خلاط المقهى

لا أخفي عليكم كرهي الشديد للسجائر والشيشة، فأجد نفسي محرجاً أمام أصدقائي المدمنين (أقصد الشيّيشة) لرفضي المتكرر تلبية دعوتهم للجلوس في المقاهي، وقد مضت مدة طويلة قبل أن ألبي رغبتهم في أحد المقاهي، هذا المقهى كان مثل البيت المهجور، الوجوه التي تتردد عليه مألوفة، والسيارات التي تقف أمام المقهى مشتراة من وكالات (كل شيء عشرة وعشرين)، وفجأة دبت الحياة في المقهى، الطاولات أصبحت تحجز في اليوم السابق لتلافي الإحراج، السيارات صارت من النوعية التي نشاهدها في الشوارع فتحلم بها طوال اليوم، أنا نفسي لم أعرف ما السبب في هذا التغيير الا بعد قيامي بتلبية الدعوة· عند باب المقهى تستقبلك (نهاد) بملابسها·· (الخاصة)، أحياناً تشعر أنها الأنثى الوحيدة في العالم، وأحيان أخرى تشعر أن الأنوثة قد تبرأت منها، تؤدي كل الأعمال الشاقة والبسيطة، مثل الخلاط الذي يقوم بعشرين وظيفة في وقت واحد، لحظات ويطل عليك وجه آخر يفوح منه المسك، (كوثر) بابتسامتها البليدة تسجل طلباتك من الشيشة والمشروبات (خالية من الكحول)، بعد ذلك لا بد أن تتحدث عن سيرتها الذاتية، ولا بأس بأن تريك صورة عائلتها التي تصر على تقبيلها أمام الجميع·· لحظات ستشم رائحة، هي في الواقع أقرب إلى رائحة السمك، ستعرف حينها أن (عبده) وصل ليضع الشيشة التي طلبتها، لن يتوقف عن الحديث إلى أن تطرده لتنفك من حشرته، بين الحين والآخر ستطل عليك (كوثر ونهاد) ولا بأس بثقل دم (عبده) كل فترة·· حيث تتمنى أن تسمع عنه (خبرا) في القريب العاجل!· وتخرج من المقهى لتعود إليه مجدداً·· ليس وحدك بل مع أصدقاء جدد، وسامح الله من كان السبب!· المزوحي emarat55@hotmail.com