الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الآن جونستون يتنفس الحرية بعد 114 يوماً

الآن جونستون يتنفس الحرية بعد 114 يوماً
5 يوليو 2007 02:57
نجحت حركة ''حماس'' الفلسطينية أمس في تحرير مراسل هيئة الإذاعة البريطانية ''بي·بي·سي·'' الآن جونستون في قطاع غزة، بعد مفاوضات شاقة مع جماعة ''جيش الإسلام'' وبوساطة من ''لجان المقاومة الشعبية'' ولجنة شرعية أصدرت فتوى أدت إلى إطلاق سراحه بعد 114 يوماً قضاها الصحفي البريطاني قيد الاختطاف، فيما اعتبر أول هدايا ''حماس'' للغرب لتحسين صورتها بعد فظائع أحداث غزة الأخيرة· وذكر وسيط ''الصفقة'' أبو مجاهد المتحدث باسم ''لجان المقاومة الشعبية'' لوكالة ''رويترز'' للأنباء أن الخاطفين من ''جيش الإسلام'' وافقوا على الإفراج عن جونستون بعد فتوى من أحد أبرز رجال الدين المسلمين في قطاع غزة، دون دفع أي فدية· وأوضح الوسيط أن جماعة ''جيش الإسلام'' (التي تسير على نهج القاعدة)، و''كتائب القسام'' وافقا مسبقاً على قبول الحكم الذي سيصدر عن رجل الدين· ورفض الوسيط الكشف عن اسم رجل الدين الذي أفتى بإطلاق سراح جونستون· وأكد القيادي في ''حماس'' محمود الزهار أن الخاطفين أطلقوا سراح جونستون دون أي شروط· ووفقا لمصادر فلسطينية فإن إفراجاً متبادلاً عن مختطفين بين ''حماس'' و''جيش الإسلام'' جرى قبل الإفراج عن جونستون، في إشارة إلى صفقة ''تحت الطاولة'' إلى جانب الفتوى الدينية''· وتضيق قوات ''حماس'' الخناق على الأحياء التي تتمركز فيها عناصر ''جيش الإسلام'' أمس الأول واعتقال المتحدث باسم الجماعة أبو خطاب المقدسي· وجرت مواجهات مساء أمس الأول بين ''كتائب القسام'' وعناصر ''جيش الإسلام'' قتل فيها مدنياً· وأكدت ''حماس'' وقتها أن الاشتباكات هدفها ''إطلاق سراح عشرة من عناصرها خطفهم تنظيم (جيش الإسلام) وليس إطلاق سراح جونستون''· وذكرت مصادر مقربة من ''حماس'' أن جونستون سُلم إلى ''كتائب القسام'' الجناح العسكري لـ''حماس''، ثم وصل جونستون برفقة دبلوماسي بريطاني إلى القنصلية البريطانية في القدس المحتلة عبر معبر إيريز مغادراً إسرائيل إلى لندن· وعقد جونستون - فور الإفراج عنه - مؤتمراً صحفياً في منزل رئيس الحكومة الفلسطينية المُقال إسماعيل هنية شكر فيه كل من ساهم في إطلاق سراحه والشعب الفلسطيني· وأكد الصحفي البريطاني أنه ''من دون الضغوط القوية التي مارستها (حماس)، لكنت بقيت فترة طويلة بعد في الغرفة المعتمة'' التي احتجز فيها· وفي المؤتمر الصحفي، أكد هنية أنه ''تبين أن جونستون هو فعلاً صديق الشعب الفلسطيني، وتبين ذلك من كل العمل الذي قام به''· وأضاف هنية أن ''الفلسطينيين عملوا بجهد من اجل إطلاق سراح جونستون في حكومة الوحدة الوطنية والمجلس التشريعي''· وقال إن ''كتائب عز الدين القسام لعبت دوراً كبيراَ للإفراج عن الآن جونستون، وإن شباب جيش الإسلام تفهموا في الأيام الأخيرة أهمية هذه القضية وكانوا متعاونين''· وشدد هنية على أن ''إطلاق سراح جونستون يثبت جدية حماس في فرض الأمن والاستقرار وتعزيز استتباب النظام والقانون في غزة''· وتمنى رئيس الوزراء الفلسطيني المقُال أن ''تنتهي أزمة الجندي الإسرائيلي المحتجز جلعاد شاليط بصفقة مشرفة تنهي معاناة شاليط وكذلك معاناة أسري فلسطينيين بالسجون الإسرائيلية''· وقال هنية في إشارة إلى ''فتح'' إن ''هذه رسالة للإخوان في رام الله بأنه إذا توفرت النوايا المخلصة وغلبنا المصالح العليا واعتمدنا الجدية والإرادة الحقيقية وسلوك الحوار الوطني اللامشروط سنكون قادرين كشعب على إنجاز مصالح متعددة على طريق الحرية والعودة والاستقلال· وقال رئيس المكتب السياسي لـ''حماس'' خالد مشعل إن الإفراج عن الصحفي البريطاني ''يظهر أن (حماس) تعيد الأمن إلى غزة''، وقال إن إطلاق سراح جونستون ''عكس الفارق بين فترة مضت كانت فيها مجموعة تعمل على انتشار الفلتان الأمني والفوضى - في إشارة إلى (فتح)- وبين الحالة الراهنة التي تسعى فيها (حماس) إلى استتاب الأمن''· ومن جانبه، رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن بتحرير جونستون، معتبراً أن اختطافه ألحق بالشعب الفلسطيني أضراراً بالغة وأساء لمشروعية وأخلاقية نضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال· وشدد عباس على ضرورة حل الميليشيات المسلحة كمهمة ''لا تحتمل التأجيل''· وأكد الرئيس الفلسطيني أن ''السلطة وحكومة الطوارئ عازمتان على المضي قدماً على إعادة الأمن والأمان للشعب الفلسطيني وكل من يعمل على أراضيه من أجل ضمان الحريات السياسية والثقافية، وهذا يجعل من مهمة حل هذه الميليشيات والجماعات مهمة لا تقبل التأجيل''· وأصدرت أسرة جونستون بياناً أعربت فيه عن سعادتها لإطلاق سراحه الآن، وأكدت أسرته أن ''الأيام الـ114 الأخيرة كانت بغاية الصعوبة لنا، وبخاصة لجونستون، ولكننا لم نفقد الأمل لأنه كان دائماً يخبرنا عن أصدقائه في غزة، وكان دائماً يقول إنهم دائماً إلى جانبه''· كما شكرت ''بي·بي·سي'' في بيان منفصل كل الذين تضامنوا مع مراسلها في أيام اعتقاله الطويلة وكل الذين عملوا على إطلاق سراحه· وكان ناشطو ''جيش الإسلام'' (وهي جماعة غير معروفة تسيطر عليها عائلة دغمش في غزة)، في 12 مارس الماضي، وأصدرت الجماعة ثلاثة تسجيلات ظهر فيها جونستون في اثنين منها خلال فترة اختطافه· وبدأت تتحرك ''حماس'' لحل أزمة جونستون أمس الأول، حيث نشرت العديد من عناصرها في ضواحي غزة التي يحتجز فيها الصحفي البريطاني، وضيقت الخناق على حركة الداخلين والخارجين فيها· وأشار البعض أن عملية اقتحام على مكان اختطاف جونستون قريبة جدا، ولكن الصفقة بين ''حماس'' و''جيش الإسلام'' عبر وساطة ''اللجان الشعبية'' فجر أمس قادت إلى الإفراج عن جونستون دون حدوث صدام· وسبق تضييق الخناق على ''جيش الإسلام''، تهديد الجماعة المتشددة بنشر وثائق تدين ''حماس'' وتلحق بها الضرر مالم تطلق الأخيرة سراح الناطق باسمها أبو خطاب المقدسي الذي اعتقلته قوة من ''حماس'' أمس الأول''·
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©