الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكتاب الإلكتروني·· العالم بين يديك مختلف

الكتاب الإلكتروني·· العالم بين يديك مختلف
15 مارس 2008 01:05
توقفت أمام قول ''بيل جيتس'' مؤسس شركة ''مايكروسوفت'' العالمية في كتابه الشهير ''المعلوماتية بعد الإنترنت - طريق المستقبل'': ''إن التكنولوجيا لن تنتظر حتى يصبح الناس مهيئين لها، على الرغم من انها هي الخادم وليست السيد، إن الأشياء تتحرك بدرجة من السرعة بحيث يصبح من العسير معها قضاء الكثير من الوقت في النظر الى الوراء، وعلى الرغم من ذلك فإن الناس يريدون أن يفهموا كيف ستجعل هذه التكنولوجيا المستقبل مختلفاً؟ وهل ستجعل حياتنا افضل أم أسوأ؟ غير أن إيقاع التغير التكنولوجي هو من السرعة بحيث يبدو في بعض الأحيان ان العالم سيكون مختلفا تماما من يوم لآخر، لذا فإن الأمر يستحق بذل الجهد من أجل تأسيس علاقة ألفة مع أجهزة الكمبيوتر''· خورشيد حرفوش أبوظبي - مما لاشك فيه ان صناعة الكتاب الالكتروني قد تنامت وانتشرت بعد التقدم الكبير الذي حدث في مجال الطباعة وتخزين المعلومات الكترونيا بواسطة الحواسيب الآلية، والثورة الرقمية الهائلة خلال العقد الأخير ونتيجة طبيعية للتوسع الحاصل للانترنت، وأصبحت ظاهرة اصدار وتسويق الكتب الالكترونية أمراً ملحوظاً وشائعاً في مواقع التجارة العالمية على الشبكة الالكترونية العالمية· ويثار دائما جدل لا يتوقف حول تأثير الكتاب الالكتروني على الكتاب الورقي التقليدي، فهناك من يقول أو يتبنى وجهة النظر القائلة بتراجع دور الكتاب الورقي امام نظيره الالكتروني، وفي الجانب الآخر من يرفض هذا الاتجاه، وبينهما من يرى أن لكل منهما دور ووظيفة، ويكمل كل منهما الآخر، أمام الحاجة الملحة والمتزايدة للعلم والمعرفة، إلا ان أنصار الرأي الثاني يؤكدون ان الكتاب الالكتروني لن يستطيع مهما حقق من نجاحات ملموسة وطاغية من هزيمة الكتاب الورقي وإلغاء وجوده على الإطلاق· سلبيات وإيجابيات تقول عبير النقبي، طالبة بجامعة الإمارات: ''علينا ان نعترف بوجود سلبيات ترافق ايجابيات الكتاب الالكتروني، فإذا كان يمكننا من الحصول على المعرفة أو المعلومة بسرعة كبيرة، ودقة وتفصيلات مرئية أو مسموعة أحيانا بطريقة دقيقة وسريعة، إلا انه يحجب عنا ويحرمنا من متعة القراءة، أو البحث في الكتاب التقليدي، وربما يعوّد الأجيال القادمة على الكسل وعدم المثابرة، والاعتماد على المعلومات الجاهزة التي تشبه وجبة ''التيك أوي''، فإذا كان أصبح ضرورة تتماشى مع سياق العصر وسرعته، فلا غنى ايضا عن الكتاب أو المصدر الورقي، وأعتقد انه مهما كان المتصفح صبورا ومحبا للقراءة ومتابعا دقيقا ومثابرا نحو الاطلاع والمعرفة، فإنه لن يستطيع اكمال رواية أو قصة طويلة منشورة إلكترونيا، ولا أعتقد انه سيشعر بالمتعة أو الراحة التي يجدها في الكتاب العادي على سبيل المثال''· أما نورة الكندي الطالبة بقسم التاريخ بجامعة الإمارات فتقول: ''القراءة متعة تنمي وتغذي العقل، وهي سلوك يعتاده محبو العلم والمعرفة والفكر والثقافة، ومتعتها لا يضاهيها متعة أخرى، ولا ننسى مقولة ''الكتاب·· خير جليس'' لكننا لا ننسى في المقابل ان الكتاب الالكتروني متاح أمام الجميع، ويتيح حرية واسعة أمام الباحث، الى جانب امكانية الاطلاع على عشرات الكتب والمؤلفات دون تكلفة مادية قد ترهق المتابع مقارنة بالكتاب الورقي، ولاسيما في عصر السرعة وأمام الأعباء والتكلفة المالية للطباعة والنشر، كما أن النشر الإلكتروني يحقق عامل التواصل السريع بين الكاتب والقارئ ''المتصفح''، وبين القارئ نفسه وغيره من القراء في نفس اللحظة، وبات القارئ يستطيع المقارنة الفورية بين أنماط ما يكتب دون مشاكل ملموسة، فضلا عن سهولة وسرعة وانتشار الكتاب الالكتروني بين ملايين الناس في كافة أنحاء العالم، إلا ان أهم السلبيات تتمثل في سرقة المعلومات وعدم توثيقها بدقة عند الاستفادة منها، وانتشار ظاهرة النقل والاقتباس والتعدي على حقوق الآخرين وسرقة انتاجات المبدعين والمفكرين والكتّاب· إمكانات وتقنيات من جهتها، ترى فاطمة سالم (طالبة بجامعة الامارات) انها لا تستطيع إقامة صداقة حقيقية بينها وبين الكتاب الالكتروني، ولا تتمكن من اصطحابه معها إلى أي مكان أو الاحتفاظ به ولا تتمكن ايضا من تحديد المعلومة المطلوبة بدقة لاتساع نطاق البحث في الكتاب الالكتروني، ولا يعد مصدراً ثابتاً لهذه المعلومة أو تلك، بحيث يمكن الرجوع اليه في أي وقت، الى جانب مشاكل المرجعية والتوثيق وحقوق الملكية الفكرية، وعدم المصداقية في أحيان كثيرة، لكن هناك ايضا ايجابيات لابد ان نقرها، كالسهولة والسرعة الكبيرتين عند الرغبة في الحصول على المعلومة، وامكانية التدخل الذاتي في تعديل النصوص وقراءتها حسب رؤية الشخص، واختيار نوع ونبط الخط مثلا، بل وامكانية تعديل الأغلقة والعناوين، فضلا عن امكانية القرص المدمج في استيعاب أكثر من 300 مجلد في كثير من الأحيان، والدقة الرقمية الهائلة في استخدام وتوظيف الصور والخرائط والرسوم التوضيحية بطرق متعددة، كذلك امكانية الاستفادة من تقنيات الصوت والصورة والرسوم البيانية ''الجرافيك'' في المواد أو النصوص التعليمية· غياب التفاهم من جانب آخر، يقول حاتم مرزوق مدير عام التسويق بدار انوفاشنز للنشر: ''علينا أن نفرق أولاً بين المعرفة الالكترونية والكتاب الالكتروني، فالأولى باب واسع يطرقه كل الناس للحصول على المعرفة، أما الكتاب الالكتروني فلا يهتم به إلا المعنيون بالبحث والراغبون في الحصول على نوعية معينة من المعرفة أو المعلومة، ومما لاشك فيه ان كليهما يتيح للجمهور الحرية والسهولة في البحث، إلى جانب عامل السرعة واللحظية، كما ان تكلفة الكتاب التقليدي أرخص إذا استخدم كقاموس، لكن في حالة استخدامه ككتاب إلكتروني فقط فتكلفته أقل بلاشك، رغم ان الانتاج الإلكتروني للكتاب يحتاج الى تكلفة باهظة جدا لارتفاع تكلفة مستلزمات الانتاج والتصنيع، وحاجة الكتاب الالكتروني الى تقنية تكنولوجية متقدمة جدا وغير متاحة على المستوى العربي أو في دول العالم الثالث، لكن يجب الإشارة هنا إلى ملاحظة مهمة وهي تتعلق بمستخدم الكتاب الالكتروني، أو المعرفة الالكترونية بشكل عام، حيث إننا نجد أن الجيل الذي تجاوزت اعماره الثلاثة عقود مثلا ليس لديه القدرة على التعامل والتعاطي مع المكتبة الالكترونية إذا قورن بالأطفال والصبية والشباب لعوامل عديدة تتعلق بالتعود والصبر والقدرة على استيعاب التقنيات الالكترونية، والقدرة على التركيز والعوامل النفسية وغير ذلك، كما يمكن الإشارة إلى مشاكل التسويق والتوزيع، فالنشر الالكتروني يمكن له أن يحل كثيراً من مشاكل وأزمات ضعف التوزيع، وامكانية الوصول الى أبعد نقاط يستحيل أو يصعب الوصول اليها، كما أنه يتيح أمام القارئ الالكتروني فرصاً واسعة للحوار وتبادل وجهات النظر والتفاعل المباشر بين المؤلف من جهة وبين غيره من القراء من جهة أخرى، كما أنه يتيح حرية أوسع للتعبير، ويوفر كثيرا من الجهد في التصنيع والنقل والتسويق، وعلينا ان نتذكر ذلك إذا ما وجدنا جهازا أو قرصا أو شريحة معدنية متناهية الصغر تحمل في طياتها محتويات تفوق عشرات المجلدات، لكن لا ننسى ان للكتاب الورقي ايضا مميزاته واستخداماته وانه لايزال يحافظ على مكانته رغم التحديات العديدة التي يواجهها بسبب التقدم العلمي الهائل وثورة المعلومات والتقنية الرقمية وسيطرة الثقافة الالكترونية على الجيل الجديد، حيث اننا لازلنا نعاني من اشكالية عدم تكيف وتوافق المستهلك العربي مع هذه الثقافة الجديدة، لكننا قد نرى تغيرات جوهرية في المستقبل القريب بما يغير ملامح النشر المعرفي بلاشك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©