مشاهد من ديار الغربة؟!

من خلال زيارتي الأولى لبلد شرق آسيوي هو مملكة تايلند·· بهرت بجمال مطارها وتفاني العاملين به في خدمة زوار مملكتهم، مما يعكس الترحيب بالضيوف، ومن خلال تنقلنا بالسيارة بهرت بروعة الجسور وتناغم أدائها والأشجار التي تحيط بكافة جوانبها مما يعكس البيئة الجميلة لهذا البلد·· طرقها ثلاثة مسارات في كل اتجاه مساران باتجاه واحد والآخر بالعكس ولم أسمع يوماً صوتاً لبوق سيارة طيلة فترة بقائنا في عاصمتها· وكذلك لم أر أي حادث ولو بسيطا على طرقها، علماً بأن طرقها غير مضاءة·· ولكن إضاءة عقول أبنائها وحبهم للحياة أغنت عن إضاءة طرقهم··! شعبها يحترم الزوار ويكرمه فلا نرى مضايقة من أحد·· كأن الجميع قد تفانى وسخر إمكانياته لخدمة الزوار·· سيارات الأجرة لديهم لا تستغل أحدا بل يختارون السيارات الجميلة بل والخاصة بهم لإيصالك بمبالغ رمزية جداً·· الأسواق ليس بها أدنى استغلال·· أعجبك·· خذ·· لم يعجبك يشكرونك على الزيارة·· حفاوة واحترام ما بعدها حفاوة·· طقسها جميل وهواؤها عليل وشعبها رياضي يعشق رياضة المشي·· خدمة مستشفياتها دقيقة كعقارب الساعة·· يحترمون الزائر ويوفرون له كذلك المترجم بالمجان ليزيلوا كافة العقبات أمامه·· صحيح أن مستشفياتهم الراقية علاجها بالمال·· ولكنهم يعطونك نتائج قوية ويطلعونك على كل صغيرة وكبيرة· فهذه دعوة أقدمها لمهندسي الطرق والمرور بالدولة بضرورة زيارة ذلك البلد الفقير للاطلاع على روعة ودقة عمل الطرق وكيف إنشائها وحركتها الدؤوبة في تناغم عجيب كخلية النحل·· الجميع يستخدم الإشارات الضوئية الخاصة بالسيارة ونحن نقود سياراتنا يمينا ويسارا دون أية علامة تدل الآخرين على ذلك وكأننا اشترينا الطرق وملكناها، هذه كارثة بسبب غياب الثقافة المرورية·· وغياب شيء اسمه حرية الحياة·· فلم أر قائد سيارة متهوراً لديهم· تقف في أسواقهم بنظام لسداد الأموال فيعيدون إليك ولو الفلس، لديهم حرية في كل شيء ولكن لم أر أو أسمع مضايقة لأحدنا أو لأحد الزائرين·· شعب يحترم الحياة ولا يعبث بها·· راشد بن زايد قدفع - الفجيرة