مع شح البرامج الموجهة للأسرة والتي تتناول مواضيع حياتية نعيشها وتمر على يومياتنا، يطل برنامج عائلتي على قناة المستقبل ليقدم الكثير من التوجيه العملي· وتبتكر مقدمته سيبيل أسلوباً مميزاً وحيوياً من اللقاءات مع أخصائيين في مجالهم يقدمون المختصر المفيد· وفي حلقة تابعتها باهتمام لأنها جاءت بوقتها مع موسم الحر واللجوء إلى الماء والهواء، لفت نظري الحديث عن غرق الأطفال· هذه الخطورة التي تتجدد سنوياً مع قدوم أشهر الصيف حيث البحر وبرك السباحة أكثر الأماكن التي تقصدها الأسرة للاسترخاء والاستمتاع بالهواء الطلق·
وحتى لا يتحول الاسترخاء إلى تشنج دائم والاستمتاع إلى ندم لا يرحم، كان الحديث عن المسؤولية المطلقة التي يجب أن يستوعبها الأهل بمجرد أن يتخذوا قرار الذهاب إلى الشاطئ أو النادي· ولأهمية الموضوع الذي يرتبط مباشرة بصحة فلذات أكبادنا الذين لا نريد لهم أكثر من الخير والسلامة، شعرت بواجبي في نقل ما سمعته·
فهل تعلمون أن الغرق هو رابع سبب لوفاة الأطفال؟ وأن الطفل حتى عمر 5 سنوات مستعد للغرق بماء لا يزيد عمقه عن 4 سنتيمترات؟ وأنه إذا كان الكبار يغرقون خلال دقيقتين فالطفل غير قادر على المقاومة أكثر من 20 ثانية؟
النزهة الى البحر تعني الحذر الشديد واختيار بركة السباحة مكاناً للانتعاش يعني المراقبة المنتظمة· فهذان المشروعان العائمان على الخطورة، لا بد أن يجمعا بين الآباء والأبناء في الماء وخارجها· والكلام هنا كان موجهاً بالأخص للأمهات بألا يتلهين عن أطفالهن بالحديث مع الصديقات أو بحمام الشمس، لأن الغرق يقع بغمضة عين·
ومن القوانين التي سردت خلال الحلقة ويجدر التذكير بها: متابعة الأطفال لحظة بلحظة، منعهم من الركض حول الحوض، تحذيرهم من ركل الأطفال الآخرين من باب المزاح، عدم السماح لهم باللعب بالطابة واستعمال الدراجة الهوائية و الرولرز لما تشكله من خطورة في حال الانزلاق· مع التأكيد على ضرورة ترك مسافة كافية بين حوض السباحة وبين الطاولات والكراسي وعدم الأكل قبل النزول الى الماء· والأفضل على الإطلاق أن يضع الطفل سترة النجاة والعوامات، وأن يرافقه أثناء السباحة أحد الوالدين، على أن يكون هو نفسه يعرف السباحة وقادراً على إنقاذه عند الضرورة· وهنا إشارة مهمة إلى خطورة ترك الطفل في البحر أو داخل الحوض مع أخيه الأكبر (وهو طفل أيضاً) أو مع ابن الجيران أو حتى المربية أو الخادمة· فليس أحرص على الطفل من أمه وأبيه، لأن غرق الصغار- أبعده الله عنا وعنكم- يقع بدون تمكنهم من طلب النجدة والصراخ··· ولا التلفظ بكلمة ماما أو بابا .
نسرين درزي
nisso03@hotmail.com
عدد اليوم
