الجيش اللبناني يضيق الخناق على البارد

حافظت يوميات مخيم نهر البارد قرب طرابلس في شمال لبنان على وتيرتها لجهة استمرار الاشتباكات بين الجيش اللبناني ومسلحي ''فتح الإسلام'' التي تعنف حيناً وتخف أحياناً، مع عودة الحديث بشكل قوي عن خيار الحسم العسكري، بعدما وصلت كل المبادرات لمعالجة المشكلة سياسياً إلى طريق مسدود· ميدانياً، سجل اشتباكات عنيفة صباح أمس عند المدخل الشرقي للمخيم القديم وتخوم أحياء الصفوري وسعسع والمغاربة، وتمكن الجيش خلال هذه المواجهات من إحراز بعض التقدم والسيطرة على عدد من الأبنية المحيطة بالتعاونية ومركز ناجي العلي في الطرف الجنوبي للمخيم· كما تمكن الجيش اللبناني من التقدم إلى ثلاثة مبانٍ أخرى عند مدخل الشارع الرئيسي للمخيم، وتعتبر مباني استراتيجية، وسيطر بالنار أيضاً على قسم من الشارع، حيث كانت العناصر الإرهابية قد أقامت تحصينات ونصبت عدداً من مرابض مدفعية الهاون في محاولة لإعاقة تقدم الجيش· وعاد الهدوء ليخيم على مختلف المحاور تقطعه بين الحين والآخر قذائف مدفعية يطلقها الجيش اللبناني رداً على أعمال القنص التي يمارسها المسلحون·وكان المخيم قد شهد اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة خلال اليومين الماضيين، حيث دكت مدفعية الجيش المواقع الرئيسية للعناصر المسلحة وللقناصين على امتداد الرقعة التي يسيطرون عليها داخل المخيم القديم وعند تخومه· وتركزت مواجهات على محاور شارع أبو الحجل والصفوري وسعسع الفوقاني ومحيط مسجد الحاووز وامتداد الشارع الرئيسي للمخيم القديم والجهة الجنوبية للواجهة البحرية للمخيم صعوداً على طول مجرى نهر البارد إلى الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية للمخيم· وإثر قصف مدفعي مركز استهدف محيط مكاتب المجلس الثوري في المخيم، شب حريق كبير تلته سلسلة من الانفجارات المدوية، تبين لاحقاً أن أحد أكبر مخازن الأسلحة التي تستخدمها العناصر الإرهابية المسلحة أصيب إصابة مباشرة من قبل مدفعية الجيش اللبناني ما أدى إلى تدميره·وقام عناصر من ''فتح الإسلام'' بعملية تسلل عند مفترق بلدة بحنين وتمكن فوج المغاوير في الجيش اللبناني من القاء القبض على احد العناصر· سياسياً، كشف عضو رابطة ''علماء فلسطين'' الشيخ محمد الحاج أن جماعة ''فتح الإسلام'' اتصلت به أمس الأول وجددت التزامها بكل الطروحات التي قدمت من قبل الرابطة لحل الأزمة في مخيم نهر البارد، والتي تنص على حل التنظيم وتسليم السلاح إلى الجيش اللبناني أو إلى الفصائل الفلسطينية· وذكرت بعض المصادر أن بعض عناصر ''فتح الإسلام'' أبدوا استعدادهم لتسليم أنفسهم إلى القضاء اللبناني، والخضوع إلى محاكمة عادلة، وأفادت هذه المصادر بأن هناك انقساماً في صفوف عناصر ''فتح الإسلام'' إذ إن هناك من يوافق على تسليم نفسه إلى القضاء اللبناني ومنهم من يرفض ذلك· وأكد عدد من أبناء المخيم الذين غادروه خلال الساعات الماضية أنهم شاهدوا المسؤول في ''فتح الإسلام'' الملقب بـ''أبي هريرة'' وقد حلق لحيته، وخفف من شعره، وربما يكون غادر المخيم في عملية عسكرية - أمنية ما·