الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطلاب الموهوبون ثروة وطنية واعدة على طريق «رؤية أبوظبي 2030»

الطلاب الموهوبون ثروة وطنية واعدة على طريق «رؤية أبوظبي 2030»
5 فبراير 2012
هُناك من يقول إنَّ الأطفال أو الطلاب الموهوبين والمتفوقين لا يحتاجون إلى اهتمام خاص، لأنهم يستطيعون أن يتدبروا أمرهم بأنفسهم، وسيكونوا متقدمين على أقرانهم دون أي برامج أو إجراءات خاصة بهم. هذا القول لا ينطوي على موضوعية علمية في مطلقة، لأن الموهوبين والمتفوقين من الطلاب يحتاجون إلى رعاية تربوية خاصة، شأنهم في ذلك شأن أقرانهم من فئات الإعاقة المختلفة، فالبرامج والمناهج الدراسية الموجهة للطلاب الموهوبين والمتفوقين تسعى إلى تنمية مواهبهم وقدراتهم والعمل على زيادتها واستثمارها، فالتربية الخاصة تقوم على أساس تلبية حاجات الأشخاص التربوية الذين ينحرفون عن المتوسط - عامة الطلاب - إلى أقصى درجة ممكنة تسمح بها قدراتهم وإمكاناتهم، إذاً تربية الموهوبين والمتفوقين وتقديم الخدمات التربوية والنفسية التي يحتاجونها يجب ألا تعتبر مناقضاً لمبدأ تكافؤ الفرص أمام الجميع، فكونهم موهوبين أو متفوقين أو مبدعين لا يعني انتفاء المشكلات من حياتهم. فالطالب الموهوب بلا شك، ثروة وطنية غالية، وكنز لأمته وعامل من عوامل نهضة مجتمعه في مجالات الحياة العلمية والمهنية والفنية، ومن ثم فإن استغلال قدراته استغلالاً تربوياً يعد ضرورة حتمية». تسعى المجتمعات والأمم والبلدان المتقدمة للكشف عن هؤلاء المتفوقين والموهوبين والمبدعين ورعايتهم، فلقد أدركت تلك أن قدراتها إنّما تعلو بموهوبيها ومبدعيها، وأنها تتقدم على غيرها من الدول بعقول علمائها ومفكريها ومخترعيها، فالثروة البشرية أفضل نفعاً وأعم فائدة، وأكثر عائداً من جميع الثروات المادية الأخرى إذا ما ارتقى إعدادها، وأحسن استغلالها. إن الاهتمام بالمتفوقين والموهوبين لا يقتصر على توفير البرامج التربوية والتعليمية التي تهتم بتنمية قدراتهم العقلية والذهنية، ولا يقتصر على سن القوانين والأنظمة والتشريعات التي تنظم حياتهم وتسهل التعامل معهم، بل إنه يتعدى ذلك إلى رعايتهم نفسياً وجسمياً واجتماعياً ووضع البرامج الإرشادية والتوجيهية التي تضمن لهم نمواً نفسياً وجسمانياً واجتماعياً متكاملاً يحقق الشخصية السوية المتكاملة في جميع جوانبها. وقد أطلقت وزارة التربية والتعليم، ومجلس أبوظبي للتعليم، في الآونة الأخيرة عددا من المبادرات والبرامج الخاصة برعاية الطلاب الموهوبين في المدارس الحكومية تماشياً مع المشروع الوطني لرعاية الموهوبين من خلال توفير كفاءات وخبرات مميزة في هذا المجال، والعمل على تنمية مهارات وأدوات المعلمين المختصين في تعليم هذه الفئة، بما يساعدهم على الاكتشاف المبكر لهم ورعايتهم، وصياغة برامج لرعاية الموهوبين ومعلمي غرف المصادر، ومعلمي التربية الخاصة، وموجهي التربية الخاصة، وموجهي ومعلمي المواد، ومساعدة المعلمين في امتلاك المعارف والمهارات والخبرات ذات العلاقة بميدان تربية الموهوبين، وتلبية احتياجات المجتمع وإمداده بالخبرات والقيادات التربوية الرفيعة، وتقديم برامج مهنية وأكاديمية متطورة من حيث الشكل والمضمون والمساهمة في تطوير منظومات التربية والتعليم في الدولة. نماذج مشرقة راشد جمال الدوسري، طالب في الصف الخامس الابتدائي، يتطلَّع أن يصبح مهندساً للطيران، نموذج للطالب الموهوب المتفوق في دراسته في كافة أفرع المواد الدراسية، ولا يعرف غير الترتيب الأول، شارك ورشح لجائزة حمدان بن راشد للتفوق العلمي، ويجمع بين أكثر من هواية، فضلاً عن تميزه الشديد بالتفكير العلمي المنظم، واستثماره وتنظيمه لوقته بشكل ملفت، ولا تختلف عنه كثيراً شقيقته الموهوبة أسماء راشد، التي تحقق معدل درجات نهائية في كل المواد، وتتمنى أن تصبح طبيبة، إلى جانب تفوقها الدراسي، تهوى الرسم، والسباحة، والكاراتيه، والشعر، والإلقاء، والغناء والموسيقى، بل تحرص أن تتعلم من أمها فنون المطبخ. أم راشد «والدة راشد وأسماء»، دائمة متابعه لدراستيهما، وتحرص على التعاون مع المدرسة، وتشرف على تنظيم وتنسيق وقت أبنائها ومتابعة كل كبيرة وصغيرة في حياتهما، وترى أن للأسرة الدور الفاعل في الحفاظ على تفوق الأبناء وتميزهم الدراسي». أما سناء صابر، وفرح ماهر، وسارة محمد، طالبات موهوبات ومتفوقات دراسياً، بمدرسة النهضة الوطنية للبنات، أعددن مشروع «روبوت» باسم «المدينة الخضراء» شاركن به بمسابقة أولمبياد الروبوت العالمي، وحققن به المركز 32 على مستوى الدولة، وتأهلن ليربحن المركز الثالث عالمياً في عام 2010 ليلخصنّ فيه كيف يمكن أن يستغل الطاقة الشمسية بما يخدم البيئة التي نعيش فيها من خلال التخلص من النفايات، وإعادة تدويرها، وإقامة السدود لتوفير المياه، وتشغيل المصانع بطريقة آمنة وبديلة باستعمال الطاحونة الهوائية، وكيف نجعل من البيئة التي نعيش فيها بيئة صحية خالية من التلوث، كل ذلك عن طريق الكمبيوتر، كما شاركت الطالبات لايبازايجام، وأليزا شاهد، وفاطمة أصغر أيضاً بمشروع آخر يحمل اسم «مساعدة ماما» يلخصن فيه كيف يمكن للربوت أن يقدم المساعدة الممكنة للأم داخل البيت. وتعلِّق لاكشمي كومار، منسقة الكمبيوتر أنها صاغت الفكرة وناقشتها مع الطالبات الموهوبات اللاتي عرفن بولعهن بالحاسب الآلي، وتم وضع خطة للعمل وتنظيف وتجهيز الأدوات وتذليل الصعاب وتجهيز المشروع بالمشاركات، فضلاً عن العمل بروح الفريق لإنجاز المشروع. وتقول فاخرة محمد البادي، مسؤولة شؤون الطالبات بالمدرسة: «دورنا أن نكتشف المواهب الملفتة من بين الطالبات المتفوقات من خلال اهتماماتهن، ونركز على هذا الجانب من خلال برامج الأنشطة حسب الميول، وبالتنسيق مع الأسرة في إطار خطة مجلس أبوظبي للتعليم لرعاية الطلاب الموهوبين». وتكمل سهى محمد جبر، منسقة الكمبيوتر: «يتم التركيز على تنمية المواهب من خلال معرفتنا بميول واتجاهات الطالبات ومهاراتهن في الحاسب الآلي على سبيل المثال واكتشاف قدرتهن على العمل والابداع في مجال البرمجة، ومن ثمّ التفكير المنطقي إلى جانب التعلم بسرعة واستثمار وقت الفراغ، فالطالبات الموهوبات أغلبهن من المتميزات علمياً اللاتي يحققن درجات عالية، ومما لا شك فيه هن في حاجة إلى رعاية خاصة، واهتمام للحفاظ على مستواهن العلمي ومواهبهن الذاتية». الطالبات الموهوبات مرح ماهر، وفرح محمود، وإيمان عبدالخالق، ولانا سويدان، وحمدة سهيل، ومها المحيربي، وعذاري صالح، ونورة العبيدلي، ومريم محمد سعد، وتالة سهيل، وسارة الجنيبي جميعهن يحققن معدلات متميزة على المستوى التعليمي، ومن جانب آخر تتباين ميولهن وهوايتهن بين الحاسب الآلي، والتجارب العلمية، والرسم، والفنون، والتصوير، والشعر، والرياضة، ويشرن إلى أهمية دور المدرسة، وتشجيع الأسرة للحفاظ على تفوقهن وتنمية هوايتهن ومواهبهن. كذلك الطالب مصطفى محمد الأبيوقي، بالصف الحادي عشر، حقق أعلى معدل عالمي على مستوى العالم في اختبار المحاسبة IGCSE من جامعة كامبريدج فضلاً عن تفوقه الدراسي الذي يؤهله لدخول كلية الهندسة التي يحبها، يرى أنه يشعر بأن معظم مفردات المناهج الدراسية تبدوا أسهل مما يتوقع، ويتطلع إلى أن تكون المناهج مشجعة لمهارة التفكير والإبداع ولا سيما في المواد العلمية والرياضيات، وخالية من الحشو والزيادة، مع تطوير أساليب التقويم والامتحانات». حاجات الموهوبين من جانبها تؤكد باسمة الجنيبي، نائب مدير عام مدارس النهضة: «على أهمية التعرف على قدرة الطلاب العقلية، والقدرات التحصيلية، والقدرة القيادية وإمكاناتهم الذاتية، وأيضاً التعرف على حاجات الطلبة الموهوبين والمتفوقين في المجال المعرفي، والمجال الاجتماعي الانفعالي، والاهتمام بالبرامج التربوية للموهوبين والمتفوقين، واعتماد المناهج وطرق التدريس، وتزويد الطلبة الموهوبين والمتفوقين ببناء معرفي في المجالات العلمية المختلفة، ومهارات الحصول على المعرفة من خلال طرق حل المشكلات والإبداع واستخدام الأسلوب العلمي في الوصول إلى المعرفة». ترى مديحة عزمي، المشرفة العامة بنفس المدرسة، أنه من الضروري أن يكون هناك برنامج خاص للطلاب الموهوبين، فالمدرسة تعمل بالتعاون مع لجنة أميركية عالمية لتقييم المدرسة بشكل دوري ومن ضمن أهم توجهاتها الاهتمام بالموهوبين ومستواهم الدراسي وأنشطتهم اللاصفية وفق برامج معتمدة لهذا الخصوص، والتنسيق والتعاون مع الأسر التي بها طالبات موهوبات، وفي المدرسة نحرص على إعداد ملفات خاصة لهذه النماذج واعتماد منهج الإثراء الابداعي، والمشاركة في كافة الأنشطة والمسابقات، والأندية العلمية، والعمل التطوعي، ومراكز رعاية الموهوبين، وأتمنى أن تكون هناك أكاديمية خاصة لرعاية هؤلاء الطالبات والطلاب. أما حسن علي الحوسني «ولي أمر» لأربعة طلاب متميزين في مراحل تعليمية مختلفة، يشير إلى أهمية اكتشاف المواهب وفي سن مبكرة إلى جانب تعاون الأسرة والمدرسة والمتابعة الجادة لأحوال الأبناء المدرسية من خلال تنظيم أوقاتهم، وتحصيلهم الدراسي، وممارسة هواياتهم المتعددة، واعتماد مبادئ وأساليب التحفيز والتشجيع والإثابة من بين حين لآخر، ويرى أن هُناك حاجة ماسة إلى إنشاء مدارس خاصة لرعاية الموهوبين، وأكاديميات علمية تتبنى هذه الكفاءات وتوجيهها واستثمارها بما يخدم المجتمع بشكل صحيح.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©