تعود الكرة الفيتنامية الى الساحة الآسيوية بعد أن ابتعدت لسنوات طويلة بسبب الحرب والمشكلات السياسية التي استنزفت البلاد، وتعد مشاركة منافسنا غداً ضمن المجموعة الثالثة بعد أن خاض غمار البطولتين الأوليين عامي 1954 و·1960
ويطمح الشعب الفيتنامي الى دخول مرحلة جديدة تعيده الى التواجد بالتظاهرات الكروية الكبيرة وتفك عزلته التي تواصلت طويلاً، لذلك فإن المشاركة الثالثة يدخلها منتخب فيتنام متسلحاً بمؤازرة جماهيرية كبيرة لدفع كرة بلادهم الى تحقيق الانطلاقة والتطور·
وتختلف هذه المشاركة عن الدورتين الماضيتين لأن الجيل الجديد من اللاعبين اثبتوا امكاناتهم مع المنتخب الاولمبي وحققوا المرور الى الدور الثاني من تصفيات اولمبياد بكين، ويسعون الى ان يكونوا الحصان الأسود في المجموعة الثانية ومفاجأة البطولة· ومنح النمساوي الفريد ريدل مدرب المنتخب الفيتنامي ثقته في 12 لاعباً من المنتخب الأولمبي للمشاركة في نهائيات امم آسيا بعد ان اكد أن هؤلاء اللاعبين يملكون المستوى الفني المطلوب، ولهم تجربة طويلة مع المنتخب الاول، وشاركوا في العديد من المباريات الدولية، واكتسبوا الخبرة المطلوبة، وبالتالي لا يوجد داع لعدم ضمهم·
ويحاول منتخب فيتنام ترك بصمة في هذه البطولة التي يستضيفها على أرضه بعد أن كانت مشاركاته الماضية محتشمة، ففي النسخة الأولى شاركت فيتنام إلى جانب كوريا الجنوبية وإسرائيل وهونج كونج، فخسرت في المباراتين الأوليين، وتعادلت مع هونج كونج، وحلت رابعة وأخيرة·
وفي النسخة الثانية عام 1960 كان مصيرها المركز الرابع والأخير أيضاً في الدورة التي شاركت فيها إلى جانب إسرائيل وتايوان وكوريا الجنوبية، وكان منتخب فيتنام على وشك تدوين اسمه كأحد المنتخبات الواعدة في القارة الآسيوية عندما أحرز لقب بطل النسخة الأولى من دورة جنوب شرق آسيا عام 1959 قبل أن تبعده الحرب والأزمات السياسية فترة طويلة عن البطولات·
وانتظر الفيتناميون حتى تصفيات الدورة الحادية عشرة للعودة إلى منافسات كأس آسيا، لكنهم حلوا في المركز الثاني خلف كوريا الجنوبية، وفشلوا في حجز بطاقتهم، وأيضاً في الانضمام إلى كبار القارة الآسيوية في الدورتين التاليتين في لبنان 2000 والصين ·2004
وبالتالي تبدو الظروف اليوم مختلفة تماماً عن المشاركات الماضية، باعتبار ان الحدث يقام على ارض فيتنام وسط الجمهور المولع بكرة القدم والذي يتابع منتخبه بدقة، حيث يعول المنظمون على جعل هذه البطولة بمثابة الدفعة المعنوية لكرة فيتنام حتى تلتحق بالركب وتساير بقية الدول المجاورة لها من تطور على مستوى التجهيزات والبنية الرياضية، وعلى المستوى الفني ايضاً والنتائج والمشاركات·
اهتزت سمعة الكرة الفيتنامية في العام الماضي بعد ضلوع عدد من لاعبي المنتخب الاولمبي في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات في بطولة جنوب شرق آسيا، مما أدى إلى توقيف أربعة لاعبين أبرزهم المهاجم بام فان كويين الذي حكم عليه بالسجن لمدة عامين وابعد عن الملاعب لأربعة أعوام·
وكان المنتخب الفيتنامي يملك لاعبين على أعلى مستوى وحصلوا على عروض للاحتراف في اليابان و كوريا الجنوبية، وانتظرت منهم الجماهير الكثير، لكن فضيحة تورطهم في الرشاوى من احد المراهنين لضمان عدم فوز فيتنام باكثر من هدف على مينمار خلال دورة الالعاب الآسيوية الجنوبية أدت الى القاء القبض عليهم·
وتشوهت صورة كرة القدم الفيتنامية في فترة سابقة ايضاً بسبب مسلسل فضائح الفساد، ومنها التلاعب بنتائج المباريات مقابل الحصول على مبالغ مالية، حيث تخسر بعض الفرق مبارياتها في الدوري الفيتنامي لضمان بقاء فرق أخرى بعينها في المسابقة بدلاً من الحصول على المال مقابل التساهل في المباراة، واتهم رئيس الاتحاد الفيتنامي بعض الفرق بأنها تخسر مبارياتها عمداً لمساعدة فرق أخرى وإنقاذها من الهبوط للدرجة الثانية·
واعتبر المسؤولون عن الدوري الفيتنامي ايضاً أنه بالرغم من عدم حصول الفرق المتلاعبة بنتائج المباريات على مقابل مالي فإن هذه العملية تبدو غير ممنوعة طبقاً لقواعد كرة القدم، ومن هنا لا يستطيع أحد إيقافها في الكرة الفيتنامية·الفضائح أثرت على سمعة المهتمين بكرة القدم الفيتنامية وجعلت اتحاد الكرة يحاول تصحيح صورته من خلال هذه البطولة الاسيوية والظهور بمظهر جيد لفتح افاق جديدة امام الاندية واللاعبين والجماهير تكون بمثابة بوابة أمل لواقع جديد·
عدد اليوم
