الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لويس آرمسترونج·· حياة حافلة بالموسيقى والغناء

لويس آرمسترونج·· حياة حافلة بالموسيقى والغناء
6 يوليو 2007 01:48
استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي وبحضور السفيرة الأميركية في الدولة ميشيل سيزون وزكي نسيبة نائب رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وعبدالله العامري مدير مؤسسة الثقافة والفنون في الهيئة العرض المسرحي والموسيقي الأميركي الذي يلخص حياة (لويس آرمسترونج) عازف الجاز العالمي الشهير والذي تحول إلى أسطورة شعبية أميركية في فن الغناء والعزف على الساكسفون هذا بالاضافة إلى أنه حوَّل هذه الآلة البرونزية التي بين يديه (الساكسفون) إلى أشبه بالشيء المقدس (بحسب الممثل دوشيلدز) كونه أحد آباء موسيقى الجاز· اما المسرحية، التي تصور حياة أرمسترونج والمؤثرات التي صاغتها، فقد كتبها المؤلف جيمس ميريون· الممثل اندريا دوشيلدز كان بطل العرض الذي جسد حياة ارمسترونج بينما رافقه على البيانو (تيري وولدو) وعلى البوق (بولوكرينت) وعلى الكلارنيت (بيتر مارتينس) وديفيد كريكو وكين كراتشفيلد على ''الدرم'' أو الطبل والنحاسيات· لم يقدم العرض بوصفه موسيقى فقط، بل حمل معه قصة تمثلت أحداثها بحياة ارمسترونج ومستعرضة بذلك أساطين العازفين والمغنين الاميركان· هذا بالاضافة إلى أن العرض تخلله الحوار والرقص والتعامل مع حركة الجسد بوصفها الآلة الأولى التي تفاعلت مع الموسيقى والطبيعة منذ خلق الانسان· كانت توقيعات وتجليات دوشيلدز واضحة في هذا الأداء الجسدي البارع والذي ينبعث مع نغمات الجاز القوية·· اما المسرح فكان بحق ساحة أعادت عبر المتألق والبارع شيلدز كينونة هذا الأداء الانفعالي المتناغم بين حركة المغني وأداء الآلة·· جميع هذه الخصائص ائتلفت لتقدم أروع ما أنتجته حنجرة ارمسترونج حيث كان الساكسفون بيد (دوشيلدز) متألقاً وهو ينفخ به ليعيدنا إلى سهول أميركا الخضراء والجبال الشاهقة التي تردد صدى نغمات البوق الذي تتراقص انامله فوقه، وهو بهذا يعيدنا ايضا الى منابع هذا الفن الموروثي الأميركي تحديداً والذي اكتمل أو كاد أن يكتمل على يد آرمسترونج الذي كان بعزفه يرقّص الجموع المحتشدة· نص مسرحي وغنائي وحواري وعرض للتاريخ الشخصي لآرمسترونج ولعائلته ولزوجاته الاربع اللاتي افتتن به ولتاريخ آلته ولتاريخ هذا العزف ولتاريخ العازفين الاميركان مع روح الطرفة اللغوية التي كان ارمسترونج يطلقها من على المسرح والتي تجد صداها الايجابي والرائع عند جمهوره والذي أجاد دوشيلدز في تقمص شخصيته بكل براعة واتقان· أما ديكور المسرح فقد تنوعت لوحاته الخلفية مع تنوع موضوعة الأغنية وزمنها·· حيث بدت في افتتاح المسرحية الغنائية مطعمة بالنجوم الحمراء والزرقاء ثم تحولت بعد أن أدى شيلدز إحدى أغاني ارمسترونج إلى ليل شفيف يتوسطه هلال أصفر مشع· وكأنه بذلك يطابق بين معنى النص المغنى واللوحة·· اما الطرفة والنكتة فانهما لم يفارقا شيلدز·· والحوار الساخر كان جوهراً مضافاً للنص مما أكسبه تألقاً· يبدأ العرض بفتح الستارة على مسرح بالأبيض والأسود تقريباً كخلفية لقصه نابضة بالحياة مفعمة بالأحداث، ويفتح باب خلفي ويدخل موكب من الموسيقيين يرتدون الطواقم السوداء الرسمية يقودهم دو شيلدز وهو يحمل مظلة سوداء من خلف الجمهور، حيث يطلق التحيات على أنغام موسيقى اغنية ''عندما يسير القديسون في موكب'' تسير المجموعة كمن يحيي ذكرى فرق الجاز الكبيرة· الفرقه مكونة من خمسة عازفين موهوبين يعزفون ألحانا صاخبة وهادئة، كئيبة وشامخة· وفي المسرحية يبلغنا ارمسترونج قصة حياته من خلال دوشيلدز، حيث يعبر الأخير عن شخصية ارمسترونج الذكية اللامعة عبر الكلمات والأغنيات، إذ يميل إلى عزف البوق بين حين وآخر بيد واحدة ومنديله الأبيض في اليد الأخرى· يذكر أن لقب ''ساتشمو'' قد أطلق على ارمسترونج اختصاراً لكلمة ''ستاشيل ماوث'' أي الفم الكبير حيث كان منظره الفرح وابتسامته التي تكشف عن أسنان كبيرة كثيرا ما جلب له السخرية في سنواته الأخيرة· لقد جسّد لويس آرمسترونج في تجربته الرائعة القدرة على جعل العالم مكاناً للفرح والبهجة، رغم المعاناة الكبيرة والتعرض للسخرية من الآخرين، وبالتحدي والكفاح وإيمانه بقدرة الموسيقى على التغيير، استطاع أن يجعل من ( الجاز ) نغماً أمريكياً قوياً جمع كافة الأمريكيين وجذبهم إليه، ولهذا اصبح رمزا اميركيا للغناء والموسيقى·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©