يعد برنامج ''منشد الشارقة'' الذي احتضنته قناة الشارقة الفضائية خلال رمضان الماضي، من البرامج الإنشادية المهمة التي استثمرت وبذكاء ما يمكن أن نسميه ''المناخات الروحية'' للشهر الفضيل، فبعيدا عن الجو الدرامي المشحون والمتخم بالمسلسلات والمسابقات والفوازير المتبخرة، استطاع (منشد الشارقة) ومنذ إطلالته الأولى أن يفرض نجاحه وحضوره، واستقطب جمهورا واسعا على المستويين المحلي والعربي، وتمتع البرنامج بالثراء والتنوع في فقراته، فاستطاع أن يمسك العصا من المنتصف، وأن يوازن بين رصانة المحتوى ومرونة الطرح، كما استطاع أن يخلق نوعا من التناغم السمعي والبصري بين جمالية الإنشاد ورغبة المشاهد في الابتعاد عن ضجيج الكليبات الصاخبة، خصوصا وأن البرنامج يعرض في فترة مشمولة بطابعها الروحاني الخاص والمستقل·
أما ملامح النسخة الثانية من (منشد الشارقة) نقرأها من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مؤخرا في مبنى قناة الشارقة الفضائية، وحضره خالد إسماعيل صفر مدير إذاعة وتلفزيون الشارقة وعدد من الإعلاميين و أعضاء لجنة الاختيار الأولية، بالإضافة لمجموعة كبيرة من المنشدين الذين استحقوا شرف الانضمام للبرنامج، ورحب مدير التلفزيون في بداية المؤتمر بالمنشدين وتمنى لهم التوفيق وتقديم ما هو مميز ومتجاوز من خامات صوتية وطاقات إنشادية في الدورة الثانية من البرنامج، وأشار (صفر) إلى أن برنامج (منشد الشارقة) ومنذ تبلور فكرته المبدئية، سعى إلى احتضان النشيد الهادف البعيد عن الإسفاف ومخاطبة غرائز المشاهدين، وهذا السعي لم يكن ليتطور ويتشكل نحو التألق والانتشار لولا دعم ومتابعة حاكم الشارقة، ليتحول البرنامج من مجرد فكرة على الورق إلى واقع حقيقي وملموس جماهيريا وإعلاميا·
وأكد (صفر) على أن نجاح الدورة الأولى خلق لدى فريق البرنامج حالة من الإصرار والتحدي الداخلي لتقديم الأفضل والأكثر توهجا في الدورة الثانية، وذلك رغم صعوبة تنفيذ الأفكار المطروحة للتطوير في هذا السياق، فزيادة عدد المتسابقين وصعوبة اختيار منشد واحد من كل دولة عربية، ساهم بدوره في صعوبة الخطوات الإجرائية، ولكن تم تجاوز كل هذه العقبات من خلال تعاون وتكاتف الفريق الإداري والفني التقني·
وعن عدد المشاركين والفقرات الجديدة في (منشد2 )، أشار (صفر) أن عدد المشاركين وصل إلى 16 منشدا يمثلون 15 دولة عربية هي (اليمن، مصر، سوريا، لبنان، الأردن، الصومال، السعودية، الجزائر، سلطنة عمان، العراق، الكويت، السودان، قطر، المغرب) بالإضافة إلى منشدين اثنين من دولة الإمارات·
وعن جديد الدورة الثانية مقارنة بالأولى أشار (صفر) إلى الأجواء الصيفية المرافقة لشهر رمضان هذا العام أدت إلى إقامة السهرات الأسبوعية للبرنامج بقاعة المدينة الجامعية بدلا من إقامتها في الهواء الطلق، أما السهرات اليومية فسيتم تنفيذها داخل استوديوهات التلفزيون·
وعن الجوائز المخصصة للفائزين أكد (صفر) أنها زادت إلى الضعف مقارنة بجوائز العام الماضي، كما سيتم تخصيص جوائز مستقلة للمنشدين الذين لن يحالفهم الحظ للدخول في الأدوار المتقدمة·
عدد اليوم
