لندن (وكالات) - شهد 10 داونينج ستريت مقر الحكومة البريطانية أمس حضور ضيف مميز “صادر” لمدة 30 دقيقة مقعد رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، لكن دون أي مسّ بصلاحياته الدستورية. والضيف المميز والاستثنائي كان الملكة اليزابيث الثانية التي شاركت بصفة “مراقب” في آخر اجتماع أسبوعي للحكومة هذا العام قبل بدء عطلة الميلاد ورأس السنة، وذلك في سابقة لم تحدث في زمن السلم إلا نادراً على مدى نحو 300 عام.
ووفق تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” فإن الملك جورج الأول كان توقف عن حضور اجتماعات الحكومة عام 1717. وحضر الملك جورج الثالث جلسات الحكومة عام 1781 إبان حرب الاستقلال الأميركية. وتحدثت تقارير أخرى عن أن الملكة فيكتوريا جدة الملكة اليزابيث التي توفيت في 1901 كانت آخر ملكة تمارس حق رئاسة الاجتماعات الحكومية. كما أن والد الملكة اليزابيث، الملك جورج الرابع حضر اجتماعات الحكومة خلال الحرب العالمية الثانية.
وجلست الملكة اليزابيث الثانية (86 عاماً) التي كانت ترتدي معطفا ورداء أزرق اللون في المقعد المخصص لرئيس الوزراء الذي كان استقبلها عند مدخل 10 داونينج ستريت، ثم جلس إلى يمينها خلال الاجتماع بينما كان إلى يسارها وزير الخارجية وليام هيج. وكان مجلس الوزراء دعا الملكة للحضور في إطار احتفالات مرور 60 عاماً على اعتلائها العرش العام الجاري. وبالمصادفة، كان مطروحاً على جدول أعمال الجلسة قضية تغيير قواعد الخلافة الملكية حيث سيتم إدخال المساواة بين الجنسين في اعتلاء العرش.
وقال مقر الحكومة إن الملكة تحدثت مرتين فقط خلال فترة مكوثها التي استمرت نصف ساعة، الأولى لتقول إنه يتعين تقصير خطاب الملكة المقبل، وهو عرضها السنوي لبرنامج الحكومة التشريعي، والثانية لتتمنى للوزراء عيد ميلاد (كريسماس) سعيداً. وتسلمت الملكة هدية من الحكومة بمناسبة يوبيلها الماسي. ولا يزال نوع وشكل الهدية من الأسرار، إلا أن مصادر كشفت أن الوزراء جمعوا ثمنها من مالهم الخاص. ثم قامت الملكة بجولة في وزارة الخارجية برفقة هيج.
وتعتبر الملكة رأس الدولة إلا أنها لا تشارك في التصريف اليومي لشؤونها، وإنما يزورها رئيس الوزراء بشكل منتظم حيث يطلعها على الأوضاع العامة. وتحضر الملكة بشكل رسمي افتتاح جلسات البرلمان، حيث تقرأ الخطاب الذي يعده الوزراء والذي يفصل الخطط التشريعية للدورة المقبلة، كما تقوم بتعيين رئيس الوزراء.
وتعاقب خلال حكم الملكة اليزابيث الثانية 12 رئيس وزراء كان أولهم وينستون تشرتشل، وقد أعلن أنه سوف يتم تغيير اسم الجزء الجنوبي من المقاطعة البريطانية بالقارة القطبية المتجمدة إلى “أرض الملكة إليزابيث” تكريما لها.
وقال الموقع الرسمي للملكية البريطانية في بيان “إن دور الملكة واضح، كرأس للدولة الملكة يجب أن تبقى محايدة تماماً فيما يتعلق بالمسائل السياسية، غير قادرة على التصويت أو الترشح للانتخابات”. بينما قال مكتب رئيس الوزراء في رسالة على “تويتر” “الملكة ستزور داونينج ستريت وستقدم لها هدية بمناسبة يوبيلها الماسي، وستحضر اجتماع الحكومة كمراقبة”.
عدد اليوم
