الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ذكـرى الكتــاب!

ذكـرى الكتــاب!
15 مارس 2008 01:13
كم كنت جميلاً ورائعاً تخطو إلينا برائحة الورد، توفد نحو فضاء الكلمة الحرة، تهبنا من قدومك المعرفة الحق! لك نسق الحروف التي تزخرف الوجود الإنساني والعمق الثقافي، ولك مكانة الزائر الأهم في نفوس الكبار والصغار وبريق الحياة والأمل، تشعل ذاكرة الأيام تلك حلماً! يا ضيف الرؤى والقيم كم كنت تفرح القلب حباً وأنت قادم ما بين ثنايا الوقت صدقاً لك حكايات إبداعية جميلة ومؤثرة ستقرأ على أبواب الزمن! ولك فضل عظيم في إرساء مجد الثقافة ليبقى مداراً أدبياً خالصاً، وإنتاجاً شعرياً لا يعرف الريـاء وآخر قصصياً مهماً وروائياً ساطعاً! فكم كنت القارئ إلى درجة القراءة، والعاشق فينا إلى درجة العشق فيك! وكم كنت الإبداع النير تهدم جهلاً لتقيم علماً في زمن العتمة!!· فالمساحة الضيقة التي كانت بالمجمع الثقافي كانت تفرز معرضاً جميلاً، ومن قبل كان يقام على أرض مدرسة! فامتد منذ النضج الأول، صار له جمالية تشاغب العصافير نغماً وسط فناء أبوظبي، فكأن المعرفة الحق لها وطن ينبض بشيء من التلاحم ما بين حكاية مدينة وأصالة الكتاب على أرضها! تستمد شعاع الروح من الأمكنة نفسها، ولزحـام فصول ووجوه مؤثرة، فالمعرض الذي أبهر النـاس تارة بنكهة المطر، وتارة أخرى بنسمات عليلة قلما ترى له عنواناً! تتبدد مسارات وخطوط ترتسم حيث تعرجت المدارات وأخذت تتنافى الوجوه إلى مشارق الأرض ومغاربها! لكن بعضها يعود من هجرته لنلتقي على مشارف النص وروح الإبداع! لك طقوس الحضور ومد الغياب، وفي وداعك ترحاب لكنه مؤثر إلى درجة غيابنا عن رفوف الكتب أو عن مكانة القلم، لتنزع منا مكاناً ثميناً، لتبقى السياق في إطار الروح والمودة في رائحة الذكرى!· فعذراً إذا أصبح مكانك القديم فارغاً ومؤلماً تبدَّدت منه رائحة الورد والنخيل، فما زال التراب في مكانك مقدساً، ولتيه مسارات دائماً تبحث عن المستحيل! ما زالت الحياة في أوج نزعة التجديد!!· إذن معرض الكتاب لا يخضع لماركة عالمية ولا لموروث هجين بقدر ما هو بيئة ثقافية لها ثوبها ولها طقوسها كونها نبع المعرفة والأصالة الهادفة التي يتسع لها القلب!! ولثقافتنا فضاؤها الحر لا يمكن للغة أخرى أن تترجم تلك المعاني ولرواد ثقـافتنـا· وفكرنا هموم تجتمع عند كل ذكرى لقراءة واقعنا الثقافي بكل شفافية !! amarat-h@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©