتى في الأماكن الأخرى التي غير مدركين فيها هذا الجانب، لكن مثل اليمن هناك دليل بأن العالم العربي، وعلى الأقل دول الخليج أو دول التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية غير مستعدة أن تقبل بهذا التمدد الإيراني.. أعتقد النقطة الأخرى البالغة الأهمية ضرورة إبعاد المنطقة عن موضوع الفرز الطائفي لأنه مضر، فالجانب العربي فيه فسيفساء من الطوائف والأديان، وهذا شكل العالم العربي من آلاف السنين.. الطائفة لا تجمعنا، البعد العربي والوطني هو ما يجمعنا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©