الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اضطرابات أسعار صرف العملات في أميركا اللاتينية تثير قلق المستثمرين

اضطرابات أسعار صرف العملات في أميركا اللاتينية تثير قلق المستثمرين
9 فبراير 2014 22:07
ارتقت أميركا اللاتينية خلال السنوات القليلة الماضية وفي بعض فتراتها، لدرجة منافسة الدول الآسيوية كمصدر لجني أرباح ضخمة للعديد من الشركات العالمية الكبيرة. لكن أثارت الاضطرابات المالية التي سادت عددا من دول المنطقة، القلق في نفوس المستثمرين ودفعت مديري الشركات، لتوضيح المخاطر والعقبات الكثيرة التي يواجهونها هناك. وكانت البرازيل ولفترة طويلة من الوقت، واحدة من أسرع الأسواق نمواً بالنسبة لشركة إلكترولوكس لصناعة الأجهزة المنزلية. لكن الشركة، التي تتخذ من ستوكهولم مقراً لها، أعلنت تأثر أرباحها في الربع الأخير جراء بطء نمو اقتصاد البلاد وضعف عملتها. وجاء في بيان قامت بنشره مؤخراً: “نتوقع تراجع الطلب على منتجاتنا في البرازيل على مدى الأشهر القليلة المقبلة”. وفي مؤتمرها عبر الاتصال، أكدت شركة 3 أم الأميركية للمحللين، أن نشاطها في فنزويلا قد تضرر، فيما تفوقت مبيعاتها في الصين بنحو 20 مرة على فنزويلا. ويرى مايكل فيدر، المدير الإداري في مؤسسة أليكس بارتنرس لاستشارة الأعمال، أنه ينبغي على الشركات عدم الاعتماد على فروعها في أميركا اللاتينية، لتحقيق الدخل بغرض تسديد قروضها المقومة بالدولار. وفي حال استمرار عملات هذه المنطقة في التراجع، يصبح من الصعب تسديد هذه القروض لارتفاع قيمتها. ويقول فيدر: “ليست هناك سياسة حماية يمكن للناس استخدامها لتعويض المخاطر الناجمة عن التضخم أو انخفاض قيمة العملات”.ولا يمكن القول إن كافة دول أميركا اللاتينية غير صالحة لمزاولة الاستثمارات، حيث لا تزال الشركات العالمية تعتبر العديد منها كمصادر قوية للنمو في المستقبل البعيد. ويحقق اقتصاد البرازيل نمواً متثاقلاً بسبب ارتفاع أسعار الفائدة ومعدلات التضخم، في حين تعاني كل من الأرجنتين وفنزويلا من سرعة وتيرة التضخم وتراجع عملاتها. أما المكسيك وشيلي وبيرو وكولومبيا، فتتمتع جميعها بأداء قوي. وتتوقع مؤسسة آي أتش أس جلوبال إنسايتس للبحوث الاقتصادية، نمو اقتصاد البرازيل، بما لا يتعدى 2,4% خلال العام الحالي. كما تتوقع أن يحقق نمو المنطقة ككل بما في ذلك المكسيك ودول الكاريبي ارتفاعاً طفيفاً، من 2,6% في السنة الماضية إلى 2,9% خلال السنة الحالية. وذلك بالمقارنة مع توقعات المؤسسة للنمو في أميركا بنحو 2,7% ولدول الاتحاد الأوروبي عند 1,3% ونحو 8% للصين. وساهم تراجع العملات في كل من البرازيل والأرجنتين وفنزويلا، في انخفاض قيمة المبيعات بالدولار، بينما جعل التضخم من الصعب على المستهلكين التجاوز في مشترياتهم حدود الضروريات. وفي الأرجنتين، قاد الإفراط في الإنفاق الحكومي والسياسات المالية غير المشددة، إلى ارتفاع التضخم إلى أكثر من 25% سنوياً. أما في فنزويلا، فسجل التضخم رقماً قياسياً متجاوزاً 50%، في حين نجم عن القيود المفروضة على الأسعار نقص في السلع. وتعتبر البرازيل في وضع أفضل، رغم ارتفاع أسعار المستهلك بنسبة قدرها 5,9% في السنة الماضية، لتقوِّض قوة المستهلك الشرائية ولتمارس ضغوطاً على البنك المركزي لرفع سعر الفائدة. وأعلنت سي أن أتش الإيطالية الأميركية للصناعات ثاني أكبر شركة للآليات الزراعية في العالم بعد شركة دير، عن تحول توقعاتها للعائدات من ارتفاع بنحو 4,2% في الربع الأخير، إلى تراجع قدره 1% وذلك نتيجة تقلبات العملات. وتمثل البرازيل السوق الرئيسية للشركة، حيث أدى ضعف الريال إلى تقلص قيمة مبيعاتها بالدولار واليورو. ويقول مدير الشركة التنفيذي ريتشارد توبين: “رغم الأداء القوي الذي حققناه في أميركا اللاتينية، إلا أننا خسرنا جزءاً كبيراً منه في أسعار الصرف عند العودة”. ونجم عن ضعف عملات المنطقة، تراجع نمو مبيعات شركة 3أم خلال الربع الأخير دون توقعات وول ستريت. وصرح مدير الشركة المالي ديفيد ميلين، أن مبيعاتها في فنزويلا والتي تتراوح بين الأشرطة اللاصقة إلى معدات إصلاح السيارات، تراجعت بفعل ضعف العملة ما دفع بالشركة للتفكير في تقليل تعرضها هناك. وفي حين بلغ إجمالي مبيعات الشركة السنوية نحو 30,87 مليار دولار في 2013، تقدر مبيعاتها بأقل من 200 مليون دولار في فنزويلا وبنسبة مماثلة في الأرجنتين. وبالنسبة لشركة ويرلبول لصناعة الأجهزة المنزلية والتي تتخذ من مدينة بينتون هاربر في ولاية ميتشجان الأميركية مقراً لها، تشكل أميركا اللاتينية، خاصة البرازيل، أكثر من ربع مبيعاتها. وتراجعت مبيعات الشركة بالدولار في المنطقة بنحو 0,5% خلال السنة الماضية، بينما تتوقع أن تبقى مبيعاتها على ما هي عليه خلال العام الحالي. ويتوقع مدير الشركة التنفيذي جيف فيتيج، أن بطء المبيعات في البرازيل لا مفر منه، بعد سنوات من الإنفاق المفرط من قبل الطبقة الوسطى في البلاد. كما أعلنت بروكتر آند جامبل الأميركية التي تُعد أكبر شركة لصناعة المواد الاستهلاكية في العالم، خلال اجتماعها الخاص بأرباحها الربعية، أنها بصدد العمل على فرض قيود على أسعارها في فنزويلا، بيد أن ذلك لا ينطبق كل منتجاتها كافة. نقلاً عن: وول ستريت جورنال ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©