الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أوغندا تلوح بالتدخل العسكري في جنوب السودان

30 ديسمبر 2013 23:47
جوبا (وكالات) - بدأ المئات من سكان مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي (شرق) الفرار من المدينة أمس، فيما حذر الجيش من هجوم وشيك، من قبل شبان مسلحين من إثنية النوير، تتهم حكومة جنوب السودان النائب السابق للرئيس رياك مشار بحشدهم للإطباق على المدينة. وبالتزامن دعا الرئيس الأوغندي يووري موسيفيني مشار، إلى قبول وقف إطلاق النار بحلول اليوم الثلاثاء، متوعدا بمحاربته وهزيمته إذا رفض ذلك، ما يعني التورط المباشر عسكرياً في الحرب. وأكد جيش جنوب السودان أمس أن «ميليشيا الجيش الأبيض» الموالية لمشار ما زالت تنتشر على تخوم بور، ما يقلل فرص وقف إطلاق النار. وقال الناطق باسم الجيش فيليب أقوير لوكالة فرانس برس «أمس(الأول) جرت مواجهات على بعد 25 ميلاً (حوالى 40 كلم) شمال بور»، موضحاً أن «سكان بور يخشون هجوما في أي لحظة». وأضاف أن «قوات رياك مشار تواصل تقدمها باتجاه بور، لكننا واثقون من قدرتنا على صدهم لحماية المدينة». وقال رئيس بلدية بور نيال ماجاك نيال، إنه يحث المدنيين على الفرار من المدينة مع اقتراب ميليشيا الجيش الأبيض. وقال نيال «هاجموا قرية ماثيانج وقتلوا المدنيين وأحرقوا منازل المدنيين. إنهم يذبحون المدنيين». وتقع ماثيانج على بعد 29 كيلومتراً من بور. وأفادت تقارير بزحف الميليشيا عبر طوابير في مناطق نائية يتعذر دخولها على الصحفيين ويصعب التحقق من الأعداد أو التحركات من مصدر مستقل. وأكد المتحدث باسم الحكومة في جنوب السودان مايكل ماكوي، أن المدنيين فروا من البلدة وعبروا النيل الأبيض في طريقهم إلى منطقة المستنقعات. وقال ماكوي «الناس في بور خائفون..بعضهم اتجهوا إلى المستنقعات وتعبر الزوارق المزودة بالمحركات إلى الضفة الأخرى من النهر(النيل الأبيض) بمعدلات كبيرة» وكان ماكوي قد كشف أمس الأول أن «زعماء قبائل النوير تمكنوا من إقناع الشباب الذين عاد معظمهم إلى ديارهم». وأضاف أن «الأوضاع في طريقها إلى الهدوء إلا إذا حدثت تعبئة جديدة«. وتتهم جوبا منذ السبت رياك مشار بحشد 25 ألف شاب من قبائل النوير من عناصر ميليشيا «الجيش الأبيض» المعروفة بوحشيتها في هذا البلد، في الوقت الذي تتعثر فيه الوساطات الهادفة إلى منع الوقوع في حرب أهلية. وأوضح ماكوي أن «رياك يجند شبابه من قبائل النوير بأعداد تصل إلى 25 ألفا، ويريد استخدامهم لمهاجمة الحكومة» في ولاية جونقلي (شرق). وأضاف «يمكن أن يشنوا هجومهم في أي وقت. نحن في حال استنفار لحماية المدنيين». ومجرد ذكر اسم «الجيش الأبيض» الذي يطلق على هذه المجموعات المسلحة، يعيد إلى الأذهان سنوات الرعب والمجازر التي وقعت في جنوب السودان. فقد قاتلت هذه المجموعات إلى جانب مشار في التسعينات خلال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب قبل استقلال جنوب السودان في يوليو 2011. وفي نهاية العام 2011 ومطلع العام 2012 واجهت هذه المجموعات في جونقلي قبيلة أخرى هي قبيلة المورلي، ما أدى إلى معارك دامية بسبب خلافات حول سرقة ماشية. ولم ينف موسى رواي المتحدث باسم المتمردين وجود قوات معادية للحكومة في الولاية لكنه أكد أنهم ليسوا من أبناء قبيلة النوير يحشدهم مشار، وإنما جنود في الجيش قرروا طوعاً حمل السلاح ضد الحكومة. حتى وإن كان من الصعب معرفة مدى سيطرة مشار على هؤلاء الرجال، فإن ولاية جونقلي تبدو مهددة حقا بهجوم. وكان جوزف كونتريراس المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة في جنوب السودان قال في وقت سابق من أمس الأول إن «الأمم المتحدة شديدة القلق إزاء المعلومات التي تفيد بأن عددا كبيرا من الشبان المسلحين يتقدمون على الأرجح نحو مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي». وأضاف «يمكن أن يشنوا هجومهم في أي وقت. نحن في حال استنفار لحماية المدنيين». ويشهد جنوب السودان معارك عنيفة منذ الخامس عشر من الشهر الحالي بين أنصار كير ومشار. ويتهم كير مشار بمحاولة القيام بانقلاب ضده، في حين ينفي مشار ذلك ويتهم كير بالسعي بشتى الطرق إلى التخلص من خصومه. وتمكن أنصار مشار من السيطرة خلال أيام على بانتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية في الشمال وعلى بور قبل أن يستعيدها جيش سيلفا كير الثلاثاء الماضي. وتأتي هذه الاتهامات في وقت ناشد قادة دول السلطة الحكومية للتنمية (إيجاد) المنظمة التي تضم بلدان القرن الأفريقي وشرق أفريقيا الجمعة كير ومشار التحاور ووقف القتال قبل 31 ديسمبر. ووافق الرئيس كير وخصمه مشار على مبدأ التفاوض، ولكن من دون تحديد موعد فتعثرت الوساطة. والمعروف أن أثيوبيا تقوم بدور وساطة لوقف القتال في جنوب السودان. ويطالب مشار برحيل كير عن السلطة مشترطا لوقف إطلاق النار، إطلاق سراح معتقلين من أنصاره وحلفائه لدى فريق كير. إلا أن المتحدث باسم الحكومة ماكوي أعلن أن الحكومة لن تفرج سوى عن ثمانية من المعتقلين الأحد عشر وفقط عندما يعلن مشار موافقته على وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات بين الطرفين. إلى ذلك وصل وزير خارجية إثيوبيا تادروس ادهانوم ورئيس أوغندا يوويري موسيفيني إلى جوبا أمس، لمواصلة الضغط على طرفي النزاع. وقال موسيفيني إن دول شرق أفريقيا ستضطر لدحر مشار إذا رفض عرض حكومة جوبا بوقف إطلاق النار. وقال للصحفيين في جوبا» أمهلنا (دول المنطقة) رياك مشار أربعة أيام للرد وإذا لم يرد فسنضطر إلى أن نذهب إليه جميعا هذا هو ما اتفقنا عليه في نيروبي??». ولدى سؤاله عما يعنيه هذا أجاب موسيفيني «لننزل به الهزيمة». ومعروف أن أوغندا نشرت من قبل قوات في جنوب السودان بعد بدء القتال في منتصف ديسمبر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©