الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«سلطان بن زايد التراثي» لوحات تصون ماضي الأجداد والجذور

«سلطان بن زايد التراثي» لوحات تصون ماضي الأجداد والجذور
2 فبراير 2015 22:54
أشرف جمعة (أبوظبي) مورثات الشعوب تمثل الوجه المضيء لها، ومشهد افتتاح مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2015 أمس بما يحمل من زخم تراثي يؤكد ارتفاع منسوب الوعي لأهمية الموروث الشعبي في كشف منابع عذبة تعكس صورة الماضي على مرآة الحاضر وتستمد من مصابيحه المتوهجة عصارة التجربة التي عاشها الأولون. وهنا في سويحان كل شيء ينطق بأصالة التراث الإمارات الذي يتبوأ موقعه على خريطة الحياة اليومية، حيث يحمل السوق الشعبي دلالاته الخاصة و وقوم القرية التراثية بفضائها الواسع الرحب، ويبدو المشهد بأكمله لوحة تمزج الأصالة بالمعاصرة، هذه اللوحة تستمد حيويتها من مشاهد حية يبثها المهرجان في دورته الجديدة التي تستحضر الحياة القديمة. مفرداته تراثية حول انطلاق مهرجان سلطان بن زايد في دورته الحالية في منطقة سويحان، يقول رئيس لجنة القرية التراثية والسوق الشعبي أحمد الحوسني: يجمع المهرجان كعادته كل ألوان الموروث الشعبي بكل مفرداته التراثية العريقة، وهو ما يجعله فرصة لمحبيه في استعادة ذكريات قديمة والتجول في أعماق ماضي الأجداد، حيث الحياة التي شكلوها وفق ظروفهم الخاصة، والتي أسست للجيل الحالي، ومنحت الضوء الأخضر للعمل والجد والاجتهاد حتى غدت الإمارات دولة المستقبل والإنجازات الحافلة، مشيراً إلى تسكين رواد السوق الشعبي بالكامل، إذ يبلغ عدد الدكاكين نحو 148 داخل خيمة المهرجان، وفي الخارج نحو 10 دكاكين، ولافتاً إلى أن السوق الشعبي يتميز بتنوع منتوجاته التراثية التي تعبر عن الماضي، والتي استطاع معرضوها أن يمزجوا الماضي بالحاضر. يؤكد الحوسني أن القرية التراثية تزخر بالحياة القديمة وشكلت واحة حقيقية تطل على الزمن القديم حيث بيت العريش والحظيرة والمقهى الشعبي وبيت الشعر وهناك كانت الحرفيات يغزلن قصص الماضي على الكاجوجة والنول، فالقرية واحة ظليلة لمن أراد أن يتعرف على الحياة الدقيقة للمواطنين في حياتهم الأولى وكيف طوعوا كل شيء في الطبيعة لخدمتهم. مقهى شعبي عند المقهى الشعبي الذي اتخذ شكله القديم تماماً كان الزوار يتجمعون حوله كل ينتظر دوره من أجل الحصول على كوب من مشروب الزعتر أو الزنجبيل وكذلك النخي. ويلفت المدرب التراثي عبدالله سيف القمزي إلى أن المقهى اتخذ شكله القديم في البناء وفيما يقدم للزوار، حيث كان موجوداً بهيئته الحالية في مناطق كثيرة من الدولة، مثل الشارقة ورأس الخيمة ودبي، وهو على حد قول القمزي لم يكن موجوداً في البادية لكنه من صنع أهل الحضر، وهو ملتقى للراحة والجلوس لحظات ممتعة للتلذذ بمشروب دافئ أو طعام ساخن محبب إلى النفس وفيه الناس كانوا يتبادلون الأحاديث فيما بينهم. القرية التراثية على بعد خطوات كانت القرية التراثية بكل مفرداتها تزهو بموروثها الأصيل، حيث كان الزوار يتنقلون بين بيت الشعر والحظيرة وبيت العريش ويجلسون تارة عند الحرفيات اللواتي يعطين للزمن الماضي مساحته في أذهان الناس، فضلاً عن الماهرات في الطبخ الشعبي اللواتي يقدمن للناس «الجباب واللقيمات» فترتفع الذائقة وتعرف أن للأطعمة الشعبية نكهتها الخاصة. ويبين الراوي التراثي فلاح بن بشر، أن بيت العريش كان يجمع مجالس الصيف نظراً لطبيعة تكوينه وبيت الشعر كان لمجالس الشتاء وأن القهوة العربية كانت هي سيدة المجالس تدار أكوابها فيحلو الكلام وتصفو الحياة. منتوجات الخوص دكان أم سلطان في السوق الشعبي كان له خصوصيته، حيث جمع ألواناً مختلفة من المنتوجات التراثية التي برعت فيها والتي لا تزال تتمسك بتراث الأجداد. وتذكر أم سلطان أنها منذ سنوات طويلة وهي تحرص على عمل منتوجات من الخوص والتلي فعرضت «السرود» بأشكال مختلفة وزاهية، وكذلك «الجفير» بصورة أخرى، وترى أن هذه الصناعة بالنسبة لها حياة تحافظ على ماضي الآباء والأجداد. تصوير ضوئي حمل محمد أسعد كاميرته وراح يلتقط صوره الخاصة بحثاً عن لقطات متميزة يستطيع من خلالها المشاركة في مسابقة «التصوير الضوئي»، خصوصاً أته يهوى التصوير ويجد في المهرجان فرصة لتفعيل موهبته، مؤكداً أن كل شيء فيه يشجع على اللقطة الحلوة ويعبر عن الماضي الأمر الذي يعطي المصور حافزاً لالتقاط الكثير من الصور المعبرة . طعم «الجباب» انتهز مقدم البرامج حسين العامري فرصة وجوده في المهرجان وجلس إلى إحدى السيدات التي تجيد طهي الأطعمة الشعبية وهو ينتظر أن يستسيغ طعم «الجباب» من يدها، وظل العامري منتظراً حتى انتهت من الطهي وتناول الطبق مؤكداً أن المهرجان هذا العام حافظ على تميزه وتألقه وأن الأطعمة الشعبية تشكل أهم الأنشطة التي تجذب الزوار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©