الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الفنان علي الحمادي: الخط الجميل حلية الكاتب

الفنان علي الحمادي: الخط الجميل حلية الكاتب
4 يناير 2014 23:11
يعتبر فن التجريد من الفنون الأصيلة في الموروث الثقافي العربي والإسلامي. وإذا كانت الزخرفة والمنمنمات أو الموتيفات تحتمل الجدل في التأصيل على الأسبقية بين المدارس العربية والهندية والفارسية، فإن فن الخط لا يرقى أدنى شك إلى هويته العربية الخالصة، لا بل يمكن القول إن العبقرية الفنية بالخط العربي تركت آثارها البينة على مجمل الفنون التشكيلية شرقاً وغرباً، من دون أن يتأثر بأي منها من قريب أو بعيد. وفي هذا السياق يؤكد فنان الخط الإماراتي الشاب علي الحمادي، أن الخط الكوفي مشتق من الخط الحميري. موضحاً أن المسألة تعود إلى اكتشاف شاهدة قبر الشاعر الضليل امرئ القيس، التي دُوِن عليها اسمه ونسبه وتاريخ وفاته بالخط الحميري، قبل الإسلام بقرابة ثمانمائة وخمسين عاماً، ومن الخط الحميري اشتق الخط الكوفي. سيرة الممالك ولدى سؤالنا عن الأهمية المعرفية للخط العربي، قال الحمادي: «إن أهمية الخط العربي تكمن في كونها تحكي تاريخ المدن والممالك الإسلامية بالمعنى الحضاري، فمثلاً الكوفي هو تجسيد لحاضرة الكوفة، بكل ما تمثله من تراث شعري وأدبي وفلسفي وفقهي، كذلك الأمر بالنسبة للخط الفاطمي والمملوكي والقيرواني والديواني». وأضاف موضحاً: «كل دولة أو عصر إسلامي كان يتميز بنظام، وكان هناك فنانون يحاكون هذا النظام من خلال الخط، لأن رسم الأشخاص بصورهم الحقيقية، المعروف باسم البورتريهات كان ممنوعاً في الإسلام، فالوزير ابن مقلة، على سبيل المثال، كان يحاكي طبيعة النظام في الدولة الأموية، من خلال الخط والزخرفة والامتدادات، ولذلك عوقب بسجنه أولاً، وعندما لم يتوقف تم تقطيع يديه وفقء عينيه ومن ثم تم قتله لاحقاً. ويعتبر ابن مقلة من واضعي أسس خطي الثلث والنسخ. وجاء آخرون فتابعوا مسيرة ابن مقلة، وأضافوا جماليات أخرى على بعض الحروف وضبطوا القواعد، كذلك الحال مع سامي أفندي وحامد الآمدي وراقم وغيرهم، ممن طوروا الخط الديواني بما يتلاءم مع سرية المراسلات أو الكتب السلطانية التي توجه إلى الثغور والمناطق البعيدة، بحيث صارت خطوط الحروف تملأ كل الفراغات في الرقعة، ما يجعل قراءتها عملية صعبة على الأغيار أو الأعداء في حال وقوعها بأيديهم». وعندما سألناه عن دور الفنان، أو آلية عمل فنان الخط، قال الحمادي إن دور الخطاط محدد بقراءة الحروف ودلالاتها بالشكل المجرد المنفصل أولاً، ومن ثم قراءتها في سياق الكلمة. لأن وظيفة الخط بالأساس، هو تنسيق وتجميل الكلام. أو كما يقال، إن الخط الجميل هو حلية الكاتب. ومن أهم شروط فنان الخط أن يدرس مواطن القوة والضعف بالحرف، أو بمعنى أدق، هناك ثلاثة شروط لتقييم لوحة الخط فنياً وجمالياً، هي قوة الحرف، والكتلة والفراغ، وتنسيق الكلام أو ترتيبه. في الأسر وعن بدايات انجذابه إلى فن الخط، قال الحمادي، إن عشقه المبكر للغة العربية جعله تلقائياً يهتم بالخط العربي، في إطار تحسين خطه بالكتابة المدرسية والتعليمية عموماً، ولكنه وجد نفسه أسير جمالياته وفلسفته الفنية في الممارسة والمران، وهو ما جعله يوليه أهتمامه وعنايته، حتى وقع أسير هذا الفن الجميل، الذي يتميز بسحر غير عادي. وأوضح الفنان علي الحمادي أن انجذابه إلى فن الخط كان يتزايد بمقدار الإصرار على التوغل في فضاءاته التاريخية، ومناخاته الجمالية والفلسفية، ذلك لأن لكل خط قصة، فمثلاً أن خط الثلث، كانت بدايته حينما اعترض الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه على الكتابة بواسطة قلم أو ريشة الطومار، فجهد النساخ والكتبة حينذاك لتصغيره حتى وصل إلى الثلث، وصار يعرف بهذا الاسم منذ ذلك الوقت. أما خط التعليق، فكان مخصصاً لشعر المعلقات وصار لاحقاً للنسخ في صدر الإسلام، ولكن الفرس أولوه أهمية كبيرة، وأضافوا عليه جماليات فنية أخرى، لدرجة أن البعض صار يسميه الخط الفارسي، ولكن هو في الحقيقة خط التعليق.
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©