الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عشاق مزاينة الإبل يؤكدون دور «الظفرة» في صون التراث الثقافي

عشاق مزاينة الإبل يؤكدون دور «الظفرة» في صون التراث الثقافي
21 ديسمبر 2012
المنطقة الغربية (الاتحاد) - حاز مهرجان الظفرة في موسمه السادس 2012 إعجاب كل الذين وطئت أقدامهم أرض مدينة زايد في المنطقة الغربية بإمارة أبوظبي، حيث أشاد المشاركون فيه بالدور المهم لكل فعالياته في عملية صون التراث الثقافي داخل دولة الإمارات، وفي إيجاد سوق تجاري لبيع وشراء الإبل. وقال علي محمد القحطاني إنّ مهرجان الظفرة يعمل على حشد جمهوره من محبي وعشاق المزاينة في مكان واحد بات يعتبر اليوم من أكثر الأمكنة استقطاباً للسياح وللزوار بما يعكس قيمته التراثية في ترسيخ العادات والتقاليد. وتحدّث القحطاني عن مشاركته في أول يوم من المهرجان، بمنافسات شوط المفاريد شيوخ ومن يرغب من أبناء القبائل وحصد المركز الأول عن مطيته المياسة التي تميزت بمواصفات جمالية نادرة جعلتها تحتل مكانة بارزة بين الحلال. إذ أنها من فئة المحليات الأصايل، وقد تميزت بطول الرقبة وطول مساحة الغارب أي المسافة بين سنام المطية والرقبة، بالإضافة إلى كبر حجمها. وقال إنّ الفوز بالمركز الأول شعور لا يوصف من شدة الفرح، فقد كانت المنافسة على أشدها بين الشيوخ ومن يرغب من أبناء القبائل، وما اختياره للمياسة من أجل المشاركة في المزاينة، إلا عن ثقة ودراية بقدرتها على انتزاع اللقب إذ حازت على 97 % فضلاً عن خبرته في مثل هذه المسابقات، على اعتباره انه كان يشغل رئيس اللجنة المنظمة في مهرجان العين لمزاينة الإبل، وعضواً في لجان التحكيم. من جهةٍ أخرى أكّد القحطاني أن مزاينة الظفرة تشجّع على عمليات البيع والشراء بين جميع المشاركين والزوار، حتى أنه اشترى إبلا بقيمة مليوني درهم من فئة المفاريد وغيرها من فئات المطية. وفي ذات الخصوص، تحدّث سالم محمد النوبي العامري عن فوزه بالمركز الثاني في خامس أيام المهرجان، ضمن مشاركته في شوط ثنايا تلاد لفئة المجاهيم بمطيته حومة التي تكتسب صفات أهلتها للفوز والمنافسة. وبيّن العامري الذي يشارك في مهرجان الظفرة للمرة الثانية، أنّ لفوزه مذاقا خاصا، لأنه لم يكن يتوقعه ضمن ذلك الكم الهائل من الإبل المشارك من كل قبيلة. ولكنه و بعد أن ذاق طعمه سيؤهّل حلاله للمشاركة في الدورات القادمة. وأشار إلى أهمية المهرجان والمزاينة التي يقيمها في تعريف الجماهير بأصول الحياة البدوية، وفي ترسيخ التراث وخلق بيئة اجتماعية تكافلية بهدف الحفاظ على سلالات الإبل وفتح سوق تجاري للبيع والشراء، حيث أنه قام بشراء عدد من المطيات بقيمة 15 مليون درهم ما بين حور ومجاهيم وأصايل. أما ناصر بن سعيد مرسان الهاجري، من المملكة العربية السعودية فقد أعرب عن قدومه بشكلٍ خاص إلى دولة الإمارات من أجل حضور مهرجان الظفرة والمشاركة في مزاينة الإبل التي تعمل على تهيئة حالة تفاعلية بين الدول بما يعنى بالتراث والثقافة القديمة. ولفت الى أنه اغتنم فرصة وجوده في هذا الحدث الضخم، واشترى مطيتين بـ 9 ملايين ونصف المليون درهم، مؤكّداً أنه وعائلته شاركوا بـ 50 مطية للمنافسة على أشواط المزاينة وحصلوا على أكثر من مركز فائز. وقال إن مهرجان الظفرة يعبّر عن الأصالة والتراث ويترجم العادات والتقاليد الإماراتية على أرض الواقع من خلال المسابقات التراثية ومحال السوق الشعبي، ما يشرح للزوار والسياح كيف كان يعيش الآباء الأوائل في الصحراء الواسعة. من ناحيته قال عبدالله عثمان العمدة إن مهرجان الظفرة صار اليوم أشبه بكرنفالٍ ثقافي وتراثي واقتصادي يعرض الحياة القديمة بتفاصيلها المتنوعة والكثيرة أمام جمهورٍ واسع، بدءاً من كون الجمل مصدر رزق ومأكل ووسيلة للنقل، ومروراً بشجر النخيل الذي وإلى جانب كونه يقدّم الوجبة الأساسية للطعام عند أهل البادية، يقدّم المواد الأساسية في بناء البيوت وفرشها. وأشار العمدة إلى دور السوق الشعبي بمنتجاته التقليدية من دخون وعطور ونسيج وأكلات شعبية، في رسم ملامح الحياة الاقتصادية عند البدوي قديماً. مزاينة الإبل كانت أكثر ما تفاعل معه المشاركون، حسب ما أفاد به عبد الله عثمان العمدة الذي قام بشراء مطية صغيرة بمبلغ 280 ألف درهم، واصفاً المهرجان بأنه منبرٌ اقتصادي يفتح المجال أمام ملاك الإبل والحلال بالمشاركة والتبادل التجاري. كما ثمّن العمدة وكل من سبق من المشاركين، الجهود المبذولة في المهرجان من أجل إعطاء صورة حضارية عن الفعاليات التراثية، واصفين أرض الموقع بأنها جمعت كل مرجعيات البداوة والتاريخ القديم، جنباً إلى جنب مع الآليات المعاصرة والمتقدمة في مجالات الخدمة والتنظيم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©