السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتحار ممرضة كيت.. يفتح أزمة «أخلاقيات» الصحافة

انتحار ممرضة كيت.. يفتح أزمة «أخلاقيات» الصحافة
19 ديسمبر 2012
سلطت حادثة انتحار ممرضة بريطانية الأضواء من جديد على أزمة أخلاقية في العمل الصحفي.. أزمة قديمة متجددة تطرح سؤالاً ملحاً، هو: إلى أي مدى يحق للصحفي أن يذهب بعيداً في استخدام وسائل البحث عن السبق الصحفي والخبر الطريف، مهما كانت هذه الوسائل يمكن تصنيفها في خانة "سلوك غير أخلاقي"؟ مثل الكذب والخديعة وغيرها.. أو أن تقود أحياناً إلى كوارث مثل مصرع الأميرة ديانا خلال مطاردة "الباباراتزي" المهووسين بالتقاط صور المشاهير في اللحظات الحميمية، أو كما في هذه الحالة التي قادت ممرضة الأميرة كيت مديلتون إلى الانتحار، وكأن مآسي مهنة البحث عن المتاعب "لعنة" تطارد الأسرة الحاكمة في بريطانيا. وكان المذيعان الأستراليان ميل جريج وزميلها مايكل كريستيان أجريا اتصالاً هاتفياً مخادعاً، ادعيا أثناءه أنهما الأمير تشارلز والملكة آليزابيث، فصدقتهما الممرضة جاسينثا سالدانا العاملة بمستشفى بريطاني كانت تعالج به كيت زوجة الأمير وليام، فسهلت لهما الحصول على معلومات عن حمل الأميرة الشابة. وبعد اكتشافها أنها تعرضت لـ"خدعة صحفية"، أقدمت على الانتحار كما بينت رسالة تركتها قبل إقدامها على الانتحار وتم اكتشافها لاحقاً. وفور علم المذيعين بحادثة الانتحار المأساوية التي أدت لها مكالمتهما، أكدا أن هذه الحادثة المأساوية جعلتهما يشعران بحزن عميق لوفاة الممرضة سالدان البالغة من العمر 46 عاما، وهي أم لطفلين. غير أن تعبير المذيعين عن حزنهما وندمها، لم يمتص الغضب العارم الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي، حيث نشرت مئات التعليقات تطالب بالثأر لدم الممرضة المسكينة. ووصل الأمر إلى حد إرسال تهديدات بالقتل للمذيعين، حيث فتحت الشرطة البريطانية تحقيقاً بعدما تلقى مايكل كريستشيان أحد المقدمين رسالة تنذره بوجود "رصاصات حفر اسمه عليها". وأضافت الشرطة في مقاطعة نيو ساوث ويلز الأسترالية إنها تجري "تحقيقا بشأن تهديدات تستهدف مقدمي البرامج الإذاعية في سيدني" موضحة أنها "ضبطت رسالة تحتوي تهديدات عدة وتحاول تحديد مصدر الرسالة". وفور وصول التهديات للمذيعين، اختفيا عن الأنظار. لكن اختفاء المذيعين لم يخفف من أصداء القضية التي فتحت سجالاً حول "أخلاقيات المهنة" "والمسؤولية الصحفية" بين الصحافة البريطانية من جهة ونظيرتها الأسترالية، من جهة أخرى. فقد عبرت الصحافة البريطانية عن شجبها لهذا الأسلوب في العمل الصحفي، وكتبت صحيفة "صنداي تايمز" في افتتاحيتها "وفاة الممرضة سالدانا مأساة أليمة وكان يمكن تجنبها"، ونددت بالعملية ووصفتها بـ"خدعة غير أخلاقية" من جانب محطة الإذاعة الأسترالية. وفي السياق نفسه، اتهمت صحيفة "ذي تلغراف" البريطانية المقدمين بـ"السعي للحصول على معلومات طبية شخصية من خلال الخداع". لكن بعض الصحف الأسترالية دافعت عن المذيعين، معتبرة أن ما قاما بها لم يكن يخطر ببال أحد أن يقود إلى مثل هذه النهاية المأساوية، وشددت على أن الصحف البريطانية بالغت في القضية، وجعلت من هذه الحيلة "قضية وطنية"، وهو ما زاد من الضغط على المستشفى والعاملين فيه". وكتبت صحيفة "ديلي تلغراف" الصادرة في سيدني: "المذيعان ميل غريغ ومايكل كريستشان لم يقتلا الممرضة جاسينتا سالدانا". وشددت الصحيفة على أن "الانتحار مأساة معقدة ونادراً ما تفسر بحادثة واحدة مهما كانت وطأتها".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©