الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيران تكسر الحصار بالاتجاه نحو أفريقيا

إيران تكسر الحصار بالاتجاه نحو أفريقيا
7 يوليو 2007 22:19
الطبيعة الخاصة للدور الإيراني، جملة شائعة الاستخدام لتوضيح الوجود الإيراني في مناطق مختلفة من العالم، سواء في العراق أو المشرق العربي أو أفريقيا· وثمة فارق جوهري بين الوجود الطبيعي والنفوذ المتزايد، وهو ما تشير إليه حالة العلاقات الإيرانية مع بعض الدول الأفريقية· وفي ورشة عمل بعنوان ''الدور الإيراني في أفريقيا وانعكاساته الإقليمية'' التي نظمها المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية بالقاهرة، أكد اللواء د· عادل سليمان مدير المركز أن الاهتمام الإيراني بالقارة الأفريقية يعود إلى عقود الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي عقب استقلال الدول الأفريقية، حيث بدأت إيران إقامة علاقات دبلوماسية مع دول القارة· وبعد قيام الثورة الإسلامية تراجعت العلاقات الإيرانية الأفريقية بسبب انشغال إيران في حربها مع العراق حتى عام 1988 ومع بداية التسعينيات عاد الاهتمام الإيراني بأفريقيا· ويرى سليمان أن أهمية القارة الأفريقية لإيران تمثل رد فعل للحصار والمقاطعة التي تمارسها الولايات المتحدة ضدها، إضافة إلى الاعتبارات الاقتصادية، حيث تحتفظ أفريقيا باحتياطيات ضخمة من المواد الخام الطبيعية، ويمكن استخدامها كسوق لتسويق المنتجات الإيرانية· ويؤكد سليمان أن إيران سعت لإقامة العديد من المشروعات المشتركة مع بعض الدول الأفريقية خاصة في مجال النفط والطاقة، مشيراً إلى سعي إيران لإنشاء تكتل وسوق تجارية بين الدول الأفريقية والآسيوية، تكون طهران طرفاً فيها· ويقول الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية د· محمد عبدالسلام إن السنوات الأخيرة شهدت تصاعداً غير مسبوق للعامل الإيراني في الشرق الأوسط، فقد تجاوزت إيران كل الحدود التقليدية التي أحاطت بها خلال العقود الثلاثة الماضية لتتحول إلى أحد أهم العناصر المؤثرة في التطورات الإقليمية، بحيث لم يعد من الممكن تجاهل الدور الإيراني في التعامل مع القضايا المثارة حالياً كالعراق ولبنان وفلسطين· وذكر عبد السلام أن إيران شهدت تحركات واسعة النطاق في دوائر خارجية مختلفة، في إطار تصور إيران لدورها الإقليمي أو دورها العابر للأقاليم في بعض الأحيان· وارتبطت تلك التحركات بتدخلات مباشرة في الشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة، على نحو يتجاوز ما هو مفهوم بالنسبة لخدمة المصالح القومية الإيرانية، ويثير نقاشات واسعة حول أبعاد الدور الخارجي الإيراني، مضيفاً أن إيران تولي اهتماماً خاصاً للقارة الأفريقية، وهو ما يظهر في كثافة التحركات السياسية والدبلوماسية وحجم الاستثمارات الاقتصادية وتوزيعها· ويؤكد عبد السلام أن أفريقيا ساحة جديدة لإيران لمواجهة المحاولات الأميركية الرامية إلى محاصرة طهران وعزلها دولياً، حيث إن أحد أهداف السياسة الإيرانية في أفريقيا نشر مبادئها وتوجهاتها والترويج لها وجذب التعاطف معها· ويقول أستاذ الدراسات الإيرانية د· مدحت أحمد حماد إن أفريقيا تحتل مكانة خاصة لدى إيران؛ لأنها تشكل بوابة الخروج الحر نحو العالم عبر المياه الدولية، ونطاقاً جغرافياً يمكن أن تلتف به حول دول الجوار الجغرافي في اتجاهين أساسيين هما الغرب والجنوب الغربي، وتوفر لها محطات تجارية وغير تجارية على المحيطين الهندي والأطلنطي· وأوضح حماد أن المؤشرات الاقتصادية خير كاشف للأهمية الاستراتيجية التي تحظى بها منطقة القرن الأفريقي بالنسبة لإيران، حيث تتم 95 % من تجارتها عبر الطرق البحرية، و95 % من وارداتها وصادراتها النفطية عبر مضيق هرمز ومنطقة القرن الأفريقي تحظى بأهمية استراتيجية؛ لأنها في منتصف الطريق الممتد من مضيق هرمز شرقاً وحتى قناة السويس والبحر المتوسط غرباً· وأشار إلى أنه ثمة اعتقاد مفزغ للإيرانيين وهو أن حدوث خلل أو اضطراب في منطقة القرن الأفريقي يؤثر مباشرة على النشاط الاقتصادي الإيراني المرتبط بالسواحل، حيث يتعرض تسعة عشر ميناءً إيرانيا لمخاطر· ومن أبرز ملامحه الشراكة الصينية الأفريقية وقرار الولايات المتحدة إنشاء قيادة عسكرية جديدة بأفريقيا والتحرك الهندي السلحفائي الناعم نحو أفريقيا والحلم والترقب الروسي نحو استعادة النفوذ الضائع· وهناك وفقاً لحماد تعاون بين إيران والدول الأفريقية خاصة في مجالات الطاقة والمياه وتطوير سبل الاتصال البحري والجوي وزيادة الاستثمارات الإيرانية في أفريقيا علاوة على إنشاء المجلس الإيراني الأفريقي لتنفيذ البرامج المشتركة وإنشاء صندوق تنمية ''إيران - أفريقيا''، وتخصيص منح دراسية لطلاب من دول شرق وجنوب أفريقيا للدراسة في الحوزة العلمية الدينية في قم· وبلغ عدد الطلاب الذين درسوا في قم حتى 2005 حوالى 600-700 طالب، علاوة على قيام إيران بإنشاء مراكز ثقافية في بعض الدول الأفريقية· ودعا حماد إلى إنشاء منظمة إقليمية جديدة تضم دول الخليج العربي ودول القرن الأفريقي، بحيث يمكن لهذه المنظمة التنسيق التام والمحافظة الكاملة على المصالح الاستراتيجية الخاصة بدول هاتين المنطقتين، ويمكن البدء بعد لقاءات تمهيدية تضم إيران واليمن والسعودية وإثيوبيا ومصر على أن يضم إليها الصومال بمجرد قيام حكومة مركزية قوية فيه وإنشاء لجنة تضم هذه الدول لضمان الملاحة البحرية· كما طالب مصر بإنشاء فروع لبعض جامعاتها خاصة جامعة الأزهر في دول حوض النيل والقرن الأفريقي·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©