الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«برنامج إثراء في متنزه الصحراء».. تجارب عملية تضع الطلاب في قلب الطبيعة

«برنامج إثراء في متنزه الصحراء».. تجارب عملية تضع الطلاب في قلب الطبيعة
9 فبراير 2014 21:31
أطلقت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، برنامج «إثراء في متنزه الصحراء»، للتعلم خارج أسوار المدرسة تحت شعار «انطلق وشارك واكتشف وتعلم خارج أسوار مدرستك»، والذي يستهدف طلبة جميع المراحل الدراسية من الروضة وحتى الثانوي، من المدارس الحكومية والمدارس الخاصة التي تطبق منهاج الوزارة، وكذلك المدارس الخاصة الأجنبية في إمارة الشارقة، وفي المناطق الوسطى والشرقية، بالإضافة إلى مدرسي ومدرسات مواد العلوم العامة مثل الأحياء والجيولوجيا. موزة خميس (دبي) - يستهدف البرنامج تقديم الدعم للمدارس من خلال توفير مصادر ووسائل التعلم الإثرائية الفعالة، والمتعلقة بمواضيع المناهج الدراسية، إضافة إلى تسهيل عملية إيصال المعلومات للطلبة عن طريق التطبيق العملي، للمواد التي يتعلمونها في المدارس، مما يؤدي لتحسين مستوى التعلم والبحث العلمي لدى الطلبة، حيث إن منتزه الصحراء يعتبر من المعالم البيئية التعليمية والتربوية الهامة في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، لأنه يضم مجموعة من المراكز العلمية الثقافية والترفيهية، والتي تتمثل في مركز حيوانات شبه الجزيرة العربية ومزرعة الأطفال ومتحف التاريخ الطبيعي والنباتي، الذي تضم أقسامه رحلة عبر إمارة الشارقة ورحلة عبر الزمن وحياة الصحراء والمياه الحية، والحديقة النباتية الصحراوية والمتحف النباتي. شريحة واسعة وتقول هنا سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، إن نتائج المسح الميداني كانت إيجابية، وقد استهدفت شريحة واسعة من المدرسي والمدرسات، ممن يدرّسون مواد العلوم العامة، ومنها الأحياء والجيولوجيا لمختلف المراحل الدراسية، في المدارس الحكومية والخاصة الأجنبية في إمارة الشارقة وضواحيها، وذلك بهدف استطلاع آرائهم ووجهات نظرهم بالنسبة لكل من المحاور الأساسية لذلك البحث الميداني، كما تلمست الدراسة مدى استعدادهم للمشاركة في تطبيق برنامج التعلم والتعليم الإثرائي خارج حدود أسوار المدرسة، من خلال استخدام مصادر التعلم البيئي الحيوي المتنوع والمتوفر في المراكز التابعة لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية. كما أظهرت أهم التحديات التي تواجه المعلمين تدريس مواضيع المنهج المقرر خلال العام الدراسي، وتوقعاتهم لإمكانية تحقيق أهداف البرنامج على أرض الواقع، وأظهرت أهم نتائج الدراسة التي شارك فيها 85 مدرسا ومدرسة من 53 مدرسة مختلفة، أن الأغلبية الساحقة من المشاركين أيدت فكرة ربط دروس المنهج بمصادر تعلم إثرائية خارج أسوار المدرسة، وأيدت وجهة نظر معظم المشاركين بشكل إيجابي، بأن التعلم خارج أسوار المدرسة أداة فعالة لدعم وإثراء المفاهيم الأساسية، والمتعلقة بموضوع الدرس، وأهم التحديات الرئيسية التي أجمعت عليها الأغلبية العظمى من المدرسين، تمثلت في تحديات عدة، منها قلة أو ندرة الرحلات العلمية الهادفة والمتعلقة بالمنهج، وضعف مستوى الدافعية والرغبة في الانتباه لشرح الدرس لدى أغلبية الطلبة. مهارات التعلم والطبيعة وتضيف السويدي، أن رؤية هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، تمثلت في دعم وتسهيل وإثراء ومساعدة مدرسي المواد العلمية مثل العلوم والأحياء والجيولوجيا، لإيجاد وتوفير مصادر ووسائل التعلم الفعال المحسوس، والمختصة بمواضيع دروس المنهج المتبع في المدارس بأنواعها، ويكمن في مساعدة الطلبة على فهم أسس المفاهيم العلمية الأساسية المتعلقة بالمواد العلمية الحيوية، وتسهيل عملية التعلم الذاتي وربط مهارات التعلم لدى جيل الطلبة بمقومات الطبيعة من حولهم، والاطلاع على مصادر تعلم حية ومتنوعة تتعلق بالدرس. مما يساعد على تحسين مستوى التحصيل الدراسي لهم. أيضا إثراء معلومات الطالب العلمية من خلال توفير وسائل التعلم الإثرائية المتنوعة، التي تتعلق بمفاهيم المنهج الدراسي، والتي من شأنها المساهمة في تحسين مستوى الدافعية للتعلم والبحث العلمي لدى الطلبة، وتنمية جيل على درجة عالية من النشاط الذهني المنفتح والفعال والمبدع، بحيث يكون مبتكرا ومحصنا بقيم الانتماء إلى الطبيعة، وإلى مبادئ الممارسات البيئية السليمة، التي تؤهله وتساعده على تحمل المسؤولية تجاه المحافظة على موارد البيئة والتنوع الحيوي فيها. أما بالنسبة للهدف العام، حسبما ترى السويدي فهو إثراء حصيلة المعلومات العلمية الأساسية لدى الطالب، من خلال الربط بين ما يتعلمه الطالب من مفاهيم ومعلومات علمية في الكتب المدرسية، عن مكونات البيئة والتنوع الحيوي وجيولوجيا الأرض، وبين الواقع البيئي الحيوي الموجود على أرض الواقع في المراكز العلمية التثقيفية، التي تتبع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، وهي مزودة بمصادر تعلم حية ومحسوسة وشيقة تتعلق بمواد المناهج العلمية. التعلم الترفيهي والمحسوس ويعد متنزه الصحراء من المعالم البيئية التعليمية والتربوية الهامة في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، حسبما تقول السويدي، لأنه يضم مجموعة من المراكز العلمية، الثقافية والترفيهية، والمتمثلة في كل من مركز حيوانات شبه الجزيرة العربية ومزرعة الأطفال ومركز إكثار وحماية الحيوانات البرية المهددة بالانقراض، ومتحف التاريخ الطبيعي والنباتي الذي يضم عدة أقسام متنوعة، ومنها رحلة عبر إمارة الشارقة وحياة الصحراء والحديقة النباتية الصحراوية وغيرها، وتعتبر مراكز الهيئة منهلاً ومصدر تعليم إثرائي شيقا لطلبة المدارس في مختلف المراحل الدراسية، من رياض أطفال إلى مرحلة التعليم الثانوي، ولتميزها بخصوصية توفير العديد من وسائل ومصادر التعلم الشيقة والمتنوعة، التي تدعم أسس ومهارات المفاهيم العلمية التي يجب أن يتعلمها الطالب في منهاج مواد العلوم العامة، مثل الأحياء والجيولوجيا والتاريخ الطبيعي. وترتكز هذه المراكز على منهج التعلم التفاعلي الترفيهي والمحسوس، من خلال الاستمتاع بمشاهدة النباتات المختلفة، والحيوانات الأليفة والحيوانات البرية النادرة والحيوانات المهددة بالانقراض، وبنفس الوقت التعرف عن كثب على أصناف النباتات البرية النادرة، والتصنيف العلمي لمجموعات الحيوانات والنباتات، ومراحل تطور حياة الإنسان وتطور منظومة الحياة النباتية، كما توجد مصادر أخرى للتعلم الداعم لمواد دروس المناهج العلمية. تجارب معلمي العلوم من خلال حديثنا مع معلمي العلوم الذين قاموا بتطبيق الدروس غير الصفية ضمن برنامج إثراء في متنزه الصحراء، وجدنا آراءً إيجابية، حيث قالت أسماء محمد «معلمة أحياء» في مدرسة واسط للتعليم الثانوي بنات، إنه مشروع رائد ورائع يثري المنهج حيث ينقل الطالب إلى بيئة طبيعية، فيتلقى المعلومة بنفسه من خلال النظر واللمس، وذلك يؤدي لترسيخ المعلومات بشكل أسرع، وفي مزرعة النباتات التي تعتبر مثل متحف تاريخي للنباتات، يجد الطالب بعض النباتات التي سمع عنها ولم يلمسها بيده متوفرة أمامه وحيه، ولذلك أجد نفسي مسرورة بتكرار الزيارة لأنها ليست مجرد رحلة علمية، ولكنها درس عملي وعلى الطبيعة يستفيد منه الطالب والمعلم. وترى المعلمة ميمونة المرزوقي «معلمة أحياء» في مدرسة الرفاع للتعليم الثانوي، أن طلاب وطالبات العاشر سوف يستفيدون كثيرا في علم البيئة، لأن البرنامج سوف يخدم المنهج، أما مراحل الثاني عشر علمي فلن يجدوا ما يمكنهم من خلاله التطبيق، ولكن طالبات الحادي عشر سيجدن الكثير في متحف النباتات، وأتمنى أن توفر الهيئة مرشدا علميا للشرح. ويقول محمد رفعت «معلم جيولوجيا» في مدرسة سيف اليعربي في كلباء: متحف التاريخ الطبيعي هو مكان مناسب ومفيد لمادة الجيولوجيا، وخاصة للوحدة التي سيدرسونها في شهر إبريل وهي العمود الجيولوجي، والتي تحكي عن العصور والأحقاب والكائنات، ولذلك سنرتب رحلات علمية في ذات التوقيت وذلك لتسهيل المنهج على الطالب، ومساعدة المعلم في عملية الشرح، كما سيستفيد الصف العاشر من متحف التاريخ الطبيعي في تعلم ما يخص الفلك والكواكب، ولذلك أجد برنامج إثراء مساعدا مهما لخدمة المقرر. جيل مبدع ومبتكر توضح هنا السويدي قائلة: نطمح لتنمية جيل من الطلبة على درجة عالية من النشاط الذهني المنفتح، بحيث يكون فعالا ومبدعا ومبتكرا، ولذلك تمت دعوة مدرسي ومدرسات مواد العلوم، الأحياء والجيولوجيا المرشحين لحضور اللقاء التعريفي بالبرنامج والتعرف عن كثب على مصادر ووسائل التعلم الداعمة لدروس المنهج بناء على خطة المنهج الزمنية المقررة للمادة العلمية من قبل وزارة التربية والتعليم لكل مرحلة دراسية، حيث تم الاتفاق مع المدرسين والمدرسات على خطة تحضير مسبقة خاصة بكل مدرسة مشاركة من حيث الدروس المختارة، الصفوف المستهدفة، تهيئة الطلبة للزيارة وأوراق العمل الخاصة بالدرس الذي سيتم تطبيقه في الموقع المحدد من قبل مدرس المادة والصف. مع تصميم جدول زمني خاص يتضمن مواعيد تطبيق الدروس في أحد مراكز منتزه الصحراء العلمية التابعة للهيئة بناء على استمارة التطبيق الفعلي الخاصة بكل مدرسة والتي تمت تعبئتها من قبل مدرسي المواد العلمية الذين حضروا فعاليات اليوم المفتوح للتعرف على البرنامج. كما توجد مرحلة للتقييم الذاتي لكفاءة خطة سير تطبيق البرنامج في المواقع المحددة من خلال استخدام استمارة تقييم خاصة بذلك تتضمن الصعوبات، المعوقات، النواحي الإيجابية والسلبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©