الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسونة المصباحي: نحن مليئون بالعقد

حسونة المصباحي: نحن مليئون بالعقد
15 مارس 2008 01:11
ضمن محور ''كلام في الأدب'' في إطار فعاليات معرض أبوظبي الدولي الثامن عشر للكتاب أقيمت أمس الأول على أرض المعارض في أبوظبي حلقة نقاشية للروائي التونسي حسونة المصباحي قدمه فيها الروائي العراقي صموئيل شمعون وسط حضور من الأدباء والكتاب والصحفيين· قدم المصباحي محاضرته بمناسبة صدور روايته الجديدة ''حكاية تونسية'' عن دار ''كليم'' الإماراتية بحضور عمر غباش صاحب الدار الجديدة التي أطلقت أعمالها قبل ثلاثة أيام من أبوظبي· في تقديمه للمحاضر قال صموئيل شمعون ان المصباحي أحد الكتاب العرب الذين ابتدأوا الكتابة الإبداعية منذ عمر الـ15 عاماً ،إذ كتب روايته الأولى ''حكاية جنون ابنة عمي هنية'' عام 1986 وفي عام 1995 أصدر مجموعته القصصية ''السلحفاة'' التي ترجمت الى الانجليزية وقد اختيرت روايته ''هلوسات ترشيش'' لجائزة ''كين'' للأدب الأفريقي وهي جائزة مدينة ميونيخ لعام 2000 ثم أصدر ''الأميرة الزرقاء'' وبعدها ''نوافذ دفلا''· حسونة المصباحي ولد في إحدى قرى مدينة القيروان عام ··1950 يقول المصباحي في محاضرته عشت خارج تونس مهاجر وعندما عدت كان التساؤل الصادم ''لماذا عدت؟'' يؤرقني لقد وجدت كل العالم قد تغير كتبت كل هذه المشاهدات التي رأيتها، كتبت عن كل ما هو بشع وما بين ''حكاية جنوب ابنة عمي هنية'' الأولى حتى ''حكاية تونسية'' الأخيرة كانت الحكاية عالمه الذي سحر فيه انه مليء بالحكايات الواقعية والمؤسطرة· ولحسونة المصباحي صراع بين الايديولوجيا والإبداع وكما هو معروف انه كان يسارياً قادته أفكاره تلك الى ان يقبع في السجن وحتى خروجه ثم هجرته ثم عودته·· كانت حصيلة كل ذلك الأفكار التي بدأ يطرحها جهاراً حين أعلن في جلسة النقاش ''خواء'' السياسة· حيث تركها بلا رجعة متجهاً الى أرض الواقع بحس عال وبروح عاشرة وفي هذا الإطار أدخل كل التنويعات التقنية حيث أخذ يتلاعب على الشكل بإدخال الأدب الشفاهي والحي داخل نصوصه الإبداعية ولذا يقول: ان حياتي متوزعة في كل هذه الكتب· في ''هلوسات ترشيش'' كتب عن حياة مثقف يعود الى بلده بعد عشر سنوات ليجد تغير العالم الفكري ولذا تجد ان حياته قد انعكست في السياسة· أما روايته ''وداعاً روزالي'' فتتحدث عن إنسان يعيش في ميونيخ جنوب ألمانيا وهي تصور صراع الشرق والغرب حيث الغربة والإنسان المنهار عصبياً والمنفى الذي يخلق اللا توازن على المستوى النفسي كما يقول جيمس جويس ''التعفن في المنفى''· يقول المصباحي بعد عودتي من ألمانيا لم أجد عائلتي التي كانت كما هي·· كل شيء قد تغير بتغير المنظومة الفكرية· تحدث المصباحي عن الفضول البدائي ووصف السفر بأنه مغامرة المثقف ثم أشار الى بنية رواية ''حكاية تونسية'' التي يتقاطع فيها السرد حيث تسرد الأم القتيلة حكايتها من العالم الآخر والابن القاتل يسرد روايته وهنا يتقاطع صوتاهما ويتشابكان ولهذا غير ان الابن يهرب الى الخرافة الشعبية في عملية تمثل لجدته· كما تحدث المصباحي عن مسرحيته التي جاءت بسبب تأثره بالفيلسوف ديدرو حيث طرح الاسئلة الكونية وعندما حاوره صموئيل شمعون عن أول رواية قرأها قال إنها ''الغريب'' لبيركامو ووصفها بأنها قصيدة مرعبة لقد توصل المصباحي الى ان الإنسان الغربي يحاور الكون أما نحن الشرقيين فمليئون بالعقد مع أنفسنا والآخر - حسب قوله - وانه قرأ بعد البيركامو توجه الى جيمس جويس في ''ناس من دبلن'' و''بوليس'' و''صدرة الفنان في شبابه''·· وعن جماعة ''تحت السور'' الإبداعية يقول حسونة المصباحي انه تأثر بهم وهم مثقفون تونسيون كانت لديهم مقهى اسمه ''تحت السور'' وقد هشموا بإبداعهم قوانين اللغة واستخرجوا بلاغتها الكامنة ويعتبر المصباحي ''جماعة تحت السور'' آباء للأدب التونسي الحديث· ثم تحدث عن ''بشير خريف'' الذي كتب عن الفضاء المديني والفضاء البدوي·· ووصف عز الدين المدني بأنه كان متقدماً في الستينيات·· كما انه وصف كتاباته بل ذاته في محاولته المتكررة لتحريك الساكن وإلقاء حجر في الماء الراكد وخلخلة اللغة عبر خلخلة الواقع· وعن روايته ''حكاية تونسية'' وطباعتها في دار ''كليم'' الإماراتية وصف حسونة هذه الخطوة بأنها تمثل التقاء المشرق بالمغرب حيث التلاقح الثقافي التونسي والإماراتي قد جسده كتابه هذا بالرغم من انه لم يلتق بالناشر وهذا من وجهة نظره يدلل على تماسك هذه العلاقة وقوتها والتقائها بين تونس والإمارات وكأن المغرب والخليج قد بدأ في توثيق هذه الصلة عبر تكريس الحوار الضروري بين هذين الجانبين المهمين في عالمنا العربي· بعد ذلك تداخل عدد من الأدباء والكتاب مع الروائي حسونة المصباحي ضمن ما طرحه من أفكار في هذه المحاضرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©