الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نساجو الساري يواجهون الإفلاس

نساجو الساري يواجهون الإفلاس
7 يوليو 2007 21:18
يقضي شيواجاتان راجبهار أيامه في نسج زهور فضية وذهبية تزين قماش الساري الهندي التقليدي المصنوع من الحرير المنتقى بعناية مستعينا بنول يدوي بسيط في كوخه الطيني· والساري من اقدم الأزياء التقليدية في الهند وهو ثوب ثمين لاغنى عنه في جهاز العروس الهندية ومتى تم الانتهاء من صنع الساري على النول اليدوي يباع بمبلغ يفوق بمرات كثيرة الدخل الشهري لراجبهار· وشهرة مدينة فاراناسي في شمال الهند بصنع الساري بواسطة النول توازي شهرة دارجيلينج في الشاي· لكن على الرغم من انتاج بعض أنواع الساري التي تحظى بأعلى اقبال على اقتنائها في شبه القارة الهندية والتي يقول النساجون إن عددها يتراوح بين 200 ألف و500 ألف قطعة فإنهم يؤكدون أنهم لم يتمتعوا بالثراء قط· وحاليا مع إغراق السوق بأنواع زهيدة الثمن مصنوعة آليا من أثواب الساري أصبح النساجون أكثر فقراً عن ذي قبل وتحول بعضهم إلى الزراعة او العمل اليدوي بينما لجأ آخرون إلى التسول كملاذ أخير· ووضع النساجين يماثل وضع ملايين الهنود الذين تجاوزتهم قوى السوق حتى مع تمتع أجزاء من المدن الكبرى برخاء متزايد بسبب اقتصاد مزدهر· وفي التسعينيات من القرن الماضي اصبح استخدام النول الآلي شائعا على نحو متزايد وينتج عدة أثواب من الساري في اليوم الواحد وهي نفس المدة التي يحتاجها شخص مثل راجبهار لينسج فقط اول ياردة (حوالي 90 سنتيمترا) من الساري الكلاسيكي الذي يبلغ طوله ستة أمتار على نوله الخشبي خيطاً بعد خيط· واغرقت الأثواب الصينية المقلدة المصنوعة آليا الأسواق في السنوات الأخيرة ويبيعها عادة التجار غير الأمناء على أنها أصلية· ويقول نساجو فاراناسي إنه ليس بمقدورهم المنافسة ومن ثم اطبق الصمت على آلاف الأنوال· ويتذكر موني ديفي الذي يعيش في قرية جاوراكالا التي كان بها ذات يوم نحو 100 نول يدوي ''بدأوا في الاقفال ببطء· واحدا او اثنين في كل مرة·'' وحاليا لا يوجد سوى اثنين يعملان· وكثير من الأنوال الأخرى استخدمت في نيران المدفأة· والخنادق التي حفرت في أرضيات منازلهم لوضع بدالات الأنوال تمثل حاليا قبورا ضحلة· وفي السابق ·كانت العائلات متى كسبت الكثير يمكنها بناء بيت قوي من طابقين وفقا لمعايير القرية الهندية· لكن هذه الأيام يتخلى الحرفيون الذين كانوا فخورين بأنفسهم ذات يوم عن مهنتهم بحثاً عن النقود ويستأجرون الأرض لزراعتها· ويشير لينين راجوفانشي من جماعة دعم محلية صغيرة (بي·ف·سي·اتش·آر) إلا أن كل النساجين تقريبا اما من الهندوس من طبقة اجتماعية متدنية او من الأقلية المسلمة في الهند وهي جماعات تتعرض غالبا للتهميش ومعظمهم أميون· وجماعته تريد من الحكومة ان تمضي قدما فيما يتعلق باقتراحها بطرح علامة اصلية لمنتجات النول اليدوي حتى يحصل النساجون على ثمن أكثر عدالة عند بيع ثوب الساري شديد الجاذبية في الأسواق· ولحين حدوث ذلك اذا لم يكن بمقدورهم كسب الرزق من نولهم اليدوي سيلجأ النساجون إلى وظائف أقل شأنا مثل قيادة الريكشا (عربات صغيرة) او بيع الخضروات او العمل في الطرق او التسول· وفي السنوات القليلة الماضية مات حوالي 50 طفلا وبالغا من عائلات تعمل في النسج جوعا او قتل بعضهم نفسه بدلا من تحمل الفقر الشديد وفقا لتقرير (بي·ف·سي·اتش·آر)· وليس لدى الكثير منهم بطاقة الحصص الحكومية التي يحصل عليها الفقراء ويمنحون بموجبها تخفيضا او يحصلون على طعام مجاني· كما أن السل الرئوي شائع ايضا· وحالة والدي اقبال خان (15 عاما) اللذين يعملان على النول حالة نموذجية··فقد ذهبا إلى قبريهما وهما لا يعرفان أن بمقدورهما الحصول على عقاقير مجانية كان يمكن أن تنقذ حياتهما من الحكومة· ولدى خان حاليا المرض الذي جعله يتيما وينام معظم اليوم بينما تتحمل وطأة العبء الإضافي للعمل على النول اليدوي اخته ( 8 سنوات) مع عمتيها· وتتحدث راماوتي راجبهار مثل كثير من النساجين عن فقرها وجوعها بنوع من السخرية· اما الأطفال الذين يلعبون بين الأكواخ الطينية تبدو عليهم السعادة حتى بعد أن حول سوء التغذية شعرهم الأسود إلى الأسمر المصفر وترك جلدهم جافا بصورة بادية· ويشغل نولان يدويان عتيقان معظم مساحة منزل راجبهار المؤلف من غرفة واحدة في باجوا نالا· وتعمل حاليا كعاملة مؤقتة في مواقع بناء· وإذا حصلت على عمل في الصباح تتقاضى 60 روبية (1,50 دولار) تأخذها إلى منزلها في المساء· ويمكنها إطعام أطفالها بصحن او اثنين من الأرز فقط وبعض الخبز كل يوم· وفي بعض الأحيان لا يحصلون على شيء· وتساءلت راجبهار ''اخبرني ماذا سأفعل بمئة روبية·· هل انفقها على الخبز ام على الدواء او تعليم أطفالي·'' وقالت إن ابنتها الكبرى على وشك أن تصبح عاملة غسل أطباق بدوام كامل· وأضافت وان عينيها محتقنة من فرط الاجهاد ''يحدوني أمل ضئيل بشأن المستقبل·''
المصدر: فاراناسي (الهند)-
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©