·· ويقولون غلاء المهور!

أخيراً قرر أن يتزوج·· بعد انقضاء سني شبابه·· وبعد أن تعبت الأم من كثرة إلحاحها يوماً بعد يوم لكي يستعجل بالزواج·· يقول الآن: أنا مستعد لتجهيزات العرس·· كم هو غريب أمر شبابنا، يقولون: غلاء المهور، وإن الأعراس تكلف الكثير من الأموال·· فكم هو عجيب عندما نرى ما قدمته دولتنا الحبيبة لشبابها·· الدولة تعطي الأراضي، البيوت، المزارع، المرتبات، منح الزواج، الأعراس الجماعية وغيرها الكثير·· وقد ساعدت الشباب في صندوق الزواج·· وبعد ذلك نقول إنه أيضاً لا يكفي· في دول أخرى يجب أن يجهز شقة، شبكة، مهر، غير التجهيزات الأخرى·· أما هنا فإن الفتاة تسكن في نفس بيت الزوج، أي أنه غير مكلف بتجهيز بيت كامل، فقط تجهيز حجرة واحدة وفي بعض الأحيان قسم صغير أو ملحق لا يتجاوز حجرتين وصالة·· هل هذا كثير؟! أغلبية الشباب يتجهون إلى العمل في وقت مبكر·· وفئة قليلة هم الذين يكملون تعليمهم·· ولكن لا يلبثون أن يعملوا في وظائف محترمة·· نعم يجب أن يحمدوا الله على هذه النعمة، فغيرهم يعمل في مجالات بعيدة كل البعد عن الشهادات التي أخذوها من جامعاتهم·· شهر بعد شهر، مع تنظيم في الانفاق والاقتصاد ستجد عندك دخلا محترما·· ولكن ماذا يفعل شبابنا؟! بعد انقضاء عدة سنين من العمل·· أين تذهب أموالهم؟·· دعوني أوضح: * يقولون غلاء المهور: وتجدهم في إجازة الصيف يخططون هم وأصدقاؤهم للسفر خارج الدولة·· وينفقون المال على اللعب واللهو (في نظرهم هذا لا يعد إسرافا)· * يقولون غلاء المهور·· وتجدهم كل شهرين يبدلون الهاتف النقال، وكل سنة أو سنتين يبيعون السسيارة التي عندهم ويقومون بأخذ قرض من البنك لشراء سيارة جديدة باهظة الثمن للمظاهر والتفاخر بين الناس·· يا أخي (مد ريولك على قد لحافك)· * يقولون غلاء المهور·· وتجده متناسيا الفواتير التي يدفعها شهرياً للاتصالات·· تجد الواحد منهم لديه أكثر من ثلاثة موبايلات، غير هاتف الغرفة وخط الانترنت طبعاً·· ألا يعتبر هذا كله إسرافا في إسراف ومن غير الضرورة؟·· ويقولون لماذا كل هذه الطلبات والتكاليف والإسراف في الأعراس· * يقولون غلاء المهور·· وما خفي أعظم·· تجد الواحد منهم يتعرف على أكثر من فتاة·· ولا تمر أي مناسبة إلا ويوزع الهدايا (يحسب نفسه بابانويل) والتي تتنافس فيها الأسعار الباهظة لكي يكون قد المقام· * للأسف شباب اليوم لا يريدون المسؤولية·· عندما تسألهم لماذا لم تتزوج إلى الآن؟ يرد عليك ويقول (شو أريد صدعه الحرمة والعيال)· هذا هو الواقع·· وليس واقع غلاء المهور·· والكل يعلم بالواقع والحال الذي نعيشه·· وأنا هنا أقصد فئة معينة من الشباب ولا أعمم بالطبع (إلا من رحم ربي)، أقول هذا لكي لا يشن علي كتاب الصفحة الأعزاء حربا أنا في غنى عنها· * ويتحججون في غلاء المهور وتكاليف الأعراس·· أليست هذه ليلة العمر·· وفرحة الأهل·· وطاعة لله تعالى في إكمال نصف الدين؟·· نعم، ولكن اعتدل ولا تسرف في حياتك، وسوف تجد أن الأمور سهلة أمامك بتوفيق من الله·· الواقع الذي نعرفه جميعاً·· أن العرس عرس·· ولا يخلو عرس من غير تكاليف ومصاريف·· لذلك يجب أن تفكر وتمعن بأي خطوة تقوم بها·· ولا تنس أن الزواج هو الاستقرار وبناء حياة جديدة بطعم آخر· فاطمة الكتبي العين