أكد محيي الدين أمزازي الوالي، المدير العام للشؤون الداخلية بوزارة الداخلية المغربية أن ''وزارة الداخلية تجمعت لديها في الأيام القليلة الماضية معلومات تفيد باحتمال وقوع عمليات إرهابية خطيرة''·
وقال أمزازي في تصريحات صحفية في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، إن الاجتماع الذي انعقد بمقر وزارة الداخلية يندرج ''في هذا الإطار''· وقد ترأس هذا الاجتماع وزير الداخلية شكيب بن موسى والوزير المنتدب بالداخلية فؤاد عالي الهمة بحضور مجموع الولاة ومسؤولي المصالح الأمنية·
وأضاف أمزازي أن هذا الاجتماع يروم أيضا ''تقييم هذه المعلومات ورفع درجة اليقظة والحذر إلى أعلى مستوى''·
وقال في هذا الصدد ''نحن الآن أمام تهديد من مستوى عال ''مشيرا إلى ضرورة '' الاستعداد لمواجهة هذا التهديد بنفس الدرجة وبنفس الأهمية ''·
ويهدف هذا الاجتماع أيضا - كما اشار أمزازي - إلى '' تدارس إمكانية تطوير التنسيق والتعبئة بين المصالح الأمنية والإدارات الترابية والنظر في الإمكانات الكفيلة بتعبئة المواطنين''·
وأكد على ''الدور الطلائعي والرائد الذي يلعبه المواطنون في مواجهة مثل هذه الظاهرات الخطيرة''·
وكان المغرب، قد وضع في ذروة موسمه السياحي ، قواته الامنية في حالة تأهب قصوى لمجابهة ''خطر ارهابي محدق''· وفي حين توجه المغاربة والسياح الاجانب في اعداد كبيرة الى شواطئ المملكة عقد وزير الداخلية شكيب بن موسى الليلة قبل الماضية اجتماعا مع كافة مسؤولي الاجهزة الامنية ليبلغهم بالمخاطر المرتبطة بوقوع اعتداء ارهابي·
وبررت الوزارة في بيان لها قرارها ''رفع درجة التأهب إلى الحد الأقصى'' للتصدي ''للخطر الإرهابي الواضح الذي يتهدد بلادنا حاليا بناء على معلومات موثوقة'' وحثت ''مصالح الأمن على مضاعفة درجة اليقظة''· وشددت الوزارة على ضرورة توعية السكان بالمخاطر التي تهددهم بقولها انها ''تسعى من خلال الإطلاع المستمر للمواطنين على المخاطر المحتملة والتدابير المتخذة، الى تحسيس السكان أكثر ما يمكن من أجل الحفاظ على مستوى التعبئة''· واضافت ان ''تعزيز الإجراءات الأمنية الذي سيفرضه رفع مستوى التعبئة سيتم من خلال عمليات مراقبة إضافية وانتشار افضل لقوات الأمن''· لكن الوزارة لم توضح طبيعة تلك المخاطر الارهابية واكد محمد ظريف المتخصص في الحركات المغاربية المتشددة ان ''هذا المنهج الوقائي ناجم عن الاجواء الاقليمية والوطنية''· وقال ان ''استنفار اجهزة الامن المغربية ناجم عما جرى مؤخرا في بريطانيا والاعتقالات في اسبانيا''· واضاف ان عناصر اخرى دفعت بالسلطات المغربية الى هذا التحرك· وان متشددين مغاربة توعدوا في شريط فيديو بثه ما يسمى بتنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي'' مؤخرا، بمهاجمة المملكة· وكثف المسؤولون الامنيون المغاربة مؤخرا اتصالاتهم بنظرائهم الغربيين· وزار مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي (اف·بي·اي) روبرت مولر الرباط والوزير الالماني المنتدب اوجست هاننج للبحث في التعاون في مجال مكافحة الارهاب·
واعلنت اخر حالة تأهب قصوى خلال فصل الربيع وشهدت الدار البيضاء عاصمة المملكة الاقتصادية احداثا في 11 مارس و10 و14 ابريل الماضيين عندما فجر ستة انتحاريين انفسهم بينما قتلت الشرطة سابعا عندما كان يتأهب لتفجير حزامه الناسف· وقتل شرطي واصيب 45 شخصا بجروح تسعة منهم خطيرة، وفق الحصيلة الرسمية لتلك الاحداث·
وقال محلل امني ''اظن ان السلطات اعتقلت احدا وحصلت على معلومات دقيقة· هذه المعلومات عززتها معلومات مخابرات واردة من الحلفاء الغربيين للمغرب·'' وصرح دبلوماسي غربي كبير بان اكثر التكهنات انتشارا بين زملائه هي ان السلطات المغربية تخشى من احتمال وقوع هجوم انتحاري في ذروة الموسم السياحي الصيفي· وقال''ليس لدينا معلومات دقيقة بشأن ذلك ولكنه السيناريو الذي يتحدث عنه بكثرة الدبلوماسيون الاجانب هنا·'' وتأمل الحكومة ان تكون السياحة قطاع نمو رئيسي وتستهدف اجتذاب عشرة ملايين سائح بحلول عام 2010 مقابل 6,5 مليون سائح حاليا لتوفير فرص عمل وزيادة عائدات العملة الاجنبية·
عدد اليوم
