الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

31 أديباً يكتبون عن 12 مدينة جزائرية

31 أديباً يكتبون عن 12 مدينة جزائرية
15 مارس 2008 01:13
أصدرت ''جمعية أهل البيت للثقافة والفنون'' بالجزائر والتي يرأسها الشاعر أبوبكر زمال كتاباً بعنوان ''مدن كاتبة'' بالتعاون مع الوزارة المنتدبة المكلفة المدينة، وقد كتب الوزير عبد الرشيد بوكرزازة مقدمة الكتاب، وقال: ''إن روح كل مدينة تستقي مقوماتها دوماً من بريق شوارعها ومن هندسة عماراتها ومن مذاق أطباق مطابخها، وتستقي المدينة أيضاً عروق ذاكرتها من خيال أدبائها وإنجازات علمائها ومن طموح شبابها''· جمع ''أهل البيت'' في الكتاب أفضل ما قاله 31 أديباً وشاعراً في 12 مدينة جزائرية، بدءاً بقسنطينة التي نظم فيها الشاعر محمد العيد آل خليفة قصيدة جميلة من 49 بيتاً وفيها يفتخر الشاعر بتاريخ المدينة العريق وأبرز علمائها وقصورها وجنانها ومصانعها وجسورها المعلقة· ها هي قسنطينة أما الروائي الطاهر وطار فأطنب في وصف الحياة اليومية لسكانها وأبرز معالمها وشوارعها وحاراتها على لسان أبطال روايته ''الزلزال''، كما كتب عنها أيضاً الروائيون مالك حداد وكاتب ياسين وأحلام مستغانمي التي تصفها لحظة الوصول إليها بالطائرة بعد سنين من الغربة في بيروت: ''ها هي قسنطينة·· ساعتان فقط ليعود القلب عمراً إلى الوراء·· قسنطينة·· اشرعي بابك واحضنيني·· موجعة تلك الغربة·· موجعة هذه العودة·· دثريني ياسيدة الدفء والبرد معاً·· أجلي بردك قليلاً·· أجلي خيبتي قليلاً·· أنا آخر عشاقك المجانين، من هنا مرَّ سيفاكس وماسينيسا ويوغرطة وقبلهم آخرون تركوا في كهوفهم ذاكرتهم ونقشوا حبهم وخوفهم وآلهتهم وتماثيلهم ثم رحلوا''· ونالت الجزائر العاصمة حصة الأسد من كتابات الأدباء حيث تناولها تسعة منهم في أعماله الروائية أو الشعرية، وهم: زهور ونيسي وعبد الحميد بن هدوقة وآسيا جبار وواسيني الأعرج ومرزاق بقطاش وجيلالي خلاص وعدلان مدِّي وعز الدين ميهوبي ورشيد بوجدرة، وأبدى بوجدرة إعجابه بالمعالم التي احتفظت بجمالها وشاعريتها ورونقها في تلك المنطقة الصغيرة من شارع زيروت يوسف والتي يحاذيها شارع حسيبة بن بوعلي غرباً وحديقة بورسعيد شرقاً، فقد ''حافظت هذه الواجهة البحرية على شيء من العتاقة والكبرياء فوجهُها المباني الفخمة من الطراز الاستعماري الفرنسي وقفاها البحر والميناء، بمبانيها الضخمة وواجهاتها المزركشة بالزليج الأزرق والأخضر· هذا الجزء من المدينة بقي آمناً مريحاً بعيداً عن ضجة الازدحام، المكان هادئ يسمح لعشاق البحر والميناء بقضاء أوقاتهم في النظر إلى البحر أو البواخر وكأنهم أصيبوا بالوجد والصبابة· في الليل تأخذ تلك الواجهة البحرية للجزائر شكلاً مريعاً من الجمال والساحرية''· وعن تلمسان، إحدى أجمل مدن الغرب الجزائري، كتب'' شاعر الثورة'' مفدي زكرياء قصيدة جميلة من 82 بيتاً امتدح فيها جمالَ المدينة وتاريخها العريق باعتبارها كانت عاصمة للدولة الزيانية، كما وصف عيونَها وحدائقها وأزقتها ونعيمَ أهلها وأولياءَها الصالحين وعلماءَها، كما تحدث عنها محمد ديب، بينما كتبت مليكة مقدم وياسمينة خضراء عن مدينة بشار في الجنوب الغربي للجزائر ونظمَ عبد القادر الخالدي قصيدة شعبية جميلة عن مدينة البُليدة، وكتب الروائي الشهير مولود فرعون عن مدينة تيزي وزو، بينما امتدح الروائي أحميدة العياشي مدينة سيدي بلعباس غرب الجزائر في حين كانت مدينة أدرار، التي تبعد عن الجزائر العاصمة بأكثر من ألفي كيلومتر، مسرح قصة قصيرة ذات أحداث خيالية كتبها الحبيب السائح· استقلال الجزائر وكتب الروائي محمد ساري عن شرشال التي زارها لأول مرة صغيراً مع والده لاحتفال باستقلال الجزائر عن فرنسا في 5 يوليو 1962 فعلق ذلك في ذهنه: كانت المدينة كبيرة، بنايات عالية، متراصة، أمواج بشرية لا حصر لها، نزلنا وسط شارع طويل، أصبحتُ لا أرى شيئاً، الحرارة ملتهبة، أخذني والدي إلى منزل صغير، وسلم على رجال مسلحين (الثوار) فسلم لي أحدهم علبة شوكولاتة وعلماً صغيراً وقال لي: ارفعه فوق رأسك وقل تحيا الجزائر· أما جميلة زنير فكتبت عن جيجل ونظم أبوالقاسم خمار قصيدة جميلة من 30 بيتاً عن بسكرة وامتدح نخيلها وواحاتِها وهواءَها العليل، وكتب القاص الراحل عمار بلحسن قصة قصيرة دارت أحداثها في وهران، عاصمة الغرب الجزائري، التي يعتبر الكثير من الجزائريين أنها تفوق عاصمتهم حسناً وجمالاً، وتطرق إليها أمين الزاوي في إحدى رواياته على لسان امرأة التحقت بالمدينة لأول مرة وبدأت تكتشف جمال شوارعها وعماراتها وساحاتها وشاطئها··· وقالت إن ''غموض المدن كغموض الشعر''، بينما تساءل القاص والروائي عبد العزيز غرمول: كيف يمكنك رؤية وهران وهي ترسو داخل العتمة؟! هذه الباخرة الأسطورية التي تمضي كل البواخر إلى موانئ أخرى وتتركها رأسية في مكانها في انتظار مسافرين وأرواح مشاغبة أو يائسة تعبرها ثم تنساها على موانئ بعيدة·· أنا هنا أتأمل العصور، وأتسلل إلى خزانة العمر باحثاً عن صور قديمة لهذه ''الوهران'' فلا أجد سوى هذه التي تقف أمامي صاخبة ثائرة بلغات غير منطوقة، ناطقة بالصمت والحزن والعيون المسدلة· بعضٌ من الشمس وبعضٌ يتدلى على شرفات القمر وبعض يقول وبعض يتكلم، وبعض يسمع بشفتيه أغنيات الآخرين· هذه وهران·· أين وهران؟! للغد في وهران مواعيد أخرى وأمنيات باللقاء·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©