الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شــــعراء المهجـــر يســتذكـرون نـازك الملائكــة

شــــعراء المهجـــر يســتذكـرون نـازك الملائكــة
7 يوليو 2007 22:07
بعد خمس ليالٍ شعرية عربية استضافت فيها شعراء 10 بلدان عربية في الأشهر الخمسة الماضية في إطار فعاليات ''الجزائر عاصمة الثقافة العربية''، نظّمت''المكتبة الوطنية الجزائرية'' الليلة الشعرية السادسة التي خصصتها لشعراء المهجر هذه المرة، وذلك على هامش ''الملتقى الدولي الأول للكتاب العرب بالمهجر'' الذي احتضنته الجزائر مؤخراً· وشارك في هذه الليلة 14 شاعراً عربياً يعيشون في مختلف دول العالم، وكذلك 5 شعراء جزائريين مقيمين· وخلافاً لليالي الخمس السابقة، فضَّل مدير المكتبة الجزائرية أمين الزاوي إقامة هذه الليلة خارج المكتبة وبالضبط أمام مغارة ''سيرفنتاس'' التي سُجن فيها الشاعر الإسباني الشهير سنة 1575 في عهد الحكم العثماني بالجزائر لمدة أربع سنوات استغلها في كتابة روائع أشعاره، وقال الزاوي: ''إن هذه الليلة مرفوعة إلى الشاعرة الكبيرة الراحلة نازك الملائكة''· جلساتٌ للحنين افتتح الشاعر العراقي الكبير صلاح نيازي الليلة بقصيدة ''واجهات إسبانية'' التي تطرق فيها إلى الصراع على البحر للسيطرة عليه؛ لأنها تعني السيطرة على الكرة الأرضية، وهي إحالة ذكية إلى الحروب البحرية الشرسة التي خاضها البحارة العثمانيون مع الإسبان ومختلف الأساطيل الأوروبية في البحر المتوسط في القرون الماضية، فبدت بذلك القصيدة منسجمة مع طبيعة المكان، أي مغارة سيرفنتاس، وكأنه يريد القول: ''إن الشاعر الإسباني الكبير ذهب ضحية هذه الصراعات والأطماع التوسعية''· وألقى بعده الشاعر الجزائري عاشور فني بعض أشعاره، وتبعه الشاعر السوري المقيم بفنلندا حسين الشيخ بقصيدة ''لستَ وحيداً'' عن الغربة وآلامها، ثم المغربي محمد الصالحي بقصيدة ''مقاطع'' وأهداها إلى الشاعر العراقي سركون بولص، وتناولت جانباً مما يعيشه العراق حالياً، وألقى الشاعر السوري نوري الجراح ومضة شعرية خفيفة، وترك المجال للشاعر الجزائري بوزيد حرز الله ليلقي قصيدة غزلية، ثم شد الشاعر العراقي عبد الكريم كاصد الأنظار بقصيدة ''البركان العدني'' من ديوانه ''وردة البيكاجي'' وقال قبل قراءتها: ''ما أغرب الحياة والشعر، القصيدة التي أقرأها أمام مغارة سيرفنتاس هي عن رامبو الذي كان بيته أمام بيتي في منفانا المشترك باليمن''· وصعد إبراهيم المصري إلى المنصة ليلقي قصيدة ''وحيد القرن'' من ديوانه ''مقتطفات البيرة'' عن حياة الغربة وما تفعله بالإنسان وكيف ينسى همومه فيزداد ضياعاً ويتعاظم حنينه إلى الوطن، ثم تلاه الشاعر العراقي المقيم بالدنمارك منعم الفقير بأربع قصائد ومضى يقول في إحداها:'' لن تجعلوا/ من فمي زنزانة/ يقضي فيها/ لساني/ الفم وطنُ الكلمة والأذن منفاها''· قراءات متنوعة عاد الحاضرون إلى جوِّ الغزل بقصيدة ألقاها الشاعر الجزائري عبد الرزاق بوكبة، ثم قرأ الشاعر السوري بشير البكر قصيدة ''وطن'' المملوءة بدورها بمشاعر الحنين وألم المنفى، وقرأ شاكر لُعيبي قصيدة ''اكتمال المروءة'' ثم ألقى صلاح الحمدان، قصيدة بعنوان ''الرجل المجهول'' يقول فيها: ذات يوم ستنتهي الحرب/ ويعود المنفيون/ ستكثر الحكايات/ وتقام الولائم/ سيكذب البعض/ ويبالغ البعض الآخر/ أما أنتَ/ ستعلق ذاكرتك فوق مشجب الأيام/ تسترق السمع/ فيك العراق يحيا/ وفيك العراق يموت/ لا زائر يعرفك/ لا مارّ، لا فصول/ وحيداً/ تتطلع فيك الوجوه''· وكانت نصيرة محمدي من الجزائر الشاعرة الوحيدة هذه الليلة، وألقت مجموعة من قصائدها القصيرة، وتلاها عبد الله حمادي من الجزائر بقصيدة غزلية قدَّم لها بمقولة: سيرفنتاس، حيثما يكون الشعر، لا يمكن أن تكون هناك أشياء قبيحة''· وبعدها جاء دور معاناة الفلسطينيين بقصيدة ''نحن والصراصير'' التي ألقاها نجوان درويش تحدث فيها عن رفض الفلسطينيين لـ''الصراصير'' في البداية ومحاولتهم القضاء عليها، لكن شراسة ''الصراصير'' جعلتهم يغيرون قناعاتهم بعد أن صارت ''شريكاً'' لهم في البيوت· وعاد سلام سرحان إلى الأوضاع في العراق قبل أن يختتم الشاعر الفلسطيني محمود صبح الجلسة الشعرية بقصيدة مؤثرة عنوانها ''آهٍ غرناطة'' عن المنفى والاحتلال وكيف تسير فلسطين نحو الضياع، كما سارت غرناطة من قبل إن لم يتداركها العرب· التجارب الحياتية وانتهت الليلة بعد ساعتين من الإلقاءات الشعرية بتكريم الزاوي خمسة شعراء وهم: صلاح نيازي، وعبد الكريم كاصد، ونوري الجراح، وشاكر لعيبي، ومحمود صبح، لقاء جهودهم الجليلة لتطوير الشعر العربي، ومنحهم لوحات فنية للفنان التشكيلي الجزائري فؤاد ومَّان مرتبة على قصيدة للأمير عبد القادر عن الشِّعر وحياة البادية، كما أعلن تكريم باقي المشاركين لاحقاً· وقد أعرب صالح الحمداني (27 مجموعة شعرية بالعربية والفرنسية) لـ ''الاتحاد'' عن سروره بهذه الليلة الشعرية العربية، إلاَّ أنه قال: ''إنه من المتعذر تقديم الشعراء لأبرز قصائدهم في خمس دقائق''، كما لم يستسغ قيام الشعراء الجزائريين الشباب بإلقاء قصائد غزلية كانت تسير في اتجاه مناقض لأجواء الليلة التي كان يغلب عليها التغني بالأوطان ومشاعر الحنين وألم المنفى، ولم تكن القصائد الغزلية منسجمة مع هذا الجوِّ تماماً، والخلط بهذه الطريقة يسيء إلى الشِّعر· ونبَّه إلى أن الجزائر، بمبادراتها الثقافية والأدبية المختلفة ومنها جمع كتَّاب المهجر وإقامة ليالي الشعر العربي··· بدأت تسحب البساط من تحت أرجل المشرق· أما منعم الفقير (14 مجموعة شعرية)، فقال: ''إنه من المهمِّ أن يلتقي شعراء المهجر والمنفى بعد سنوات طويلة من العيش في بلدان متفرقة، وأن يستمعوا إلى بعضهم البعض، ويطلعوا على آخر نتاجاتهم وحتى أماكن إقاماتهم وينسقوا جهودهم''· بينما قال الشاعر المغربي الشاب محمد الصالحي: ''إنه مسرور بلقاء شعراء كان يقرأ لهم منذ زمن بعيد، وكانت القراءة متنوعة، إذ ظل بعضها وفيًّا للقصيدة العربية القديمة مع بعض التوابل الحداثية، واعتمدت قصائد أخرى التجارب الحياتية كمنبع للإيقاع الشعري مُحاوِلة بذلك خلق بديل لغوي وإيقاعي وأسلوبي بعيداً عن رنين الأصوات والقوافي، بينما كانت هناك قصائد قليلة مزجت بين الاثنين''·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©