الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوش ودلالات الإفراج عن ليبي

11 يوليو 2007 02:46
لقد انحدرت شعبية الرئيس بوش إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، بينما قوضت أجندته التشريعية، على إثر انهيار مشروعه الخاص بإصلاح قوانين الهجرة· وبالنتيجة فقد هجره معظم مستشاريه ومساعديه القدامى، لدرجة أنه أصبح بحاجة إلى ديباجة للأسماء، عند انعقاد الاجتماعات المشتركة بينه وبين مستشاريه في مكتبه البيضاوي· لكن ومع ذلك، فقد بعث بوش برسالة واضحة جداً إلى معارضيه ومنتقديه، بقراره الأخير بالإفراج عن ''لويس ليبي''، مفادها أنه لن يتنازل عن شبر واحد من مساحة تربع فيها، وافتقر هؤلاء النقاد والخصوم إلى ما يكفي من القوة والعزم على انتزاعها منه· والحقيقة أن هذا القرار الأخير المتعلق بإطلاق سراح ''ليبي''، يتناغم مع عدة قرارات أخرى أصدرتها الإدارة، مما يصب مباشرة في خانة المواجهة مع النقاد والخصوم· وقد شملت تلك المواجهة، حتى اللجان والهيئات القضائية، وتلك الخاصة بمجلسي الشيوخ والنواب· كما تمكن بوش من رسم خط سميك فاصل على الرمال، قضى بوضع حد لمساعي ''الديمقراطيين'' الرامية إلى توفير الرعاية الصحية للمزيد من ملايين الأطفال المنتمين إلى العائلات الفقيرة· وإلى ذلك فقد ابتدع نائبه ''ديك تشيني'' لنفسه إمبراطورية خاصة صغيرة، يدير منها شؤون الحكم ويصرف منها أمور البلاد، مع العلم أن تلك الإمبراطورية التابعة للجهاز التنفيذي، لا يقيم فيها أحد غيره· وعلى رغم أن الهزيمة التي مني بها فيما يتعلق بمشروع إصلاح تشريعات قوانين الهجرة، تمثل استثناء عارضاً في الاتجاه العام لسياساته، فإن بوش أثبت بما يكفي إصراره على النمط الذي يمارس به سلطته وإدارته لشؤون الدولة· ويتلخص هذا النمط في إصراره على تنفيذ ما يراه، والمضي في ذلك عملياً، بصرف النظر عن حصوله على موافقة جماعية عليه أم لا· كما أثبت بوش عدم قابليته للتغيير مطلقاً - في مختلف القضايا التي يمتد نطاقها من السياسات الضريبية وحتى ممارسات التعذيب-· فهو لا يتراجع مطلقاً، ما لم يبرهن منتقدوه على قدرتهم على سد الطريق أمام أولوياته الأساسية التي ينطلق منها· وهذا هو ما يفسر قراره الأخير الخاص بشطب قرار عقوبة السجن الموقعة على ''لويس ليبي''· ولم يكن غائباً عن بوش، الدوي الهائل الذي سيحدثه هذا القرار، خاصة وأن الشخصية المفرج عنها، تعود إلى مسؤول قيادي في إدارته، وقد توفرت ضده كافة الأدلة اللازمة لإدانته بالجرم الذي ارتكب، ما يعني التسبب في حرج لا أول له ولا آخر للإدارة· ومع ذلك فهو لم يأبه، طالما أنه ليس في مقدور معارضيه الوقوف في وجهه وسد الطريق عليه· ومما لا ريب فيـــه أن لذلك القرار علاقـــة كبيرة بالحوار الدائر في أروقة الكونجرس حول العراق، مع العلم أنه سيستأنف الأسبوع المقبــــل، بكــــل ما يعــــج به من تحديــــات جديـــدة يثيرها في وجهه خصومه ''الديمقراطيون''· والمقصود بهذه العلاقة، أنه وما لم يتمكن منتقدو بوش ومعارضوه، من الحيلولة دون استمرار سياساته الحالية المتبعة في العراق، فإن من المرجح أن يستمر على ذات النهـــج، بصرف النظر عما يلحقــــه به من المزيد من الانحسار لشعبيته سواء داخل الكونجرس، أم على امتداد البلاد بأسرها· وفي اعتقادي الشخصي، أنه ما من أحد من أعضاء الكونجرس أشد حاجة اليوم إلى تعلم هذا الدرس، من أعضائه ''الجمهوريين''، الذين يساورهم قلق بالغ إزاء النتائج الكارثية الوخيمة التي تعد بها هذه الاستراتيجية حزبهم، دون أن يبدوا من العزم والجدية ما يمكنهم من إعلان معارضتهم لبوش· ولكن هل تشكل تصريحات السناتور الجمهوري ''ريتشارد لوجار''، بادرة لبدء هذه المعارضة، خاصة وأن ''لوجار'' قد ترأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، خلال الجزء الأعظم من رئاسة بوش؟ كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©