الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صالونات الحلاقة والتجميل بيئة خصبة لانتقال العدوى والأمراض

صالونات الحلاقة والتجميل بيئة خصبة لانتقال العدوى والأمراض
23 ديسمبر 2012
من يناير حتى سبتمبر الماضيين نفذت بلدية مدينة أبوظبي، 3618 زيارة وحملة تفتيش على صالونات التجميل ومراكز اللياقة الصحية، حررت خلالها 163 مخالفة، يدق ناقوس الخطر من خطورة الإصابة بالأمراض ونقل العدوى إلى الزبائن، حيث يطول انتظار من يزور صالونات الحلاقة والتجميل، كثيراً من الوقت، منتظراً دوره، بين عناصر مختلفة من زبائن وعاملين ومستلزمات ومخلفات التنظيف، دون أن ينتبه لأحد هذه العناصر، التي قد تكون سبباً في نقل العدوى والأمراض، إن لم يلتزم العاملون بقواعد السلامة، في استخدام الأدوات أو الآلات. سعياً إلى الالتزام بالضوابط المطلوبة واللوائح التي تنظم عملها بما يتواكب مع متطلبات البيئة والصحة والسلامة لأفراد المجتمع، قامت بلدية مدينة أبوظبي بحملات التفتيش والزيارات لصالونات التجميل ومراكز اللياقة البدنية، التي أسفرت عن تحرير 163 مخالفة تتعلق بمدى التزام العاملين بارتداء الزي الأبيض أثناء العمل، وتشغيل أجهزة التعقيم أو استخدام وسائل التعقيم ونظافة أدوات الزينة المستخدمة ومحاليل التطهير من خلال إجراء زراعة ميكروبيولوجية وإجراء الفحوصات اللازمة عليها ومدى مطابقتها للمعايير مع الشروط الصحية والنظافة والصحة العامة. شروط صحية وحول تلك الحملات أوضح مدير إدارة الصحة العامة قائد فريق التفتيش خليفة الرميثي أن الحملات تأتي في إطار خطة منهجية للحفاظ على النظافة والصحة العامة في كافة أرجاء المدينة من خلال برنامج تفتيشي ورقابي شامل ومستمر، وقال الرميثي: «إن الزيارات التفتيشية ركزت خلال تفتيش الصالونات على مدى التزام العاملين بارتداء الزي الأبيض وأجهزة التعقيم ومدى تطبيق تلك الصالونات الشروط الصحية وقواعد لوائح النظافة العامة في إطار إستراتيجيها ورسالتها المنهجية للحفاظ على الصحة والسلامة العامة ومكافحة أية مخاطر تهدد سلامة المجتمع وتلحق أضرار بصحته العامة. المفتش السري وأضاف: «يبلع عدد المفتشين من النساء 30 مفتشة مختصة بالصالونات النسائية، بينما الرجال 80 وهم يقومون كذلك بالتفتيش على صالونات الحلاقة والأنشطة الحرفية، وكلهم من العناصر والكوادر المواطنة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن النساء يقمن بحملات تفتيش مفاجئة للصالونات النسائية صباحاً ومساءً، حيث يقمن بدور المفتش السري من خلال الذهاب إلى تلك الصالونات للتأكد من تطبيق تلك الصالونات الشروط الصحية المطلوبة، وفي حالة الكشف عن أي مخالفات يتخذ بحق الصالون سواء الرجالي أو النسائي إجراءات قانونية والتي تصل إلى حد إغلاق المنشأة، وإلغاء الرخصة والمنع من ممارسة النشاط وفرض غرامات مالية». وحول الجديد في هذا الأمر أوضح خليفة الرميثى، أن إدارة الصحة بصدد القيام، بعمل دورات تأهيلية للعاملين في الصالونات ومراكز التجميل لمدة 10ساعات بأكثر من لغة، وتطبق على 20% من العاملين كمرحلة أولى، على أن يأخذ كل عامل بالصالون تلك الدورة مرة واحدة، وفي حالة تعين موظف جديد في الصالون من شروط تعينه أن يحصل على هذه الدورة بشكل إلزامي، حيث تتناول هذه الدورات النظافة الشخصية للعامل في الصالون، وكيفية تعقيم أدوات الحلاقة وتعامله مع زبائن الصالون. الأمراض المنقولة وحول الهدف من تلك الحملات، أشار إلى أهمية الحرص على حماية أفراد المجتمع من الأمراض المنقولة عن طريق تطبيق الاشتراطات والممارسات الصحية للعاملين في جميع المنشآت المتعلقة بالصحة العامة، لذلك تعمل بمختلف الطرق على ضمان ذلك من خلال الحملات التفتيشية والزيارات الميدانية ومعالجة الشكاوى وتطبيق البرامج الحديثة في صحة وسلامة المستهلك. حقيبة خاصة وخوفاً من تعرض الكثير من الزبائن لانتشار الأمراض المعدية في الصالونات، يحرص جاسم طارق السويدي «31 عاماً» على جلب أدواته التي يضعها في حقيبته الخاصة بالحلاقة حين يتردد على صالون التجميل بشكل نصف شهري بما في ذلك «الفوطة» التي توضع حول رقبته. ويقول في هذا الإطار: «خوفاً ما أن أصاب بأي مرض معد نتيجة استخدام أدوات الغير، غالباً ما تكون حقيبتي الخاصة بالحلاقة جاهزة وبها جميع الأدوات التي احتاجها بالإضافة إلى اليود المطهر، حيث استخدم هذا اليود في تطهير وتعقيم أدواتي بنفسي بعد أن ينهي الحلاق قص شعرة، وذلك بناء على نصيحة طبية من أحد أطباء الجلدية الذي راجعته في فترة سابقة نتيجة لإصابتي بعدوى بكتيرية في منطقة الرقبة، ومن هنا فإن عمل الحلاق الذي يتعامل معه جاسم يقتصر على ترتيب الشعر وتقصيره وتنسيقه دون أن يستخدم أي من الأدوات الموجودة لديه في الصالون». ويروي الشاب خليل أحمد الجسمي، موظف، قصة حدثت له ذات مرة في صالون، فيقول: «قبل حوالي سنتين، عندما كنت أتردد على أحد الصالونات الخاصة بقص الشعر، ولم أكن حينها أعير اهتماماً كبيراً لمراقبة الأدوات التي يستخدمها الحلاق في قص شعري»، لاحظت زوجتي وجود بقع ذات لون أبيض وبني على رقبتي، وكان ذلك بعد مرور أسبوع على زيارتي للحلاق، وبمراجعتي للطبيب المختص في الأمراض الجلدية، أخبرني الطبيب أن هذه البقع هي نتيجة لالتهاب بكتيري ناتج عن شفرة الحلاقة التي يستخدمها الحلاق، أو نتيجة استخدام شفرة أكثر من مرة ولعدد كبير من الأشخاص، ونصحني الطبيب بتغيير صالون التجميل، أو الحرص على تعقيم الأدوات، التي يستخدمها الحلاق حفاظاً على الصحة العامة ولمنع انتشار الأمراض المعدية، ومنذ ذلك اليوم قمت بتغير صالون الحلاقة، وبحثت عن صالون يتوافر فيه جهاز التعقيم، كما أنني لم أكتف بذلك، بل اشتريت جميع الأدوات الخاصة بقص الشعر لاستخدمها بشكل شخصي. وينصح شهاب قطب 43 عاماً، مرتادي صالونات التجميل بعدم التحرج من سؤال عامل الصالون عن الوسائل المستخدمة لتعقيم أدوات الحلاقة، وذلك للحفاظ على الصحة العامة، مطالباً أصحاب صالونات التجميل مراعاة الشروط الصحية بما فيها التهوية الجيدة للمحل، وكذلك الحرص على عدم استخدام شفرة الحلاقة لأكثر من زبون، لأنها تعتبر من أكثر الأدوات التي تنقل الأمراض المعدية، حيث إن جرحاً بسيطاً في الرقبة أو في الوجه كفيل بنقل جراثيم كثيرة من خلاله. نقل الأمراض وعلقت مها أنس، موظفة، على مدى نظافة صالونات التجميل من عدمه بقولها: بعض الصالونات النسائية تفتقر إلى النظافة سواء في الأدوات أو في المكان نفسه، لكن هناك صالونات تقدم خدمة جيدة لزبائنها، وبالطبع تلك تمتاز منذ بداية الدخول إلى عتبة الصالون، حتى الخروج من الصالون بالتميز في المعاملة والنظافة وديكوره وحتى العاملات فيه، وهذا بالطبع أسعاره تختلف عن أسعار الصالونات ذات المستوى المتوسط. وتضيف: لا يستطيع أي شخص منا الاعتماد على نفسه بشكل كامل فيما يتعلق بقص الشعر أو صبغه أو تنظف الأظافر، لأن هذه العملية تحتاج إلى خبرة وممارسة مسبقة، ومن الصعب الاستغناء عن الخدمات التي تقدمها صالونات التجميل لكثير من الزبائن، بحجة أن الأدوات الموجودة في هذه الصالونات تؤدي إلى نقل الأمراض البكتيرية والفيروسية، لكن هذا لا يعني عدم الاهتمام بنظافة الأدوات وتعقيمها، موضحة أنها لا تلتزم بزيارة صالون واحد، بل بعض الأحيان تحاول البحث عن صالون متميز ومعروف وذات سمعة طيبة من حيث نظافة الصالون أو العاملين به والأدوات أيضاً. بينما شهرزاد محمود، ربة أسرة، على الرغم من شكها في مدى جدية التزام الصالونات بتعليمات النظافة التي تؤكدها إدارة الصحة العامة في بلدية مدينة أبوظبي، خصوصاً فيما يتعلَّق بالجانب الصحي، لكن المشكلة أنها مضطرة إلى قص شعرها بين فترة وأخرى، وفي كل مرة تذهب إلى صالون التجميل النسائي تنتابها حالة من القلق والتوتر، وتسيطر عليها هواجس انتقال مرض ما «من خلال قص شعري في هذا الصالون أو ذاك». وتستطرد: لا أثق بتلك المنظفات وأدوات التعقيم والمناشف التي تبدو نظيفة، لكن من يضمن لنا أنها فعلاً تستخدم للمرة الأولى؟ ومن يضمن لنا أن عمليات التعقيم الشكلية تكفي وتؤدي الغرض المطلوب منها والمتعلق بصحتنا؟ أشك كثيراً لكن لا مجال غير الرضوخ للأمر الواقع، ولا بد من حل مقنع ومريح، وزيادة الرقابة والتفتيش المستمر والدقيق، على الصالونات خاصة التي لا تتقيد بتعليمات النظافة. وتحكي بدرية حسين، طالبة جامعية، أنها تعرضت لمرض أصاب أظافرها لاستخدام معدات غير نظيفة أثناء تقليم أظفارها، الأمر الذي عانت منه واستمر معها 4 أشهر كفترة علاج، حيث باتت تتقشر وتسقط بسهولة، الأمر الذي جعلها ترتدي القفازات باستمرار لبشاعة منظر أظافرها التي تشوهت بسبب إهمال أحد الصالونات الذي لا يتقيد بشروط الصحة، لاستخدام أدوات غير معقمة وإن عقمت لا تستخدم تلك المعقمات القوية القادرة على إبادة الفيروسات والبكتيريا والجراثيم. أصحاب الصالونات بدوره بين أشرف مصطفى، صاحب محل حلاقة رجالية أن مهنة الحلاقة من المهن التي تتطلب الكثير من الحذر والالتزام بقواعد وأصول وأخلاقيات المهنة، خاصة أنها تخدم شرائح مختلفة من المجتمع كالأطفال والشباب وكبار السن، ولا تقتصر على شريحة معينة. وأضاف: أي إهمال أو تسيب في تعقيم ونظافة الأدوات الخاصة بقص الشعر أو اللحية والشوارب يمكن أن تسبب كثيراً من الأمراض المعدية والتي تترك آثاراً في المستقبل لا تحمد عقباها . وأشار أشرف إلى أن كثيراً من الأفراد لا يعيرون صالونات التجميل اهتماماً كافياً، وخصوصاً فيما يتعلق بتعقيم الأدوات الخاصة بقص الشعر، وكذلك نظافة الصالون بشكل عام، اعتقادا منهم أن مثل هذه الصالونات تأخذ مبالغ مرتفعة، حيث يكتفي الكثيرون بالصالونات المتوفرة بالقرب من المنزل أو في الحي السكني الذي يقطن فيه والتي قد لا تراعي أدنى شروط وسائل الصحة والسلامة العامة برغم الزيارات التفتيشية التي تقوم بها إدارة الصحة العامة للتأكد من نظافة الصالون وأدواته. وعند سؤالنا لجمال عياش، صاحب صالون حلاقة، عن الوسائل المستخدمة في تعقيم أدوات الحلاقة أجاب: هناك وسائل كثيرة يستخدمها الكوافير لتعقيم هذه الأدوات ومنها وضع أدوات الحلاقة في إناء يحتوي على محلول مركز ومخصص للتعقيم، أو استخدام جهاز يعمل بالحرارة وبالأشعة فوق البنفسجية للتعقيم. وأضاف: يعتبر الجهاز الذي يعمل بالأشعة والحرارة من أفضل الوسائل المستخدمة لتعقيم جميع أدوات الحلاقة، وهذا الجهاز رخيص الثمن وغير مكلف، كما أن من السهل استخدامه ووضعه في أي مكان من الصالون، وبين أن الفترة التي يأخذها الكوافير لتعقيم أدوات الحلاقة لا تتجاوز الخمس دقائق، حيث يقوم بوضع جميع أدوات الحلاقة بما فيها الشفرات في هذا الجهاز ومن ثم إنارته. ضرورة الحذر من استخدام أدوات ملوثة يرى أخصائي الأمراض الجلدية الدكتور موفق الخطيب أن الأمراض الجلدية التي يمكن أن تنتقل عن طريق أدوات الحلاق هي «الثآليل الفيروسية»، التي تحدث عن طريق الأدوات الملوثة بهذا الفيروس أثناء الحلاقة، فتتولد وتنتشر على الجسم وتتزايد أعدادها، وتكون ظاهرة على فروة الرأس بشكل واضح، كما يمكن أن تنتقل لشخص آخر، والمرض الآخر هو فطريات فروة الرأس واللحية، وهي يمكن أن تتنقل من شخص إلى آخر من خلال أدوات الحلاقة، وقمل الرأس الذي يكثر في الأماكن المزدحمة، وينتقل عبر ماكينات الحلاقة والمناشف الملوثة، ويمكن أن تعيش بويضات القمل لمدة شهر كامل في الشعر والمناشف الملوثة، إضافة إلى مرض الجرثومية الذهبية التي تصيب بصيلات الشعر وتؤدي إلى حدوث بثور في بصيلات الشعر. ولتجنب التعرض لهذه الأمراض ينصح الدكتور الخطيب مرتادي صالونات التجميل بأخذ أدوات خاصة بهم إلى صالونات التجميل، خصوصاً الموس والفوطة التي توضع حول الرقبة، لأنها من أكثر الأدوات الناقلة للأمراض البكتيرية والفيروسية، لافتاً إلى أنه لا بد من أن يتأكد الزبون من تعقيم الأدوات أمامه وقبل أن يباشر عامل الصالون عمله. مخاطر شفرات الحلاقة ومبارد تقليم الأظافر أعربت الأخصائية الجلدية رنده سليم، عن أسفها انخفاض مستوى النظافة في بعض الصالونات، وتقول: يحتمل أن تكون صالونات التجميل والحلاقة مصدرين لانتقال الأمراض التي تنتشر بواسطة الدم إضافة لأمراض معدية أخرى. وتضيف بأنه يوجد دليل قوى على أن شفرات الحلاقة ومبارد تقليم الأظافر ومقصات الحلاقة وأدوات ثقب الجلد كلها أدوات تحمل مخاطر نقل أمراض خطيرة مثل التهاب الكبد B و C. وأضافت بدأ اهتمامي بهذا الجانب عندما زارتني مريضة تعاني من مرض فطري معدي على أظافر قدميها وقدميها ككل، وعندما سألت المريضة عنه أخبرتني بأنها لاحظت جرحاً صغيراً للغاية على أحد أصابع قدمها بعد الانتهاء من عملية تقليم وتنظيف أظافرها، إضافة إلى التأكيد بعدم استعمال أدوات التقليم الخاصة بالصالون والتي تكون قد استخدمت لعدة زبائن من قبل واللاتي قد يحمل بعضهن أمراضاً معدية قد أصيب بها لو قامت أخصائية التجميل بجرح عن غير قصد. ولتجنب ذلك تؤكد الأخصائية رنده إلى إنه لا بد قبل كل شيء العمل على شراء مجموعة خاصة بكل شخص لا يستعملها أحد سواه، وبذلك نكون قد عملنا على تقليل خطر انتقال هذه الأمراض.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©