الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمى المضادات الحيوية

حمى المضادات الحيوية
27 مارس 2016 23:27
لايزال البشر في معركة يمكن وصفها بحروب الكر والفر مع ملايين الفيروسات والبكتيريا التي نجحت في ظروف وأوقات كثيرة عبر التاريخ من إحداث الأوبئة والكوارث التي أودت بحياة مئات بل آلاف من البشر. وكلما تطور العلم وتقدمت الدراسات والأبحاث الطبية يزداد الأمر تعقيداً ويصعب مواجهة هذا الكم الهائل من الفيروسات والبكتيريا التي تتمحور وتتحول إلى أنماط وأنواع أكثر فتكاً وشراسة وهي المعركة التي لا تتوقف رحاها. فقد كشفت دراسة حديثة أجريت في مركز الأبحاث التابع لجامعة كوينزلاند الأسترالية عن انتشار تسع طفرات جينية جديدة لـ«بكتيريا الزنجارية» التي تقاوم المضادات الحيوية. وتقول منظمة الصحة العالمية إن المضادات الحيوية تعد من أكثر التحديات الصحية في القرن الواحد والعشرين، كما يستوجب تغيير السلوك العالمي من قبل الأفراد والمجتمعات، حيث تعد المقاومة المتزايدة للمضادات الحيوية أزمة صحية عالمية. ويرى خبراء منظمة الصحة العالمية في إطار التحذير من الاستخدام العشوائي للمضادات أن زيادة أعداد الكائنات الحية المقاومة للمضادات الحيوية تهدد بعودتنا إلى حقبة ما قبل البنسلين في عشرينيات القرن الماضي، حيث يمكن لأقل عدوى أن تكون مميتة. لذلك يؤكد الأطباء وخبراء الطب الوقائي والمتخصصون في مجالات الصيدلة والمصل واللقاح أن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية يؤدي إلى رفع مقاومة الجراثيم لها. وطلبت منظمة الصحة العالمية دول العالم والجهات المعنية ضرورة رصد وجود أي مضاعفات ناجمة عن المضادات الحيوية، بعد أن أظهرت إحصائيات منظمة الصحة وفاة 700 ألف شخص سنوياً على مستوى العالم، لأن المضادات الحيوية لم تعد تؤثر على نوعيات معينة من البكتيريا، وأن الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية يؤدي في أحيان كثيرة إلى حدوث الأوبئة. ويكفي أن الأبحاث الطبية الحديثة أثبتت في العديد من الدراسات الميدانية العالمية أن ما بين 50 إلى 80 بالمئة من الجراثيم أصبحت حالياً لديها مقاومة عنيفة للمضادات الحيوية، وهو ما يؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي، وبالتالي إطالة مدة المرض وصعوبة علاجه، وزيادة مخاطر المضاعفات التي قد تؤدي إلى الوفاة. لذا حددت منظمة الصحة العالمية في شهر نوفمبر أسبوعاً تم تخصيصه ليكون الأسبوع العالمي للتوعية حول استخدامات المضادات الحيوية وآثارها السلبية، خاصة مع تزايد ظهور الأمراض الغريبة والقاتلة، فقد أصبح الإنسان في حياتنا المعاصرة يواجه جيوشاً من الفيروسات والبكتيريا لا ترى.. ولا ترحم. عمر أحمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©