اجتهادات مرفوضة

الغلاء الفاحش لبعض المحال التجارية ليس له مبرر، خاصة وأن نفس البضاعة توجد في أسعارها فروقات من محل إلى آخر، مما يعني أن هناك ''اجتهادات فردية'' لتسعير المنتج، وليس حسب تكلفة المنتج والربح، وإلا فماذا يعني وجود منتج تتفاوت أسعاره من محل إلى آخر من سعر 11,30 إلى 17 إلى 13,30 درهم؟!· ماذا يعني ذلك؟ وأين دور الرقابة الاقتصادية للوقوف في وجه المستغلين؟ وموجة الغلاء التي تزامنت مع زيادة ''بعض الرواتب'' الأخيرة وأين دور رقابة الأغذية وحماية المستهلك والبلديات؟ لا نرى دورا يذكر، حتى ولو إعلان بسيط يقدم لنا كيفية التبليغ عن منتج رفع سعره، أو منتج أسعاره تتفاوت من محل إلى آخر· ارحموا المواطنين والمقيمين من طاحونة الغلاء والتي تأتي على الأخضر واليابس والتي دفعت بالناس لاقتصار مشترياتهما على الضروريات فقط، وكذلك سحبت البساط من تحت التفكير في التوفير، ولا يجدي نفعاً مع هذا الغلاء المثل المصري الذي يقول: خبي قرشك الأبيض ليومك الأسود، لأن الغلاء الأسود ''لهف'' القرش الأبيض· ارحموا أصحاب الدخول القليلة، خاصة وأن الرواتب زادت في جهة ولم تتحرك في جهات أخرى، ناهيك عن بعض الذين يعيشون على إعانات ''الشؤون'' والمواطنين ذوي العائل الواحد، وهم أسرة كبيرة، ارحموا اختلاف الدخول، فارتفاع الأسعار شمل كل شيء، حتى أننا نلاحظ كيف أصبح الناس يقللون من مشترياتهم، على وعسى يكفي الراتب لآخر الشهر حتى لا يقع المرء تحت طائلة الحاجة والدين· ارحموا الناس من غلاء بدأ يلتهمهم ويلتهم أرزقاهم ويجعلهم لقمة سائغة لبعض التجار الجشعين بحجة ارتفاع الأسعار عالمياً، كارتفاع أسعار البترول، وارتفاع تكاليف المواصلات·· وآخر شيء يمكن التنبؤ به هو حالة الصقيع التي يمكن أن يجعلوا لها تسعيرة خاصة بحجة ارتفاع البرودة وزيادة استهلاك الوقود· عائشة عبدالله الشرياني