"الشيب".. موضة خجولة

لم يعد الشيب دليلا على كبر السن ولم يعد إشارة على الوقار في الوقت الحاضر، حيث بات تعبيرا عن أشياء أخرى ربما دخلت إليها عوامل نفسية وبيئية، كما أنه أصبح من أكثر الظواهر التي تؤرق الشباب هذه الأيام، ورغم أن الموضة اعتبرت بعض الشيب في الشعر ميزة جمالية، إلا أن الرجل لا يرضى بفتاة بدأ الشيب يغزو شعر رأسها. ولنقاش هذه الفكرة طرح "منتدانا" موضوع "الشيب.. في رؤوس الشباب"، ورغم أن فكرة النقاش كانت موجهة في الأساس لمن لهم تجارب مع الشيب، إلا أن الموضوع استقبل مشاركات من فئات مختلفة من الجنسين ومن مختلف الأعمار. ومن بين المتفاعلين مع الموضوع المشارك (أبو محمد) الذي كتب، "إن الشعر الابيض هو فعلا وقار للرجل والمرأة دائما جميلة وستضل جميلة بأخلاقها ومحافظاتها على أسرتها فألحنا هو افضل وسيلة لتجميل الشعر، لأنها مادة طبيعية هذا من خلال خبرتي". وكتب المعلق طارق السعدوني "ليش الخوف من الشيب، الشيب اصلاً وقار للرجل وإذا المرأة خايفة من الشعر الابيض تستعمل صبغة الحناء وانتهى الموضوع". ومن المتفائلين بالشيب، علق (إماراتي الهوى) بقوله "أرى نفسي ازددت جمالا بعد هذا الكم القليل من البياض الذي يزين شعري كل تغيير في اجسادنا هو كما ننظر له نحن وليس كما ينظر اليه الآخرون وحتما مع كلمة الحمدلله على كل شيء". بدوره علق محمد "لا أحب رؤية شعر زوجتي أبيض حتى لا أشعر أنها كبرت أريدها دائما صغيرة لأنها تشعرني ساعتها أنني ما زلت صغيرا". في حين كتب (عوض) قائلا "اخاف الشيب لأنه يشعرني بالضعف والناس تشعرني بأنه عيب ويجب ان اخفيه سريعا". يشار إلى أن الدراسات الحديثة كشفت أن الخوف الشديد قد يؤدي إلى تعطيل تشكل مادة الميلانين بسبب انخفاض كفاءة الخلايا في القيام بالتفاعلات الحيوية اللازمة، ما يؤدي إلى ظهور الشيب في سن مبكرة عند الشاب أو الفتاة. ولكن يبقى هذا الزائر ثقيلا على قلوبنا، كما هو على رؤوسنا ونحن نتودد له بأن يبتعد لأعوام كيلا يرينا وجهه، والكثير من الشعراء يتغنون بالشيب، وهل هو حيلة منهم أو ود بينهما؟. وقال المستنجد بالله: عيرتني بالشــيب وهو وقــــار .. ليتها عيرتني بما هو عار انت تكن شابت الذوائب مني.. فالليالي تزينــها الاقــمار وقال عمرو بن معدي كرب الزبيدي: فإن تسألوني بالنساء فإنني.. بصير بأدواء النساء طبيب إذا شاب رأس المرء أو قل ماله.. فليس له من ودهن نصيب