الموبايل ·· محفظة إلكترونية في اليابان

بعد أن أصبح (الموبايل) مزدحماً بالخدمات الجديدة التي تضاف إليه بين الحين والآخر، يشهد الآن إضافة خدمة جديدة تجعله يقوم مقام البطاقة الائتمانية في عمليات دفع فواتير الشراء· وبالرغم من أن هذه الخدمة ليست جديدة وخاصة بالنسبة لليابانيين الذين يستخدمونها في دفع أثمان تذاكر القطار والمترو وأجور التاكسي والمطاعم، إلا أنهم يطورونها الآن بشكل سريع حتى يضمنوا نشر استخدامها على أوسع نطاق· ويقول أحد اليابانيين الذين دأبوا على اعتماد هذه الخدمة في تعاملهم اليومية: ''لم أضطر إلى استخدام محفظتي المالية التقليدية طوال هذا اليوم بعد أن أصبح استخدام الموبايل بديلا للبطاقات الائتمانية بمثل هذه الدقة والسهولة''· وتتلخص هذه التقنية في إضافة الدارة التكاملية التي تحملها البطاقة الائتمانية إلى البطاقة الإلكترونية للموبايل، بحيث يمكن للقارئات المغناطيسية التعرف عليها ومعالجة معلوماتها البنكية بشكل فوري· ويعود الإطلاق الأول لـ (المحفظة المحمولة) mobile wallet إلى عام 2004 من قبل شركة (إن تي تي دوكومو)، حيث حظيت في ذلك الوقت بالكثير من الإقبال والاهتمام· إلا أنها شهدت تراجعاً في الطلب على استخدامها في اليابان والعالم بعد ذلك ولم تحقق النجاح الذي كان يتوقعه مخترعوها· وأصبح واحد فحسب من كل خمسة مشتركين في هذه الخدمة يستعملها لدفع ثمن المشتريات في اليابان· ويقول تقرير نشرته مجلة ''نيوزويك'' في عددها الأخير إن هذا الواقع يتغير الآن بسرعة كبيرة، وحيث يزداد الإقبال على مثل هذه الخدمات الجديدة بشكل سريع، حتى أن اليابانيين يعتبرون عام 2007 عام (المحفظة الإلكترونية)· ويكمن السرّ الأكبر وراء هذا التحوّل في اتساع مجالات الاستفادة من خدمات الأموال الإلكترونية· وكانت سلسلة محلات البيع بالتجزئة (سفن إليفن) 7-Eleven أطلقت مؤخراً نظامها الخاص لخدمات الأموال الإلكترونية؛ وسوف تحذو حذوها سلسلة مراكز بيع البقالة AEON قبل نهاية العام الجاري· وتعدّ شركة (سويكا) لخدمات الموبايل واحدة من أضخم الشركات التي تتبنى فكرة الاعتماد على الموبايل في الدفع· وهي تصدر ما يعرف باسم (بطاقة سويكا الإلكترونية) التي تستخدم منذ عام 2001 لهذا الغرض· والآن، أصبح عدد المشتركين فيها أكثر من 20 مليوناً· وعندما طرحت شركة (جيه آر) JR للسكك الحديدية بطاقة الدفع الائتمانية الخاصة بها والتي تسمح لمستخدمها بالدفع بواسطة جهاز الموبايل، فإنها شهدت الكثير من الإقبال حتى أصبح عدد المشتركين فيها أكثر من نصف مليون· ولعل أهم ما يدفع المزيد من الناس للاشتراك في هذه الخدمة هو أن مجرد التلويح بالموبايل أمام قارئة مغناطيسية يكفي لوصول المبلغ المطلوب إلى الجهة التي تستحقه· ومن المنتظر أيضاً أن تتسع رقعة استخدام البطاقات الائتمانية المحمولة على الموبايل حتى تغطي المزيد من الخدمات الجديدة· ومنها مثلاً استخدامه في تسجيل أوقات دخول وخروج الموظفين في المؤسسات والشركات والدوائر الحكومية والخاصة· ومما يشجّع على نشر هذه التطبيقات أن الطاقة التخزينية لبطاقات الموبايل ازدادت مؤخراً للدرجة التي تسمح بتوسيع استخدامه إلى العديد من مثل هذه المجالات والخدمات المفتوحة·