أكثر من 55 يوماً مرت على وجود المريض فريدون عين الله هاشمي الذي نشرت ''الاتحاد'' قصته الشهر الماضي تحت عنوان: (مسن مشلول في المستشفى الكويتي ينتظر ''صلة الرحم'') بعد أن دخلها إثر تعرضه لحادث دهس وتخلى عنه شقيقه وابنه وزوجته ورفضوا استلامه بعدما تماثل للشفاء· وكانت ''الاتحاد'' قد تلقت تجاوباً عبر الهاتف من سعادة محمد رضا معتمدي مسؤول القسم الاجتماعي بالقنصلية الإيرانية يفيد باستعدادهم بتقديم كافة التسهيلات لتجديد جواز السفر الخاص به وكذلك إنهاء إجراءات تسفيره إلى بلاده لتقديم العناية والرعاية له هناك سواء من خلال توصيلة إلى أهله أو إيداعه إحدى دور الرعاية الاجتماعية الخاصة باستقبال مثل هذه الحالات إذا ثبت أنه إيراني ولكن دون أي تحرك حتى الآن·
وقال الدكتور أحمد الزرعوني مدير مستشفى الكويت بالشارقة: ''إن المستشفى قدم العلاج للمريض طوال الفترة المقررة من قبل الأطباء منذ بداية دخوله، كما قدم له، ومن المنطلق الإنساني فقط، الرعاية الكاملة خلال الفترة الطويلة الماضية وخاصة أنه يعاني من شلل نصفي ومرض السكري والضغط وضعف في الذاكرة وبعد أن رفض ابنه وزوجته وأخوه استقباله·· إلا أن المستشفى ضاق ذرعاً من تصرفات المسن 76 عاماً تجاه العاملين في المستشفى ورفضه التجاوب للنظام وإتباع التعاليم الخاصة بالأمن والنظافة لدرجة وصلت إلى حد مطاردة بعض المرضى والتعدي عليهم·''
وأضاف الزرعوني أن إدارة المستشفى لم تدخر وسعاً في التنسيق مع قنصلية بلاد الرجل المسن وأنها تلقت وعودا أكثر من مرة طوال الأيام الماضية بالتحرك تجاهه وتسفيره إلى بلاده إذا تطلب الأمر إلا أنها لم تنفذ أي وعد حتى الآن·
من جانبه أكد طارق عبدالله من قسم العلاقات العامة في المستشفى أن الإدارة بذلت جهداً كبيراً في مساعدة المريض طوال الفترة الماضية من خلال الاتصال بأخيه في دبي وابنه في ألمانيا إلا أنهما رفضا استلامه، كما أنها تقوم بالاتصال بصورة يومية ببعض المسؤولين في القنصلية الإيرانية في دبي إلا أنها تتلقى وعوداً بإخراجه من المستشفى بصورة مستمرة إلا أنها لم تنفذ حتى الآن، مضيفاً أن الإدارة كانت تفاجأ بتصرفات من حوله وتستغرب لردود أفعالهم تجاه هذه الحالة الإنسانية·
وأوضح أن إدارة المستشفى بذلت الكثير من المساعي للتعرف على هوية الرجل المسن بعد أن أخبرتهم القنصلية الإيرانية أنه ربما يحمل الجنسية الألمانية وليس الإيرانية وأنه غادر إيران منذ قرابة 40 عاماً، حيث قام المستشفى بالحصول على نسخة من جواز سفره عن طريق محاكم دبي وأرسلها للقنصلية الإيرانية في دبي للتأكيد على هوية الشخص، منوهاً إلى أن هذه الإجراءات والمساعي لم تكن من اختصاص المستشفى إلا أنه ارتأى القيام بتلك المهلة للتعجيل من مغادرة الرجل المسن للمستشفى بالشكل الذي يتناسب مع حالته الإنسانية وأن بلاده هي صاحبة الحق في ذلك·
وأشار إلى أن الرجل المسن بات يتصرف بشكل أرهق العاملين في المستشفى طوال الأيام الماضية وأصبح يتجول فيه كما لو كان ملجأه وبيته الطبيعي وأصبح المستشفى في حيرة من أمره بعد أن أصبح يقوم بأعمال يمكن بأن توصف ''بالطفوليه'' وزادت الشكاوى من قبل الأطباء والممرضين مطالبين بسرعة إيجاد الحل المناسب لإخراجه من المستشفى بعد أن أصبح السرير الذي يرقد عليه من حق مريض آخر·
عدد اليوم
