الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

20 قتيلاً باشتباكات بين القوات العراقية والعشائر في الأنبار

20 قتيلاً باشتباكات بين القوات العراقية والعشائر في الأنبار
31 ديسمبر 2013 13:12
اندلعت اشتباكات عنيفة فجر أمس في محافظة الأنبار العراقية بعد اقتحام القوات العسكرية التي تحيط بالمحافظة منذ يومين، ساحة اعتصام الرمادي، وامتدت الاشتباكات إلى مدن المحافظة جميعها، التي أطلقت مساجدها دعوات للجهاد ضد القوات الأمنية. وأمر رئيس الوزراء نوري المالكي باستقدام قوات طوارئ من البصرة وميسان للانضمام إلى القوات العسكرية في الأنبار، ولم تلبث أن انسحبت قوة طوارئ ميسان عائدة إلى محافظتها مطالبة العشائر بتأمين انسحابها. وتباينت الأنباء حول تهديم خيام المعتصمين بين تأكيدات حكومية ونفي لعشائر الأنبار التي أعلنت سيطرتها على معظم مدن المحافظة وقطعت طرق إمدادات القوات الحكومية إلى المحافظة. وأعلنت محافظات صلاح الدين وديالى تضامنها مع الأنبار واندلعت اشتباكات فيها أيضا مع القوات الأمنية، وأعلنت عشائر محافظة نينوى النفير العام. وأوقعت الاشتباكات وأعمال العنف في المدن العراقية 20 قتيلا نصفهم في الأنبار و58 جريحا 40 منهم في الرمادي. فيما استقال 44 نائبا من القائمة العراقية من مجلس النواب العراقي، وأعلن رئيس مجلس النواب أسامه النجيفي رئيس ائتلاف (متحدون) انسحابه من وثيقة السلم الاجتماعي (وثيقة الشرف) الموقعة بين الكتل السياسية. وأكدت مصادر أمنية رفيعة استمرار المواجهات المسلحة بين عناصر عشائرية مسلحة وبين القوات الأمنية، وتضاربت الأنباء بشأن رفع خيام الاعتصام والسيطرة عليها من قبل القوات الحكومية. وأفادت المصادر أن فرض حظر التجوال قد تم اختراقه بتجوال سيارات محملة لعناصر عشائرية مسلحة في شوارع المدينة التي تطوقها القوات النظامية. وأضافت المصادر أن انقطاع الاتصالات بشتى أنواعها عن المحافظة حال دون وصول التفاصيل الحاصلة هناك على أرض الواقع، لكن مصادر محلية أشارت في أخبار متناقلة عن شهود عيان أن مدينة الفلوجة قد شهدت سقوط ضحايا إثر اشتباكات عنيفة بين العشائر والقوات الحكومية، مؤكدة أن طائرات كانت تحلق وتقصف أماكن سكنية في المدينة، التي لم تلبث قوات عشائرها أن طردت القوات العسكرية واستعادت السيطرة عليها. وأعلن مصدر في ديوان محافظة الأنبار أمس أن 10 أشخاص قتلوا فيما أصيب 40 آخرون باشتباكات بين مسلحي العشائر وقوات الجيش وسوات شرق الفلوجة. وأضاف أن هناك عددا من الأطفال والنساء بين القتلى والجرحى. ونقل موقع السومرية نيوز عن المصدر قوله إن اشتباكات مسلحة اندلعت عصرا بين عشائر ألبو فهد، وألبو نمر، وألبوعساف، وألبوعلوان وعشائر أخرى، وقوات الجيش وسوات شرق الفلوجة. وأضاف أن الاشتباكات أسفرت في حصيلة أولية عن مقتل عشرة أشخاص بينهم 4 أطفال وإصابة 40 آخرين بينهم 13 امرأة وطفل. وقال المصدر إن الأطفال قتلوا نتيجة قصف مدفعي على مناطق شرق الفلوجة، مشيرا إلى أن الاشتباكات لا تزال جارية. لكن مصادر أخرى عشائرية وإعلامية ذكرت أن عددا كبير من أبناء العشائر انتشروا في شوارع الفلوجة وسيطروا عليها بعد أن طردوا الجيش والقوات الأمنية. وأكد ضابط في شرطة الفلوجة وقوع «اشتباكات بين الجيش العراقي ومسلحين أدت إلى إحراق عدد من الآليات العسكرية». فيما قال الطبيب عاصم الحمداني من مستشفى الفلوجة العام إن الاشتباكات أدت إلى إصابة 11 من المسلحين بجروح. وتحدثت مصادر أمنية ومراسلون عن اندلاع اشتباكات عنيفة صباح أمس بين قوات الجيش في مناطق قريبة من ساحة اعتصام الرمادي، وقال مصدر أمني وآخر حكومي إن قوات الجيش قطعت جميع أنواع الاتصالات في الأنبار، بما فيها شبكات الهواتف المحمولة وخطوط الإنترنت. لكن مصادر عشائرية أكدت أن القوات العسكرية اشتبكت على أطراف ساحة الاعتصام ولم تتمكن من دخولها، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى لم يعرف عددهم، مضيفة أن الاشتباكات شملت مناطق الخمسة كيلو ومنطقة ألبو فراج وفي بعض أحياء الرمادي وقرب ساحة الاعتصام. وقال علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء نقلا عن مصادر العمليات العسكرية في الأنبار إن «الشرطة المحلية والعشائر وبالتنسيق مع الحكومة المحلية في الأنبار انتهت من إزالة الخيم في الساحة وفتحت الشارع الذي كان مغلقا». وتابع «يجري جمع الأعمدة والهياكل الخاصة بالمخيم»، مضيفا أن العملية جرت «دون أي خسائر بعد فرار القاعدة وعناصرها من الخيم إلى المدينة وتجري ملاحقتهم حاليا»، وأنه تم العثور في موقع الاعتصام على «سيارتين مفخختين». بينما قال مراسل فرانس برس في المكان إن «اشتباكات متقطعة لا زالت تدور بين قوات الأمن ومسلحين في الرمادي» قرب موقع الاعتصام، وإن هذه الاشتباكات التي كانت كثيفة عند بدء إزالة الاعتصام تخللها تحليق مروحيات عسكرية فوق مكان الاعتصام. وأضاف أن «مسلحين يجوبون طرقات المدينة، فيما لا أثر للجيش والشرطة»، مشيرا إلى أنه شاهد سيارتين محترقتين تابعتين لقوات الأمن. وأطلقت مساجد الأنبار في توقيت واحد دعوات للجهاد ضد القوات الأمنية. وتضاربت الأنباء حول استقالة عدد من ضباط الجيش وهروب آخرين، لكن مصادر رسمية لم تؤكد أو تنفي ذلك. وكان المالكي قال خلال استقباله أمس، عددا من شيوخ ووجهاء عشائر عراقية إن «العمليات العسكرية الجارية في الأنبار وحدت العراقيين خلف القوات المسلحة، وهذا هو عنوان الانتصار الحقيقي». وتابع بحسب بيان رسمي أن «عمليات الأنبار هي أكبر ضربة للقاعدة التي خسرت ملاذها الآمن في مخيمات الاعتصام، وهو أمر واضح ومعروف لدى الجميع ومعلن في وسائل الإعلام، من خلال تهديدات أعضاء هذا التنظيم الإرهابي من داخل هذه المخيمات». واحتجاجاً على ما يحدث في الأنبار استقال عدد كبير من نواب القائمة العراقية من مجلس النواب العراقي، فيما انسحب رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي من وثيقة السلم الاجتماعي (وثيقة الشرف) الموقعة بين الكتل السياسية. كما انسحب أيضا حاجم الحسني النائب عن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي من العملية السياسية، بينما طالب نائب رئيس الوزراء صالح المطلك باستقالات جماعية من الحكومة، محذرا من الاستقالات الفردية. وطالب بيان صادر عن كتلة (متحدون) من أسامة النجيفي الاستمرار بعمله برئاسة مجلس النواب وتخويله التفاوض مع الجهات ذات العلاقة لوضع حد للتدهور في البلاد، بينما لم يعلن المطلك استقالته من منصبه. وأدان المجمع الفقهي العراقي لكبار العلماء للدعوة والإفتاء في العراق العمليات العسكرية في الأنبار، داعيا ممثلي السنة في الحكومة بالانسحاب من جميع التزاماتهم مع المالكي بما فيها وثيقة الشرف لأن الأخير لايحترم مواثيقه. وقال محمود عبدالعزيز العاني رئيس مجلس علماء العراق وعضو الهيئة العليا في المجمع خلال مؤتمر عقد في أربيل «نوجه خطابنا إلى هذه الحكومة متمثلة في رئيس وزرائها بأنها المسؤولة عن إشعال الفتنة وسفك دماء الأبرياء». وأضاف أن «زج الجيش فيما لا يعنيه بحجة مكافحة الإرهاب يهدف لتحقيق أهداف سياسية». كما دعا رئيس «أهل السنة والجماعة»الشيخ عبد الملك السعدي سكان مدينة الفلوجة في الأنبار بقطع الطرق أمام من اسماهم بـ«المعتدين»، في إشارة إلى قوات الجيش والشرطة المنتشرة على طول الطريق الممتد للرمادي. وطالب السعدي بالتهدئة وإطفاء نار الحرب، ووصف الحكومة بـ «الطائفية» وطالبها بالانسحاب فورا من الأنبار. وقال للعشائر في جنوب العراق «حذروا أولادكم من المشاركة في هذا العدوان الصارخ على إخوانكم في الأنبار وادعموهم للانسحاب». وطلب من ممثلي السنة في السلطات الاتحادية والمحلية الاستقالة ومقاطعة العملية السياسية لأن «وجودهم صار كل العدم». ودعا النائب عن القائمة العراقية خالد العلواني إلى تدخل طرف دولي محايد لحل أزمة الأنبار، فيما وصف الأحداث الجارية بأنها نتيجة لفشل الحكومة في التعامل مع الشعب. وقال القيادي في ائتلاف متحدون سليم الجبوري أن العملية السياسية بدأت تفقد شرعيتها وجدواها في ظل تغليب المالكي لغة الدم والعنف وتصفية الشركاء بدوافع طائفية، مضيفا «سننحاز لأهلنا ولن نخذلهم». فيما حمل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف الحكومة مسؤولية دستورية لحماية جميع العراقيين من الإرهاب، داعيا الجميع إلى الهدوء والحوار. وقال في بيان «أشعر بالقلق إزاء التطورات الجارية في الأنبار، وأدعو الجميع إلى التزام الهدوء والتقيد باتفاقات تم التوصل إليها في اليومين الماضيين، وإلى وجوب حل الخلافات السياسية من خلال الحوار ومن خلال عملية سياسية شاملة تسمح للجميع بالانخراط في بناء مستقبل ديمقراطي في البلاد». وفي شأن أمني آخر قتل شخص وأصيب 6 بجروح بانفجار عبوة ناسفة في سوق شعبي شمال شرق بغداد. وفي صلاح الدين التي اشتبكت عشائرها أيضا مع القوات الأمنية، قتل ثلاثة أشخاص برصاص مسلحين في قرية جميله جنوب تكريت. وأصيب ضابط استخبارات وقتل ثلاثة من حراسه بتفجير سيارة مفخخة أعقبه هجوم مسلح جنوب تكريت. بينما أصيب اثنان من أفراد حماية نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين مخلف الدليمي بانفجار سيارة مفخخة بموكبه بوسط تكريت. وفي قضاء بيجي بصلاح الدين أيضا قتل ضابط عراقي ونجله و أصيب 9 أشخاص بجروح بهجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف منزله. وفرضت القوات الأمنية العراقية حظرا شاملا للتجوال في تكريت بعد اندلاع الاشتباكات تضامنا مع الأنبار. وقال مصدر في الشرطة إن القوات الأمنية فرضت حظراً شاملاً للتجوال على مدينة تكريت، بدأ من مساء أمس وحتى إشعار آخر.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©