الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الخبراء يحذرون من خطورة سوء تخزين الأعلاف

الخبراء يحذرون من خطورة سوء تخزين الأعلاف
15 مارس 2008 02:10
أكدت وزارة البيئة والمياه أنها تخضع كافة مصانع الأعلاف في الدولة لرقابة مستمرة ودائمة للتأكد من عدم احتوائها على السموم الفطرية، خاصة تلك التي تترتب على سوء التخزين وتمثل خطورة على صحة الحيوان والإنسان، إذا تجاوزت النسب المسموح بها عالميا· وحذر أكاديميون وخبراء في مجال تغذية الحيوان من خطورة سوء تخزين الأعلاف خاصة العلائق ذات الكفاءة الغذائية العالية، فيما يؤكد الدكتور غالب الحضرمي عميد كلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات أنه لا توجد مؤشرات تدعو إلى القلق من سوء تخزين الأعلاف بالدولة· وذكر محمد موسى مدير إدارة الثروة الحيوانية بوزارة البيئة والمياه أن الوزارة منعت عام 2004 أربعة أنواع من المضادات الحيوية التي تضاف الى الأعلاف بناء على توصيات الوكالة الأوروبية للمستحضرات الدوائية، وأنها تشجع استخدام المكملات الغذائية الميكروبية (البروبيوتك) والتي أجازتها المنظمات العالمية مثل إدارة الأغذية والأدوية الأميركية والوكالة الأوروبية للمستحضرات الدوائية كإضافات علفية بديلا عن المضادات الحيوية· ومن جانبهم، حذر أكاديميون وخبراء في مجال تغذية الحيوان من خطورة سوء تخزين الأعلاف خاصة العلائق ذات الكفاءة الغذائية العالية مثل فول الصويا، الذرة والمواد الغذائية المختلطة ''السبوس'' والتي تهيئ، إذا تم تخزينها في درجة حرارة تزيد عن 30 درجة مئوية، بيئة مناسبة لإفراز أنواع خطيرة من سموم الفطريات من فصيلة ''الاسبروجلس'' تؤدي بدورها الى عملية تسمم كبرى للحيوان والإنسان· وأكد الأكاديميون ضرورة توفر البيئة المناسبة لتخزين الأعلاف خاصة درجات الحرارة والرطوبة وبعد مستودعات وغرف التخزين عن القوارض، الحشرات والطيور البرية التي تنقل بعض أنواع البكتريا والطفيليات إلى تنقل بعض الأمراض الفيروسية للحيوانات التي تتغذى على الأعلاف خاصة إلى الدجاج· لا داعي للقلق وأكد الدكتور غالب الحضرمي عميد كلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات أن سوء تخزين الأعلاف هو السبب الرئيسي والأول لنمو الفطريات في الأعلاف التي تحتوي بداخلها أصلا على نسبة من الرطوبة ترتفع في ظل ظروف معينة، مما يؤدي إلى زيادة نسبة السموم بداخلها وإلحاق الضرر بصحة الحيوان والإنسان· بيئة مناسبة وأوضح أنه قياسا على الظروف الأكثر ملاءمة لتربية الحيوانات تعتبر العين بيئة مناسبة جدا لذلك، نظرا لانخفاض درجة الرطوبة فيها وتمتعها بطقس جاف يؤثر بشكل ايجابي على سلامة الأعلاف وبالتالي على صحة الحيوان، ومن هنا تتميز منطقة العين بوجود عدد وافر من مزارع الأبقار الناجحة· وأكد عميد كلية الأغذية والزراعة عدم وجود أية مؤشرات واقعية تدعو إلى القلق من عملية سوء تخزين الأعلاف بالدولة، فبالنسبة لأصحاب العزب الصغيرة لا توجد مشكلة لأنها تعتمد كلية في تغذية الحيوانات على الأعلاف الخشنة كالبرسيم والرودس وغيرها· أما فيما يتعلق بالمزارع الكبيرة، فهي تعتمد على الأعلاف المركزة التي تنتجها المصانع وتلك ملتزمة بشروط النوعية والجودة التي تطرحها هذه المزارع في مناقصات توريد الأعلاف، إضافة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة البيئة والمياه وجهاز ابوظبي للرقابة الغذائية من اجل توفير كل الضمانات اللازمة لخلو المنتجات الحيوانية من أية ملوثات تضر بصحة المستهلكين· ولفت إلى أنه من دواعي الاطمئنان كذلك أن غالبية هذه المزارع لديها فنيين وأخصائيين من أصحاب الدراية والخبرة الكافية بأصول التخزين الصحيح ولديهم القدرة على تقييم جودة الأعلاف، وما إذا كانت تحتوي على مواد أو عناصر ضارة كسموم الفطريات والمضادات الحيوية وغيرها· فصيلة ''الاسبروجلس'' وأوضح الدكتور أبوبكر عبدالرشيد الخولي، طبيب استشاري بيطري بالمختبر البيطري بدائرة البلديات والزراعة في العين، أن هناك أنواعا من العلائق ذات الكفاءة الغذائية العالية مثل فول الصويا، الذرة، الشعير، بالإضافة إلى المواد الغذائية الأخرى المختلطة ''السبوس'' تهيئ، إذا تم تخزينها في درجة حرارة تزيد عن 30 درجة مئوية، بيئة مواتية لنمو نوع من الفطريات هو فطر ''فلفيس'' من جنس فصيلة ''الاسبروجلس''، الذي يفرز سموما داخل هذه المواد المختلطة وغيرها من المواد الغذائية التي تؤدي بدورها إلى عملية تسمم كبرى للحيوان والإنسان· وأضاف قائلا: ومع استمرارية تناول الحيوان هذه النوعية من الأغذية الملوثة بالسموم يصاب الكبد بالسرطان، خاصة إذا ما تجاوزت نسبة السموم في الغذاء 20 جزءاً في البليون، وفي هذه الحالة يجب إتلاف هذه العلائق والتخلص منها· ولتلافي مشكلة نمو السموم في الأعلاف والآثار الصحية الخطيرة المترتبة عليها، يجب التأكيد على ضرورة تخزين الأعلاف في غرف تخزين مكيفة الهواء، بحيث لا تزيد درجة الحرارة فيها عن 25 درجة مئوية حتى لا تتوفر البيئة الملائمة لنمو الفطريات التي تفرز هذه السموم· رصد آثار السموم وحول الإجراءات والآليات الطبية المتبعة لرصد آثار هذه السموم الفطرية وانعكاساتها على صحة الحيوان، أشار الخولي إلى ان هناك فحوصات اكلينكية ومخبرية دقيقة تجرى على الحيوانات النافقة التي ترد إلى المختبرات البيطرية بشكل يومي، حيث يثبت أن كثيرا من حالات النفوق تعود إلى ارتفاع نسبة سموم الفطريات في الأعلاف التي تتناولها الحيوانات· ومن المفارقات الغريبة أن الجمال تعتبر من أكثر الحيوانات تأثرا بسموم الفطريات التي تنمو في الأعلاف، بينما ثبت أن الدجاج له قدرة كبيرة على تحمل ارتفاعها بنسبة تصل إلى 100 جزء في البليون· وشدد عبدالرشيد على ضرورة الاهتمام بالحفاظ على بيئة غذاء الحيوان نظيفة وبعيدة عن اثر الملوثات لتوفير الضمانات الكفيلة بحماية المنتجات الحيوانية من آثار السموم والفطريات نتيجة الأثر التراكمي لها داخل جسم الحيوان، خاصة الذي يدر الحليب، على صحة الإنسان وتحديدا على الكبد باعتباره العضو الأكثر تضررا من اثر ارتفاع نسبة سموم الفطريات في الأعلاف· حرائق مستودعات الأعلاف ومن جانبه، حذر الدكتور الشامي الجنيد مشرف تربية الحيوانات والدواجن بإحدى المزارع الخاصة من خطورة سوء تخزين الأعلاف المركزة، والذي قد ينتج عنه في بعض الحالات تفاعلات داخلية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة العالية التي تؤدي بدورها إلى حدوث حرائق في مستودعات الأعلاف· وأكد ضرورة مراعاة توفير شروط التخزين في المستودعات· وتطرق إلى الطرق العلمية الصحيحة لتخزين الأعلاف الخشنة كالتجفيف الشمسي الشائع هنا والحراري الذي يستخدم على نطاق واسع في أوروبا والتخزين بطريقة ''السلوجة'' وهى طريقة معروفة يجري استخدامها من قبيل التجريب الآن بدولة الإمارات وتقوم على حفظ الأعلاف الخضراء بحيث تحتفظ بذات القيمة الغذائية في ظل درجة رطوبة معينة لا تسمح بنمو البكتريا والفطريات في الأعلاف· ولفت الدكتور الجنيد، الحائز على دكتوراه في تربية الحيوان، إلى الجهود الكبيرة التي يقوم بها جهاز ابوظبى للرقابة الغذائية في متابعة مزارع الحيوانات والدواجن للوقوف على مدى التزامها بالطرق السليمة لتخزين الأعلاف ورصد كافة الإجراءات والممارسات والتأكد من سلامتها وعدم وجود أية مخالفات أو ممارسات تضر بصحة الحيوان والإنسان· رقابة ومتابعة مستمرة أوضح محمد موسى مدير إدارة الثروة الحيوانية بوزارة البيئة والمياه أن هناك رقابة ومتابعة مستمرة من قبل الوزارة لجميع مصانع الأعلاف في الدولة، بحيث لا يتم إصدار تراخيصها الا بعد التأكد من استيفائها لمتطلبات التصنيع الجيد، ومراعاتها المواصفات الدولية المطلوب توافرها في المواد التي تدخل في تركيب الأعلاف· كما يتم التأكد من احتوائها على النسب الغذائية المصرح بها لكل فصيلة من الحيوانات وعدم تلوثها بالسموم الفطرية مثل الأفلاتوكسين والأوكراتوكسين وأية مركبات كيميائية أخرى تنتجها بعض الفطريات التي تنمو على المواد الغذائية نتيجة لسوء التخزين، والتي تمثل خطورة على صحة الحيوان إذا كانت تتجاوز النسب المسموح بها عالميا· التفتيش على المصانع والمستودعات وأشار إلى أن إدارة الثروة الحيوانية بالوزارة تقوم بالتفتيش على المصانع والمستودعات للتأكد من الحفظ الجيد للأعلاف مع أخذ عينات لتحليلها في مختبرات الوزارة للتأكد من سلامتها ومصادرة الأعلاف غير الصالحة للاستخدام وأنها تولي اهتماماً كبيراً بتنظيم ومراقبة تداول المضادات الحيوية بالدولة، نظرا لأن استخدامها بشكل خاطئ يؤدي إلى تدهور صحة الحيوان وقلة إنتاجيته، مما يحمل مربي الحيوانات خسائر اقتصادية فادحة· بالإضافة إلى الإضرار بصحة الإنسان عن طريق انتقال بقايا هذه الأدوية فى المنتجات الحيوانية التى يستهلكها، مما يؤدى إلى ظهور أنواع جديدة من البكتريا المقاومة لبعض المضادات الحيوية والقضاء على البكتيريا النافعة (microflora) في جسم الإنسان، مما يعطي فرصة لتكاثر الميكروبات المتطفلة وظهور العديد من الأمراض· وأشار إلى أن الوزارة وبناء على توصيات الوكالة الأوروبية للمستحضرات الدوائية (EMEA) تم منع استخدام أربعة أنواع من المضادات الحيوية التي تضاف الى الاعلاف عام 2004 تتضمن (زنك باسيتراسين، سبيراميسين، فوسفات التيلوسين، الفرجينياميسين)· وأضاف أن الوزارة أوقفت بعد ذلك استخدام المضادات الحيوية فى الأعلاف كمحفزات للنمو ولا يسمح باستيراد تلك الأدوية ما لم تكن الشركة المصنعة مسجلة بالدولة، وأن تكون الأدوية متداولة في بلد المنشأ شريطة الا تستخدم كإضافات علفية أو محفزات للنمو واقتصار الاستخدام على علاج الحيوانات فقط وتم تحديد المعدلات القصوى المسموح بها لبقايا تلك الأدوية في المنتجات الحيوانية· وأوضح أن الوزارة تشجع استخدام المكملات الغذائية الميكروبية (البروبيوتك) التى أجازتها المنظمات العالمية مثل ادارة الأغذية والأدوية الأميركية والوكالة الأوروبية للمستحضرات الدوائية، كإضافات علفية بديلا عن المضادات الحيوية· والبربوبيوتك هي أنواع من الميكروبات الحية مثل لاكتوبسيلاي أو الاستربتوكوكاي تضاف الى الأعلاف ولها أثر صحي مفيد على الحيوان لأنها تؤدي الى خلق بيئة بكتيرية ايجابية ومفيدة في الجهاز الهضمي وتعمل للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتقاوم الأمراض المحتملة فيه، مما يؤدي الى تحسين عملية النمو في الحيوان·
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©