الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

صحة طالباني تتحسن وسينقل إلى ألمانيا

صحة طالباني تتحسن وسينقل إلى ألمانيا
20 ديسمبر 2012
هدى جاسم، وكالات (بغداد)- قال أحد أفراد الفريق الطبي المعالج للرئيس العراقي جلال طالباني أمس إن طالباني في حالة مستقرة وسينقل إلى ألمانيا خلال يوم للعلاج بعد إصابته بجلطة دماغية. واعتبرت القائمة العراقية بزعامة أياد علاوي أن تدهور صحة الرئيس بعد الجهود التي بذلها للإصلاح، تضع هذه الورقة في مهب الريح، فيما أكدت كتلة الأحرار الممثلة للتيار الصدري في مجلس النواب العراقي أن وضع العراق بات حرجاً بتدهور صحة رجل الإصلاح ووسط توترات داخلية وإقليمية. وقال مدير إعلام الرئاسة برزان شيخ عثمان في تصريح أمس “بعدما تبين أن صحة الرئيس تسير نحو الأفضل قررت الفرق الطبية، نقله إلى ألمانيا لتلقي علاج أدق وأعمق”. بدوره قال البروفيسور نجم الدين كريم الذي يشارك في علاج طالباني إن “وضع الرئيس تحسن وسينقل إلى ألمانيا غداً” الخميس، بينما رفض مدير إعلام الرئاسة حديد موعد لنقل طالباني. وأضاف كريم أن “الفريق الطبي الألماني أكد أن صحة الرئيس الآن مستقرة ويستطيع السفر إلى خارج البلاد”. وأدخل الرئيس العراقي إلى المستشفى مساء الاثنين إثر “طارئ صحي” وأجريت له سلسلة من الفحوص المختبرية والشعاعية التي أظهرت أن الوضع الصحي الطارئ ناجم عن “تصلب في الشرايين”، وفقا لبيان رئاسي، بينما ذكرت قناة “العراقية” الحكومية في خبر عاجل أمس الأول أن طالباني “تعرض لجلطة دماغية”. وكان برزان شيخ عثمان أكد في وقت سابق من أمس أن الرئيس العراقي “يسير نحو التحسن ويتلقى العلاج ويستجيب له”، مضيفا “أنه يتحسن ساعة بعد ساعة”. وتابع “الرئيس بحالة جيدة، ونتائج الفحوص تكللت بالنجاح التام واجتاز مرحلة الخطر”. وفي مؤتمر صحفي عقد في مستشفى الطب في بغداد حيث يرقد طالباني، أعلن الوكيل الأقدم لوزارة الصحة عصام نامق عن “وصول فريقين طبيين، فريق طبي إيراني متخصص، وفريق طبي متطور ألماني” للكشف على حالة الرئيس العراقي، كما أعلن عن زيارة مماثلة لفريق طبي بريطاني. وقال نامق إن رأي الفريق الطبي الإيراني والفريق الطبي الألماني “كان متطابقا مع رأي الفريق الطبي العراقي”، مضيفا “نؤكد أن هناك تحسنا”. ويعاني طالباني (79 عاما) منذ سنوات من مشاكل صحية، حيث أجريت له عملية جراحية للقلب في الولايات المتحدة في أغسطس 2008، قبل أن ينقل بعد عام إلى الأردن لتلقي العلاج جراء الإرهاق والتعب. كما توجه خلال العام الحالي إلى الولايات المتحدة وأوروبا عدة مرات لأسباب طبية. وشغلت الحالة الصحية للرئيس العراقي الأوساط السياسية والإعلامية، وقد زاره في المستشفى كبار قادة العراق، فيما تلقى مساعدوه اتصالات من قبل زعماء ومسؤولين عرب وأجانب، إلى جانب ممثلين عن المرجعيات الدينية في النجف، للاطمئنان على صحته. وجلال طالباني الملقب “مام جلال” أي “العم جلال” باللغة الكردية، هو أول رئيس كردي في تاريخ العراق الحديث. وانتخب طالباني رئيسا لمرحلة انتقالية في أبريل 2005 وأعيد انتخابه في أبريل 2010 لولاية ثانية لأربع سنوات، بعدما توافقت الكتل الكردية الفائزة بالانتخابات التشريعية آنذاك على ترشيحه. وبعدما ركز في ولايته الأولى على التهدئة مع جارتي العراق سوريا وإيران اللتين كانت تتهمهما الولايات المتحدة بدعم التمرد في العراق، عمل طالباني خلال ولايته الثانية على إبقاء الحوار مفتوحا بين الفرقاء السياسيين في ظل صراع مستمر على السلطة. ويؤدي طالباني مؤخرا دورا أساسيا في تقريب وجهات النظر بين الحكومة المركزية في بغداد وسلطات إقليم كردستان العراق لإنهاء الأزمة بينهما القائمة على خلفية تشكيل قوات حكومية لتتولى مسؤولية الأمن في مناطق متنازع عليها. وتقول المحللة الخبيرة في شؤون العراق ماريا فنتابي إن طالباني “عمل على التوسط لضمان إبقاء الحوار قائما بين الأكراد والحكومة المركزية”. وتضيف أن وضع طالباني الصحي “يجب أن يدفع بغداد وأربيل لإعادة التفكير في استراتيجيتهما والانتقال من التهديد بوقوع مواجهة عسكرية الى الحوار”. من جهته أكد مستشار القائمة العراقية هاني عاشور أن تدهور صحة طالباني بعد جهد تقريب وجهات النظر، ألقت ورقة الإصلاح في مهب الريح ولم يعد هناك أي أمل بالإصلاح، وأن الحديث الذي دار لأكثر من شهرين عن الإصلاح والاجتماعات الدورية التي عقدت بشأنها لم تكن سوى محاولة لتذويب موضوع سحب الثقة ولم تكن هناك أية جدية في هذا الموضوع ، مضيفا أن الأزمة مع الأكراد كان هدفها تفتيت فكرة الإصلاح . وأوضح ان سفر طالباني للخارج للعلاج في وعكته الصحية الأولى أودى بمشروع سحب الثقة والمؤتمر الوطني، ووعكته الثانية الحالية ستجعل الإصلاح منسيا لا وجود له، مما قد يدفع العراق إلى أزمات متتالية حتى موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، وهو ما يبدو أفضل وسيلة لمعالجة الأزمات بالأزمات. وأوضح أن الشعب العراقي دائما من يدفع الثمن، ولا نرى في الأفق حلولا أو تحسنا في الجانبين الأمني والخدمي وسط حالات من الفساد أضاعت عليه فرصه المستقبلية . من جانبها دعت كتلة الأحرار النيابية جميع الكتل السياسية وخصوصا التحالف الكردستاني ودولة القانون، لوضع حلول سريعة للمشاكل وفقا للدستور. وبين رئيس كتلة الأحرار النيابية بهاء الأعرجي أن الظروف التي يمر بها العراق، بدءا من أزمة صحة الرئيس فالأزمة الداخلية ثم أزمات المنطقة، هي حرجة وتتطلب تكاتف القوى وحل المشاكل بأسرع وقت .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©