الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحب من يرعاها وتنفر ممن يتجاهلها!

تحب من يرعاها وتنفر ممن يتجاهلها!
2 ابريل 2009 23:50
تتميز سفن الصحراء التي تشارك في «سباقات الهجن» بصفات تميزها عن أقرانها من الجِمال، فبالإضافة إلى المهارة والقدرة الحركية وسرعة الجري، تتمتع بالإحساس العالي والشعور بتميزها عن أقرانها إذا قدمت أفضل ما عندها من سرعة وتحكم. وتحس بكل ما حولها وتشعر بمن يحبها ويرعاها، وتنفر ممن يتجاهلها ويضايقها! خلال التدريب أو السباق يحزن الجمل إن سبقه جمل أو ناقة وتقدم عليه وفاز! ويشمخ سعيداً حين فوزه، كما يألف بعض الهجن والبوش أكثر من غيرها، فيحب هذه وينفر من تلك. وكذلك الأمر فيما يخص البشر، فيدرك أن هذا زائر لطيف وذاك شرس، وينتبه أن فلاناً يحمل له بيديه الغذاء بينما الآخر لم يطعمه أو يربت على عنقه. كما يفرّق بين مالكه وسائسه ومضمره. وأسوة بأبطال مختلف السباق فإن للهجن برنامجاً تدريبياً وغذائياً تخضع له، يشير إليه علي بن سالم المنصوري (مالك ومضمّر هجن منذ عام 1985 ولديه عزبة منذ 20 عاماً، ويمتلك عشرات من الإبل حوالي 100 تتراوح ما بين «زمول وبوش وحوارات ومفاريد» بكافة الفـئات العمرية). حيث يقضي المنصوري جلّ وقته في العزبة يدرّب الجمال ويعدها للسباقات، إذ تشتهر بأنها تحصد المراكز الأولى في السباقات التي تقام في الدولة وخارجها. يقول: «يمر الجمل بعدة مراحل تدريب قبل أن يشارك في السباقات ويستحق الفوز ونيل الجوائز، وهي المشي، الخبيب، المغار، التفحيم. وكل مرحلة تحتاج نحو شهر تقريباً كي يتقنها الجمل ويصل إلى مرحلة «المركاض» وينافس على المركز الأول. حيث يصحو الجمل من نومه في الرابعة فجراً ليباشر يوماً حافلاً بالتدريب والتغذية والرعاية والاهتمام. فهناك أطعمة وأغذية معدّة خصيصاً لهجن السباق، منها: الجت، والحشيش، والشعير، والتمر، وخلطة مجموعة غذائية خاصة، إضافة إلى الماء والحليب والعسل. بينما ينهي يومه في التاسعة مساءً بالنوم في «شبك» داخل المزرعة». وبينما كانت كاميرا الزميل أنس قني تسعى خلف الهجن ملكة المسابقات وحاصدة الجوائز، كانت الهجن من خلال تحركاتها والتزامها بالتدريبات ومواعيد الطعام تروي لنا وقائع يومها. فهنا جمل ينشّ من نومه، وآخر ينخّ ليأخذ قيلولة، وآخر يمشط له السائس شعره ووبره، وآخر لا يزال لثامه على فمه، وآخر يتناول وجبة «الجت» وآخر يضع المضمّر له الشدّاد. فيما أدركَنا المنصوري ليخبرنا هذه المرة عن برنامج المضمّر، يقول: «ترتهن ساعات يوم المضمر وفق ساعات نوم الهجن وصحوها ومأكلها وتدريبها. ويظل متنبهاً إليها طيلة اليوم، لذا يحرص غالباً على (تكميمها باللثام) لئلا تأكل الأتربة والرمال، و(توثيق القدمين) لئلا تركض دون مضمرها، وهما عمليتان ضروريتان خلال تدريب الهجن حرصاً على غذائها السليم وصحتها الجسدية. كما نضع لها خلال السباق «شداد» يربط به الرجل الآلي «الركّاب» وكذلك «لحاف» يسبب تعرقها خلال التحمئة في التدريب والسباق، بحيث تدرك أن ارتداءها اللحاف يعني دخولها مرحلة التدريب». وبينما كنا نستعد للانصراف، رفع السائس اللثام عن فم إحدى الهجن، فأطلقت صوتاً لطيفاً لم نتيقن هل كانت تودعنا أم تخبرنا أنه حان موعد تناول طعامها!
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©