منذ انطلاقتها وظفت المصممة المواطنة فريال بستكي شغفها بفن التصميم والتطريز في صقل موهبتها في عالم الموضة، فكونت لنفسها خطا وطابعا خاصا يميزها عن غيرها من المصممات. ومؤخرا طرحت بستكي مجموعتها الجديدة لموسمي ربيع وصيف 2013، التي تلخص مشوارها الفني وتعبر عن ملامح ذوقها المتفرد ورؤيتها المعاصرة لتطوير الزيّ الخليجي والجلابية العربية، مستلهمة من التراث كل عناصر الجمال، ومضيفة من بنات أفكارها لمسات عصرية من الأناقة والرقيّ.
أزهار البياتي (الشارقة) - تصف المصممة الإماراتية فريال بستكي مجموعتها الجديدة لموسمي ربيع وصيف 2013 بأنها باقة ملونة من الورود الموسمية، فيها حس شبابي متحرر وملامح من الأسلوب البوهيمي في شكل الخطوط والألوان، وهي تضعها ضمن إنجازاتها ومرحلتها في النضج الفني، كونها جسدت من خلالها كل ما اكتسبته من خبرة عملية ومعرفة في احتياجات الأسواق المحلية، لتقدم ضمنها قطع وموديلات متنوعة من ما يعرف بطراز «الجلابية الفستان»، ولمناسبات مختلفة من أوقات النهار أو الأمسيات.
الذوق العام
حول تفسير نهجها في تنفيذ المجموعة، تقول بستكي «من واقـع خبرتـي العمليـة أصبحت أكثر نضجا ودراية برصد الذوق العام، وبت أعتمد في تصميم مجموعاتي المختلفة على تغير ألوان المواسم والفصول، واتجاهات أذواق شريحة الفتيات الشابات من طالبات الجامعات والنساء العاملات، فأصمم تشكيلات نهارية تناسب الاستخدام اليومي، وأخرى مسائية تتلاءم وأجواء المناسبات والاحتفالات».
وتضيف «للموسمين المقبلين من الربيع والصيف اعتمدت على المزج بين الخامات والألوان، لأكحل تصميماتي بتوليفات أخرى أكسر بها لونا بلون أو أبرز من خلالها خامة على حساب أخرى، متخذة من قماش الدانتيل على وجه التحديد محورا رئيسا ومشتركا بين مجموع الموديلات، حيث قدمته في معظم المجموعة تقريبا لأطعم به مختلف الجلابيات، وألعب من خلاله على عناصر الظلال والضوء مع حس الملمس واللون».
الطراز الشرقي
جاء اتجاهها لتصميم الطراز الشرقي بشكل خاص، ليعكس انحياز بستكي التام للذوق الخليجي وتعلقها بتفاصيل التراث والبيئة المحلية، منسجمة بشكل متناغم مع إطارها العام، وما ألفته من العادات والتقاليد، مبتكرة أشكالا جديدة من التصميمات التي تفضلها المرأة العربية، من تلك النوعية التي تتسم بالرحابة والراحة وتتميز بخطوطها الانسيابية وألوانها الجذابة، لتضيف عليها مزيدا من التحديث والتجديد فتجعلها أقرب لموديل الفستان. في هذا الإطار.
تقول بستكي «كمصممة أزياء خليجية أشعر بمسؤولية اتجاه ناسي ومحيطي، واستشعر مدى أهمية إظهار سمات من تراثنا وثقافتنا المحلية.
وكوني نشأت في وسط محدد تلتزم فيه المرأة بمورثها التراثي وقيم العادات والتقاليد، فقد حرصت ومنذ البدايات على ألا أخرج عن هذا المفهوم، مكونة حالة تعيش بين زمنين، ملتزمة بأطر الماضي ولكن بمخرجات منتقاة من الحاضر، بمعنى آخر أصمم جلابيات وعبايات بروح شرقية وخطـوط عصرية وحديثة، لأميزها بمسطرة ألوان حارة وجذابة من تلك التدرجات التي تبهج العين والقلب معا».
الموهبة والشغف
لأنها فنانة طموحة رسمت مشوارها لتحصد ثمار النجاح والتألق، فقد فضلت بستكي أن تطرح رؤيتها بشكل عفوي وسلس، لتختار خط الملابس الجاهزة في التصميم، وتصنع ماركتها المحلية في صناعة الموضة، محققة حضورا لافتا وقفزات مهمة في هذا المجال، مؤكدة على تواجدها في الساحة رغم حجم وكم المنافسة والتحدي في عموم الأسواق. في هذا السياق، تقول بستكي «حاولت من أول ظهور لي أن أضع لنفسي هدفا وطريقا، وشكلا مميزا يؤطر عملي، أردت ببساطة الظهور بأسلوب جديد ومختلف، لا يشبه ما هو مألوف ومتعارف عليه بالنسبة للمصممات الخليجيات، على أن يبقى محتفظا بهويته وكينونته الخاصة، لأبتكر نمطا مختلفا من الجلابيات العربية الجاهزة، فاختزل من خلالها كل شغفي بفنون الشرق وجنونه، ولكن بعناصر ذكية من المعاصرة والبساطة، كي أحولها لنماذج تتنفس العفوية والراحة وتحتفل بحب الألوان والحياة».
عدد اليوم
