الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل حقاً بيريس أبو القنبلــــة النوويــــــة؟

هل حقاً بيريس أبو القنبلــــة النوويــــــة؟
6 يوليو 2007 01:51
شمعون بيريس رئيساً للدولة في إسرائيل· عمر من الإخفاقات المتتالية حين حاول أن يتقدّم إلى الصفوف الأمامية· هو طائر الليل، كما يقول لقبه، ولا يمكن أن يكون النسر مع أنه غيّر اسم العائلة من ''بيريز'' إلى ''بيريس'' ليحلّق عالياً· لم يحصل هذا·· المنصب الجديد لا يعني أنه حلّق عالياً· هذا منصب فخري يشغله، عادة، مَن ينتظرون الموت في مكان لائق· بيريس شاهد على إسرائيل، بل هو مرآة لها··· أن يكتب الباحث الإٍسرائيلي دان رافاييل عن ''سيكولوجيا الأشباح''، واضعاً شمعون بيريس كنموذج لذلك اليهودي الذي لا يستطيع أن يكون أكثر من··· شبح· الآن، الشبح رئيساً للدولة· هذا منصب يليق به لأنه لم يعد أكثر من تمثال من الإسفنج· المنصب فخري بدأ مع حاييم وايزمان، العالِم والأرستقراطي الذي يقال إنه قدم خدمة علمية مهمة لبريطانيا لكي تدفع الأمور نحو الدولة اليهودية في فلسطين، وكان لـ''ادوار سعير'' أن يصفه بـ''تاجر البندقية''· هنا ''تاجر اورشليم''· لم يقتطع الأرض الفلسطينية فحسب بل واللحم الفلسطيني أيضاً·· الرئيس السابع· هناك أسماء لامعة: اسحق نافون، حاييم هرتسوج، عزرا وايزمان، أخيراً ويا للفضيحة، موشي كتساف الذي قالت ''هاآرتس'' بفظاظة: ''فليذهب إلى حيثما تقبع الجرذان''· إلى القاع بطبيعة الحال، بعدما ''حوّل رئاسة الدولة إلى مستنقع للشهوات''· ولنتذكر أن رئيس الدولة هو الرمز· والطريف أن ثمّة حديثاً قديماً لـ''كتساف'' استغرب فيه كيف أن آباء الدولة كسروا الإيقاع التوراتي، ولم يستكملوا الخط الكلي، أي أنه يفترض أن يكون هناك ملك على إسرائيل·· ملك على قياس كتساف· قيل أنها الفضيحة البلهاء!· صبي الخباز منذ البداية كان شمعون بيريس يمتلك كل مواصفات الشبح· كان بمثابة ظل لأول رئيس حكومة في الدولة العبرية دافيد بن جوريون، وهذا أوفد بيريس، وكان نائباً لوزير الدفاع، في زيارات مكوكية إلى باريس حيث كان صديقه، أي صديق بن جوريون، جي موليه، رئيساً للحكومة· الموضوع: بناء مفاعل ديمونا الذي منه خرجت القنبلة النووية الإسرائيلية· وقد نقل السياسي والصحافي الفرنسي الراحل جان - جاك سرفان - شرايبر عن بن جوريون ذلك التعليق الضاحك الذي يتناول بيريس: ''لقد باض صديقنا القنبلة النووية''· هذه كانت مجرّد دعابة· الذي كان وراء القنبلة هو ''النبي المسلح''، أي بن جوريون، فيما لم يكن بيريس أكثر من ''صبي الخباز''· لم يكن بيريس بأهمية موشي شاريت، ديبلوماسياً، ولا بأهمية موشي دايان، عسكرياً· كان رجل الظل، لذلك أطلق عليه البعض لقب ''طائر الليل''· هذا اللقب أزعجه، وهو يعني، بصورة أو بأخرى، الخفاش، وكان أن بدّل اسم عائلته من ''بيريز'' إلى ''بيريس''، أي النسر· هذه الخطوة أثارت كثيراً من تعليقات بنيامين نتنياهو الهازئة، قال: ''فضيحة تزوير في اللغة العبرية، كيف يمكن للقبّرة أن تصبح نسراً ؟''· على ظهر المصادفة الدليل على كونه قبّرة، أنه بعد استقالة سحق رابين من رئاسة الحكومة لأن زوجته ''ليا'' أودعت مبلغ 10 آلاف دولار (فقط) في مصرف أجنبي، حلّ شمعون بيريس محله، ولكن ليفتح الباب أمام مناحيم بيجن لدحر حزب العمل في عام ،1977 أي بعد 29 عاماً من الانتظار· المصادفة كانت تحله في منصب رئيس الوزراء· أبداً لا يعرف كيف يصنع النصر، إلى أن استقرّ به الأمر، في نهاية المطاف، في حزب كاديما الذي استحدثه أرييل شارون، أو قربه· لم يستطع أن يتحمل رجالاً مثل أيهود باراك أو عمير بريتس على رأس حزب العمل· الأفضل أن يكون تحت عباءة أرييل شارون، ثم، ويا للغرابة، نائباً لايهود أولمرت الذي كان ينزعج كثيراً من مواعظه، ومن اتصالاته الهاتفية التي لا تنقطع، وهو ابن الثالثة والثمانين الذي يملأ الفراغ بالثرثرة· المكان رئاسة الدولة، هذا رجل مضمون· لا يتحرّش بالنساء، ثم إنه، في كل الأحوال، لم يكن بالنموذج الذي يثير انتباه أي امرأة· رافائيل قال إن بيريس، ولولعه بالمناصب، قد يوصي بأن يوضع هيكله العظمي، وبعد أن يموت على مقعد رئيس الحكومة· لكنه انتخب الآن رئيساً للدولة· هذه مكافأة ممتازة لمن ظل لعقود هائماً على وجهه·· رئيس فخري·· دولة فخرية الطريف أن يتساءل رافائيل، ومعه آخرون، ما إذا كانت إسرائيل باتت تشبه شمعون بيريس· سيلفان شالوم، وزير الخارجية السابق، هو مَن أوحى بأن الوجود الأميركي المباشر في الشرق الأوسط والذي أحدث تغييراً كبيراً في الأدوار الدراماتيكية، كما في التوازنات، كما في المعادلات الاستراتيجية، ترك آثاراً سلبية على إسرائيل التي لم تعد بمثابة الذراع الخشبية· رئيس فخري·· دولة فخرية، هذه مسألة سبق وأثارها، على صفحات ''اللوموند ديبلوماتيك'' الفرنسية، ومنذ نحو ثلاثة عقود، ناحوم جولدمان الرئيس الشهير للوكالة اليهودية العالمية، قال إن القبضة الحديدية لا بد تسترخي ذات يوم· الأزمنة تتغيّر في كل الاتجاهات، ومن مصلحة إسرائيل أن تتحوّل من دولة عسكرية إلى نوع من الفاتيكان اليهودي الذي يعنى، فقط، بالمسائل العقدية والإنسانية لليهود، فإسرائيل، بوضعها الراهن، لن تجد بين العرب مَن يفتح ذراعيه لها، ولو عقدت معاهدات صلح مع كل الدول العربية بما فيها جزر القمر، كما أن مجتمعها لا يمكن أن يبقى معسكراً هكذا إلى الأبد· لا بد من الحل· هذا ما اقترحه جولدمان الذي هو أحد آباء تلك الدولة· ''أورينت برس''
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©