الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحصن وأيامه

2 فبراير 2015 22:51
حينما تذهب إلى الرياض تجد في وسطها منطقة تراثية مع حدائق تراثية حولها للمحافظة على الهوية السعودية، وحينما تذهب للدوحة لا تجذبك المباني الشاهقة فعندنا وعندهم خير، ولكن ما دغدغ مشاعر الشباب هو «سوق واقف» التراثي والمطاعم التراثية حوله، التي تقدم الأكلات الشعبية، بحيث أصبحت الاختيار الأول للسياح الأجانب والخليجيين والقطريين. وعندما زار جمهورنا مملكة البحرين لحضور بطولة «خليجي 21» قضوا معظم الوقت للتريض والسير والتقاط الصور في الأحياء الشعبية والمقاهي، ولذة الحديث مع أهل البحرين الطيبين. وحينما تسأل في العاصمة أبوظبي أين تجد هذه الروح التي اختفت وحلت مكانها داخل جزيرة أبوظبي إما فيلات حديثة أو أبراج شاهقة حتى السوق القديم تم تحويله إلى مشروع تجاري عملاق زجاجي الروح وحديدي الهوية بالرغم من المكياج التراثي الذي عليه ولولا القرية التراثية على كاسر الأمواج وجزيرة السمالية، لاعتبرنا أن أبوظبي جزيرة صناعية حالها من حال جزيرة الريم والمارية. وفجأة يظهر لنا مهرجان الحصن الذي أيقظ فينا أحاسيس وشعوراً كدنا ننساها للأبد. وكم سوف يكون جميلاً لو أننا استفدنا من المساحات حول الحصن ليتم بناء قرية تراثية متكاملة يعمل فيها المواطنون والمواطنات المتقاعدون، على أن يتوافر فيها عروض خاصة بأيام أهل البادية وأيام أهل البحر مع الأصالة والأهازيج التراثية، بحيث تقدم هذه القرية نموذجاً حياً عن أبوظبي ما قبل النفط وتكون أيضاً رئة تراثية في قلب العاصمة الحديثة وأتذكر أنني في مدينة نيويورك شاهدت شاباً أميركياً يرتدي «الكندورة» والغترة والعقال وشغال «يابس.. يابس» على أهازيج «العيالة» في ماراثون زايد، الذي تستضيفه نيويورك كل عام. وكنت أعتقد أن الأخ من ضمن الفرقة المصاحبة «مثل بعض مشجعي الأندية، والدفع مقابل التشجيع»، ولكنه كان يعيش في أبوظبي مع والده في السبعينيات ورحل لاستكمال دراسته في أميركا وسألته من أين تعلم «اليولة» والحربية؟ فأجابني من الأعراس والمناسبات التي كانت تقام في ذلك الوقت في الفرجان بشكل مستمر... راحوا الطيبين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©